هل تكتفي مصر بمثلث الذهب؟ ابراهيم مطر وسرعان ما انكشف المستور، وحملت الأخبار نبأ لقاء الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، برئيس مجلس السيادة في سلطة بورتسودان، "عبد الفتاح البرهان"، اتفق خلاله الطرفان على أن مثلث "حلايب"، يقع ضمن حدود "جمهورية مصر العربية". ووجّه مجلس السيادة السوداني في سلطة بورتسودان، خطابًا إلى الهيئة القومية للحدود في 11 مايو 2025، طالباً منها اعتماد خريطة تُظهر المثلث داخل الحدود المصرية، خلال المباحثات مع الجانب السعودي حول تفاصيل ترسيم الحدود البحرية بين السودان والسعودية. وورد في الخطاب المذكور أن القرار اتُّخذ "بالتوافق" بين "السيسي"، والبرهان الذي بذل أرضه رخيصة للرئيس المصري في سبيل الدعم العسكري، ليصير البرهان كواحد من ملوك الأندلس المتناحرين في عهد الولاة، يلوذ بالعدو ويمنحه الأراضي والسلطان في أرض الأجداد، مقابل أن يتمكن من قتل أولي القربى! وعن وضاعة البرهان حدث ولا حرج. ومن المعلوم أن مصر قامت باحتلال المثلث في العام 1995، عقب محاولة فاشلة من نظام "البشير" الإخواني، لاغتيال الرئيس المصري السابق "حسني مبارك". وصمتت حكومة المخلوع حينها عن الاحتلال، خوفاً من أن يقدم قادتها للمحاكم الدولية، بتهمة محاولة اغتيال "مبارك". وبالمقابل ظلت مصر ترفض وباستمرار، دعوات نظام المخلوع "الخجولة" والمتكررة لإحالة النزاع إلى التحكيم الدولي، مستشهدةً بأحكام القانون الدولي التي تشترط اتفاق الطرفين على إحالة الأمر إلى هيئة تحكيم. وتُصر مصر على أن المثلث يقع ضمن حدودها السيادية، استنادًا إلى الخرائط الرسمية والوجود المؤسسي الكامل في المنطقة – بما في ذلك الخدمات العامة والبنية التحتية المدنية والعسكرية، والتي وضعت الحكومة المصرية يدها عليها بقوة السلاح، ولا زال البرهان يلمع نياشينه، ويخرج ليحدث الناس عن الوطنية والسيادة، ويتوعد قوات تحالف السودان التأسيسي، "كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد"،.بينما يستجدي من "السيسي" المصري السلاح والسند السياسي! ضعف الطالب والمطلوب. واتفاق آخر بشأن الاستغلال المشترك للثروة الطبيعية في المنطقة المشتركة بين السعودية والسودان، كشفت عنه الأخبار يتعلق بالمنطقة المحصورة ما بين خط مناسيب الأعماق 1000م في البحر الأحمر، موقعة بتاريخ 24 ربيع الآخر 1394ه/16 مايو 1974م. ولم يتم الاتفاق فيه بعد، على حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين. فالسعودية التي تدعم البرهان بالمال والسلاح، تريد أيضاً حصتها من موارد البلاد. ولا يملك البرهان ترف أن يرفض، أو حتى أن يتمنع، لتكون الحصيلة توغلاً جديداً للمملكة داخل مياه السودان الإقليمية. ومن غير المعروف كم سيقتطع البرهان من أراضي السودان يقايض بها المستعمرين الجدد، مقابل أن ينتصر في حربه، والتي صارت تكلفتها أكبر بكثير، من كل ما يمكن أن تحققه من مكاسب. ويسمى مثلث "حلايب شلاتين أبورماد" ب"مثلث الذهب"، نسبة للموارد الطبيعية الوفيرة فيه، فضلاً عن أهميته الاستراتيجية نسبة لموقعه الجغرافي المحوري على طرق الشحن في البحر الأحمر. لكن البرهان عن كل ذلك غافل، غارق في وحل تحالفه العضوي مع إخوان الشياطين، في حين تكثف القاهرة جهودها الدبلوماسية والسياسية، للحفاظ على ما تعتبره "حقوقاً غير قابلة للتفاوض"، و البرهان مشغول بتلقى التعليمات من المتسول الأشهر في العالم "عبد الفتاح السيسي". قالت الصحفية المقربة من المخابرات المصرية أماني الطويل: "ليتذكر الجميع انها ارض الله، ونحن مستخلفون عليها. واتمني علي الإعلام السوداني ان يوضح فوائد ترسيم الحدود البحرية السودانية"، وليس لانحطاط إخوان الشياطين قاع ولا درك، إذ صاروا عملاء لبلد صارت هي نفسها مداساً للجميع. وتقرأ في دفاتر حرب التحرير أن مساحة السودان تتقلص ليصير في قامة سلطة بورتسودان الخفيضة، فالسودان "كبير" على أمثال هؤلاء، لا يستطيعون حكمه كأقلية متسلطة، إما بتقسيم شعوبه، أو تقسيم أراضيه. فضحت خارطة الطريق المقدمة للأمم المتحدة من قبل سلطة بورتسودان، نواياها في تقسيم البلاد رضوخاً لإرادة الحركة الإسلامية السودانية التي تمسك بتلابيبها، وتوجهها تلقاء المشرق والمغرب. وها هي الكتلة الديمقراطية حليفة "البرهان" تجد نفسها عارية من كل ما يسترها من شروط بقاء، في حالة استجابة العالم لمخطط إخوان الشياطين وحليفهم البرهان، إذ لا وجود لإثنياتهم في الدولة الجديدة التي لم تحتمل حتى فقراءهم، فشرعت في طردتهم من العاصمة وولايات الشرق والمال، وسنت من أجل ذلك قانون السكن العشوائي العنصري لصاحبه "عبد الرحمن عمسيب"، و"قانون الوجوه الغريبة"، وصولاً ل"خارطة طريق" انفصالية. إن انتقاص التاريخ، سيقود حتماً لانتقاص الجغرافيا. ألا لعنة الله على إخوان الشياطين.