كتب: سراج الدين مصطفى (1) فجع الوسط الغنائي السوداني برحيل الملحن والمغني الصافي محمد أحمد والذي يعتبر من جيل الوسط في تاريخ الأغنية السودانية .. حيث يشهد له زملاؤه ريادته في مجال التلحين كما كان يتمتع بصوت غنائي جميل حقق به حضوراً في كافة المجالات الإبداعية ولعله نشاطه الإبداعي يظهر بجلاء ووضوح في مهرجان الإبداع العسكري ويعد الراحل الصافي محمد أحمد من خريجي كلية الموسيقى والدراما وكان يتمتع بمحبة خاصة في الوسط العسكري من خلال انتمائه لفرقة الصيانة والإصلاح .. وأثر الصافي محمد أحمد، الموسيقى والمغنى، في عدد كبير من الموسيقيين الذين فاقت شهرتهم شهرته في نهاية المطاف. (2) كان الراحل الصافي محمد موسيقياً ناجحاً وذلك النجاح يعود لعدة أسباب منها، أنه كان صاحب موهبة أصيلة قلما يتكرر مثلها.. كما كان موسيقيا مجددا يبحث عن الجديد دائماً، وتفوق في هذا الميدان على كثيرين وكان مطرباً محبوباً فاعتمد على نفسه في غناء ألحانه وكان على ثقافة عالية والمؤكد بأنه خلال حياته الثرة قدم فناً راقياً اعتمد على رقي الكلمة واللحن والأداء .. كما احترم الجذور الشعبية للفن وكان شديد الاحترم لمن من سبقوه و انفتح على موسيقات العالم .. كما أنه عمِّر طويلاً ولم يتوقف عن العطاء إلى آخر لحظة في حياته، حيث كان مشاركاً في مهرجان الإبداع العسكري الذي أقيم في بدايات هذا الشهر وقدم عملاً فنياً خاصاً شارك به في منافسة الأغنية العاطفية بعنوان (المراجع) وتجاوب معه الجمهور الحاضرة بكثافة عالية . (3) ولعل المبدع الراحل الصافي محمد أحمد، عاصر كثيرًا من التغيُّرات في المجتمع واستوعبها جميعاً .. وقد ظل كذلك حتى وفاته، وقد زاده هذه رفعة في نظر محبيه وعارفي قدره وقدر فنه.. وظل حريصاً على توسيع إطار الألحان بما يبرز العنصر النفسي فيها، وحريصاً على إثراء ألحانه بفكر مبتكر غير مقيد بالأساليب النمطية الموروثة، كما أنه وظف أدواته الموسيقية الموروثة: اللحن، والإيقاع وحدهما للتوصل إلى أسلوب أكثر صدقاً وتعبيراً وحيوية في التلحين، دون اعتماد على الأدوات الفنية الجديدة.
