تحول مفاجئ وسريع في مسار الحرب بكردفان بعد التراجع الكبير لمليشيا الحركة الإسلامية، التي فقدت السيطرة على عدد من المدن والمناطق في غضون ثلاثة أشهر، مثل النهود والخوي وأم صميمة، بجانب منطقة أم سيالة. خسائر مادية وبشرية كبيرة مُني بها الجيش والمليشيات المتحالفة معه، تُقدّر بالمئات، خاصة وسط قوات درع السودان في معركة أم سيالة، مما دفع مليشيات الجيش للانسحاب إلى الأبيض. واقع مختلف ربما تكون معركة أبو قعود الأخيرة (53 كلم غرب مدينة الأبيض) بداية لمعارك طويلة على تخوم مدينة الأبيض. وأحكمت قوات الدعم السريع قبضتها على منطقة أم دبوس شرقي بارا، وأم دبوس المرخا، وأم دبوس كرار، وأم دبوس الجعلين، وود الزاكي. وتشكل منطقة أم صميمة (68 كلم) غرب المدينة، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرًا، أهمية استراتيجية لكونها ملتقى طرق يربط كردفان ودارفور. وتعتزم قوات الدعم السريع، دخول معركة فاصلة وحاسمة في الأبيض لتحرير الفرقة الخامسة مشاة، بعد سيطرتها على غرب وشمال الأبيض، والشمالي الشرقي للمدينة. التوجه نحو الأبيض من جانبها، قالت قوات الدعم السريع إنها تواصل زحفها الحاسم نحو أهدافها الاستراتيجية، نحو مدينة الأبيض، محققةً انتصارات ميدانية كاسحة على جيش الحركة الإسلامية ومليشيات الارتزاق المسلح. وبحسب بيان صادر باسم الناطق الرسمي، أكد تمكنهم من تحرير عدد من المناطق في معارك، ولا يزال الزحف مستمرًا. وناشد البيان مواطني مدينة الأبيض التزام منازلهم وعدم مغادرتها لأي سبب من الأسباب، مؤكدًا أن قواتهم ستعمل على تأمين المدينة وتوفير الحماية الكاملة لسكانها، كما دعاهم إلى الابتعاد عن مقرات جيش الحركة الإسلامية ومليشياته، وعن أماكن تمركز حركات الارتزاق المسلح، حفاظًا على سلامتهم. وأكدت قوات الدعم السريع أنها تتقدم من عدة اتجاهات لتحرير الأبيض، وتتحلى بأقصى درجات الانضباط والمسؤولية، التزامًا بالقانون الدولي الإنساني، وعملاً بتوجيهات قيادتها المستديمة في حماية المدنيين وصون حقوقهم. ويقول العميد المتقاعد يحيى محمد مرسال: كل شيء جائز في الحرب، تقدم، تراجع، انسحاب تكتيكي، وغيره، ولكن الواقع على الأرض حاليًا يشير بوضوح إلى أن قوات الدعم السريع تعمل حاليًا على حصار الأبيض فعليًا، بالتقدم في عدة محاور، وأصبحت على بُعد كيلومترات قليلة من المدينة الاستراتيجية. وأضاف: نعم، تراجع الجيش، لكنه ربما يجهز مفاجأة ميدانية لإيقاف الدعم السريع، لكنها قد تفشل، وبالتالي فإن المجازفة بالمدن الكبيرة أمر خطير جدًا. يقول مرسال: في اعتقادي الشخصي، إن معركة الأبيض ستكون كبيرة وفاصلة، لجهة أن الدعم السريع حشد قوات كبيرة كما أن قيادة الجيش تعلم أن سقوط المدينة يعني التوجه نحو أم درمان مرة أخرى.