مثلما فعلت آلاف الأسر التي تعاني المجاعة في جنوب السودان، تختبئ سارة ديت وأطفالها من مسلحين في مستنقعات وجزر نهر النيل. وللهروب ثمن باهظ، فالأسر لا يمكنها زراعة المحاصيل أو كسب المال، فيأكل أفرادها جذور نباتات زنابق الماء للبقاء قيد الحياة. وأعلنت الأممالمتحدة الأسبوع الماضي أن مناطق بجنوب السودان تعاني المجاعة، وهي أول مرة يواجه فيها العالم مثل هذه الكارثة منذ ست سنوات. ولن يتوفر لنحو 5.5 مليون شخص أي قرابة نصف تعداد سكان جنوب السودان مصدر غذاء يعتمد عليه بحلول يوليو. وديت وأطفالها من بين أكثر من 100 ألف شخص، تقول الأممالمتحدة إنهم عرضة لمجاعة وشيكة في مقاطعتي لير وماينديت بولاية الوحدة التي تقع على الحدود مع السودان. وقالت ديت ل (رويترز) وهي تهدهد ابنها البالغ من العمر أربع سنوات في مركز مؤقت للتغذية تابع لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) "الأطفال مرضى ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ لا توجد مستشفيات قريبة منا ولا يمكننا الابتعاد عن المكان الذي نختبئ فيه. يذهب أطفالي الأكبر سناً للصيد، ولكن لا يمكننا الحصول على ما يكفي لأننا لا نملك الأدوات". وقال عاملون بالمركز إن ابنها سيموت إذا لم يحصل على مساعدة فورية. الزنابق للبقاء " متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي يقول إن ما رأيناه هو أناس كثر جاءوا من الجزر كانوا يعيشون على زنابق الماء وعلى الجذور والأعشاب "وقالت نيالوات تشول، وهي أم لستة أطفال، إن أسرتها كانت تأكل نباتات زنابق الماء وفاكهة النخيل للبقاء على قيد الحياة خلال العام الماضي. وأضافت تشول البالغة من العمر 31 عاماً "نهرب من القتال منذ وقت طويل. استقر الناس في الجزيرة لأن الوضع أفضل كثيراً هناك، لكن لا يمكننا الذهاب لشراء طعام. نأكل الأعشاب التي تطفو على مياه النهر ونحصل أحيانا على سمك". وكانت ديت وتشول من بين 20 ألف شخص خرجوا من المستنقعات وتجمعوا في قرية ثونيور التي يسيطر عليها المتمردون والواقعة في مقاطعة لير عندما سمعوا أن الأممالمتحدة تسجل الناس لتعطيهم حصصاً غذائية طارئة. وحصلت بعض الأسر على شباك وصنارات للصيد من عاملي إغاثة لإعانتها على العيش إلى أن يصل الغذاء. وهذه أول زيارة تقوم بها الأممالمتحدة لثونيور منذ عام. ويتعذر دخول أجزاء كثيرة من جنوب السودان بسبب القتال. وأجزاء أخرى من البلاد نائية جدا. وتصل مساحة الطرق الممهدة في جنوب السودان إلى 200 كيلومتر فقط، وذلك بعد نحو ست سنوات من استقلاله عن السودان. وقال جورج فومينين وهو متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي "ما رأيناه هو أناس كثر جاءوا من الجزر. كانوا يعيشون على زنابق الماء وعلى الجذور والأعشاب في النيل ويأكلون مرة واحدة في اليوم على الأكثر".