رواية "البحث عن التابوت" للروائي د. أسامة جمعة الأشقر هي من الروايات التي تجمع بين الغرائبية والدهشة حيث ينقب كاتبها بين كتب العهد القديم والعهد الجديد وما بين المخطوطات والوثائق القديمة ليجمع بين جغرافية المكان الصلبة بين الجبال الوعرة والصخور الحادة والكهوف المستورة وما بين الأساطير القديمة. وتحكي الرواية عن قصة باحث أكاديمي شُغف بالمخطوطات القديمة ورسومات الكهوف الموغلة في القدم. وأراد أن يصنع بحثاً في الممالك القديمة بإثيوبيا ولأن الجامعة التي أوفدته أعطته مبلغاً زهيداً لإجراء بحوثه فإنه فضّل أن يذهب مع تلميذه إلى إثيوبيا عن طريق البر. كسلا كانت حاضرة ويبدأ الكاتب في سرد معالم مدينة كسلا والقبة المفتوحة إلى السماء "قبة سيدي الحسن" وليس انتهاءً بماء توتيل وذكرى البطل عثمان دقنة وكرامات المراغنة وليس انتهاءً بسباق الهجن في كسلا." الرواية تحكي عن قصة باحث أكاديمي شُغف بالمخطوطات القديمة ورسومات الكهوف الموغلة في القدم، وأراد أن يصنع بحثاً في الممالك القديمة بإثيوبيا " اضطرت الظروف الراوي الباحث أن يلجأ للرجل المرفعين- وهو أعظم صيادي المنطقة - للوصول إلى خلف الجبال بدلاً عن دليلهم السابق. وعندما توغلوا وسط الجبال والصخور إذا برجلين تائهين يطلبا منهم العون. ولكن المرفعين المتوحش يطلب من الباحث أجرتهما إذا أصر على أن يصحبانهما وإلا فليضحي برحلته من أجلهما. وفي صبيحة اليوم انضم الرجلان لركب القافلة وهو ما استغربه الدكتور في المرفعين. وفي اللحظة التي تحدث فيها المرفعين الى الرجلين بانتهاء رحلتهما شعر الراوي كأن صخرة ثقيلة وقعت على رأسه لتخرجه من عالم الحياة إلى عالم اللا وعي في تجويف صخري هو أقرب للمدفن. حيث تعرض الباحث للضرب وقيدا وثاقه وربطاه على صخرة. وقد عانى ما عانى في الكهف إلى أن سلمه الدليل المتوحش إلى جماعة علمية بقيادة بروفيسور يهودي يدعى يورام. ليعرف فيما بعد بأن البروفيسور اليهودي وجماعته يبحثون عن التابوت الذي ورد ذكره في الكتب المقدسة. عرف فيما بعد أن هناك نسخاً مزيفة كثيرة منه تم وضعها في أماكن كثيرة من العالم. شفرات وألغاز تعرض الدكتور لظروف طبيعية صعبة وتعرض للموت أكثر من مرة ولكن البروفيسور اليهودي أرغمه على العمل معه ليجد التابوت. وكان يطلعه على شفرات وألغاز موجودة على جدران المعابد والكهوف ليجبره على فك شفرتها. وينتهي الأمر به وبالبروفيسور اليهودي إذ تختطفهما مجموعة من قطاع الطرق الباحثين عن الذهب في المعابد والكهوف وتجبرهما على كشف أماكنه. وفي اللحظة التي يفك فيها الراوي لغز القلادة بعد أن يصعد إلى سطح الجبال يجبره قطاع الطرق على البحث عن الذهب ويجبره البروفيسور على البحث عن التابوت. وفي غمرة يأسه تلوح له مروحية في الأفق وينزل منها رجل ألماني يتضح له فيما بعد بأنه بروفيسور يعمل أيضاً في الآثار ويبحث عن التابوت. ويعمل على إقناع البروفيسور الألماني على الرحيل معهم عبر المروحية ولكن الرجل