قالت منظمة الصحة العالمية، إن وباء الكوليرا يواصل انتشاره في اليمن، حيث ارتفع عدد الوفيات إلى 1923 خلال 14 أسبوعاً من تفشي المرض، وارتفعت حصيلة الإصابات بالكوليرا والإسهالات الحادة إلى 448 ألفاً و603 حالات. ويواجه أهالي محافظة الحديدة غربي اليمن -وخصوصاً الأطفال منهم- تفشي وباء الكوليرا، بسبب انعدام الخدمات وشح المياه النظيفة وتعذر إيصال الخدمات والمواد الطبية، بفعل ممارسات مليشيا الحوثي التي تسيطر على المحافظة منذ أكتوبر عام 2014. وتعد الحديدة من أفقر المحافظات اليمنية، وهي وفق منظمة الصحة العالمية من أشد المحافظات تضرراً بوباء الكوليرا الفتاك. وتجاوز عدد المصابين بالكوليرا في الحديدة 20 ألفاً خلال الشهرين الماضيين، توفي منهم 150 شخصاً أغلبهم من الأطفال. ومعاناة الأطفال في الحديدة وفي عموم اليمن مريرة منذ انقلاب الحوثيين واستيلائهم على المدينة قبل قرابة ثلاثة أعوام، فقبل الكوليرا فتك سوء التغذية بالمئات منهم، وتركهم بلا مقاومة تقريباً أمام الوباء القاتل. وحذرت المنظمات الدولية مثل اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر في تقارير عديدة من تردي مستوى الخدمات الأساسية والغذاء والدواء بالمحافظة. ويشكل التلوث المتفشي وشح المياه النظيفة، إلى جانب الفقر والجوع عوامل توفر بيئة خصبة للكوليرا، في حين تبقى الجهود الإغاثية للمنظمات المحلية والدولية قاصرة عن حصار الكارثة التي حصدت آلاف المواطنين.