أيدت محكمة استئناف أميركية الثلاثاء رفض دعوى تطالب بتعويض قدره 50 مليون دولار من الولاياتالمتحدة تقدم بها ملاك مصنع الشفاء للأدوية بالسودان والذي قصفته الصواريخ الأميركية عام 1998 في عهد الرئيس الأسبق بل كلينتون. وقالت الإدارة الأميركية حينها إن مصنع شركة الشفاء للأدوية في شمال الخرطوم كان يعتقد أنه ينتج مواداً تستخدم في أسلحة كيماوية. ونفى ملاك المصنع والحكومة السودانية أنه منشأة للأسلحة الكيماوية أو مرتبط بأي صورة بإبن لادن أو تنظيمه القاعدة، قائلين إن المصنع الذي دمر كان أكبر منتج في السودان للمستحضرات الطبية. ورفع الملاك دعوى على الولاياتالمتحدة أمام محكمة اتحادية في واشنطن لتدمير المصنع بدون مبرر وعدم تعويضهم عن تدمير المنشأة والتشهير بهم بالقول إن المصنع له صلات بإبن لادن. ورفض قاضٍ اتحادي الدعوى القضائية وأيدت محكمة الاستئناف الحكم باجماع الآراء. قضية سياسية وذكرت محكمة الاستئناف أن القضية تنطوي على مسألة سياسية يشملها مبدأ قانوني يعني أن الدعوى لا يمكن أن يعيد القضاء النظر فيها. وكتب القاضي توماس جريفيث في حيثيات الحكم: "إذا كانت المسألة السياسية تعني أي شيء في مجال الأمن القومي والعلاقات الخارجية فهي تعني أن المحاكم لا تستطيع تقييم قرار الرئيس بتنفيذ هجوم على هدف خارجي". وأضاف في ختام الحيثيات: "بموجب مبدأ المسألة السياسية لا يستطيع الهدف الخارجي لهجوم عسكري أن يتحدى في المحكمة عمل عسكري انتقامي نفذته الولاياتالمتحدة". وكتب القاضي بريت كافانو حيثيات منفصلة اتفق فيها مع الأغلبية في رفض الدعوى القضائية لكن على أسس قانونية مختلفة. وقال إن الدعوى كان يمكن رفضها لأنها لا أساس لها على الإطلاق وإن المحكمة لم تكن بحاجة للجوء إلى مبدأ المسألة السياسية.