يراوغه وتطير المروحية بدونه. بحث عبر السحر ويلجأ الراوي لوسيلة السحر كنوع من الاستخفاف بعقل العالميْن ويفاجأ بقبولهما الذهاب للساحرة للبحث عن التابوت. ويكتشف حينها بأن الساحرة هي الأخت غير الشقيقة للبروفيسور اليهودي يورام وبينهما عداء سافر. وعندما يرجع الراوي من الساحرة تختطفهم مجموعة أخرى من قطاع الطرق وتبدأ في تعذيبهم تعذيباً شديداً للإقرار بمكان الذهب الذي تظن بأنهم يعرفون كهوفه ومعابده. ويستطيع الراوي أن يفسر لقطاع الطرق وثيقة قديمة ويدلهم على موقعها الأثري فتجد العصابة زمردة خضراء باهظة الثمن وتماثيل كثيرة وفخار مقلوب. ولكن تكون خيبة قطاع الطرق كبيرة لعدم وجود الذهب بالمدفن. وعندما يخبر البروفيسور ياور بالأمر يخبر الراوي بأن المكان الذي وجدت فيه الزمردة هو مدفن جده - والذي ينتهي نسبه إلى النبي سليمان- والذي التقى بعمارة دنقس بالسودان وكان عضداً له. وتنتهي القصة عندما تطلب الساحرة من الراوي الباحث مساعدتها في البحث عن الذهب وتصطحبه إلى أحد المعابد ليحل لها شفرة رسوماته ويهرب منها. قساوة الطبيعة يهرب الراوي من الساحرة ليفاجأ بالسيول والتي يثور غضبها ويستطيع أن يحمي نفسه في أحد الكهوف بعد أن يطرد ثعلباً قابعاً بداخلها." الباحث الأكاديمي عندما يرجع إلى جامعته التي أوفدته يستغرق زمناً طويلاً في سرد حكاياته لكن العلماء بالجامعة يعتبرونها ضرباً من الأساطير " وعندما تنقشع عاصفة السيول يفاجأ بوجود المرفعين(قاطع الطرق) محتضراً بعد أن لدغته أفعى. وبعدها يتغلب الراوي على نفسه ورغم وعورة الطريق فإنه يقطعه مشياً متغذياً على الحشائش وبيض الطيور حتى يصل إلى أقرب وحدة حكومية. وعندها يجد شائعة تقول بأنه ساحر عظيم استطاع دحر الساحرة القديمة تماماً وبفضل الإشاعة والتبجيل الذي وجده من الخائفين منه وجد نفسه يصل إلى السفارة السودانية لتعيده إلى السودان. وعندما رجع الباحث الأكاديمي إلى جامعته التي أوفدته يستغرق زمناً طويلاً في سرد حكاياته والتي اعتبرها العلماء ضرباً من الأساطير. وعندما أعد نفسه لمشروع جديد عن الغزو القادم للأساطير المجنونة القادمة من القرن الأفريقي لم يجد من يناصره. ولم يجد تلميذاً في كفاءة تلميذه السابق (قدال) الذي قضى نحبه في الرحلة الفائتة. وبدت له البحوث التي يصححها لتلاميذه خائبة الأفكار ضعيفة المحتوى إلى جانب ما وجده في رحلته فآمن بأنه يخرّج جيوشاً من الموظفين وليسوا بعلماء. وتبدأ نهاية الرواية بخطاب يأتي للراوي لحضور دورة علمية عن تاريخ الحضارات القديمة في أعالي النيل. حيث يجد أن رئيس المؤتمر هو البروفيسور دينكن ومقدم الورقة الرئيسية فيه هو بروفيسور يورام وهو ما يدفعه لتمزيق الورقة. هذه النهاية تأتي متوافقة مع البداية التي يشكو فيها الراوي من رسوم المنحة والتي تبلغ 2000 دولار. فيذكره العميد بسفره المتواصل الذي اكتسبه بواسطة علاقاته ويكتشف لاحقاً في الرحلة بأن البروفيسور اليهودي هو من مكان وراءه.