بالصورة.. وفاة نجم المريخ السوداني والزمالك المصري السابق بعد صراع مع المرض    شاهد.. الفنانة مروة الدولية تفاجئ جمهورها ب(الريل أب رقيبة)    بعمر "41" عامًا .. لاعب المريخ و منتخب السودان السابق يوقّع لنادي الإتحاد مدني    بالصورة.. وفاة نجم المريخ السوداني والزمالك المصري السابق بعد صراع مع المرض    بعمر "41" عامًا .. لاعب المريخ و منتخب السودان السابق يوقّع لنادي الإتحاد مدني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء "الجرتق".. عروس سودانية تقوم بتقليد "ترند" عالمي منتشر على "تيك توك"    شاهد.. الفنانة مروة الدولية تفاجئ جمهورها ب(الريل أب رقيبة)    عثمان ميرغني يكتب: خيارات البرهان    أغرقنا الكذب يا مولاي .. لا سد النهضة!    المريخ يتعادل أمام سانت لوبوبو الكونغولي سلبياً ويفشل في تجاوز الدور التمهيدي    شاهد بالصورة.. القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تبدي استغرابها الشديد من إعتقال أمام مسجد دافع عنها في خطبته وقال: (دخلت الفيسبوك لقيت الناس كلها شغالة حنان أم نخرة)    مصر تفوز على تشيلي بكأس العالم للشباب.. وتنتظر معجزة    وزير الداخلية يلتقي وزير الخارجية بدولة جنوب السودان واللقاء يستعرض أوجه التعاون والتنسيق بين الجانبين    شاهد بالفيديو.. ناشطة الدعم السريع الشهيرة "أم قرون" تهاجم جنود المليشيا بعد الإنسحابات والهزائم المتكررة: (جنود المشتركة صامدين وأفضل منكم.. تصرفوا بالدولار وما عندكم رجولة وأحسن تمشوا أمريكا تبقوا بنات)    ترامب داعياً حماس للتحرك بسرعة: لن أتهاون مع أي تأخير    انطلاق حملة قوات الدفاع المدني لاصاح البيئة و القضاء علي نواقل الامراض بمحلية بحري    برشلونة يكشف طبيعة إصابة لامين يامال.. ومدة غيابه        في إياب الدور التمهيدي الأول لدوري أبطال أفريقيا بملعب شهداء بنينا ببنغازي..مريخ السودان يواجه سانت لوبوبو الكنغولي في مباراة الاتجاه الواحد    اتحاد مدني يعزز قطاع الشباب بخمسة مواهب واعدة في خطوة استراتيجية    روماني الهلال يتابع البوليس الكيني    بالصور.. خطوبة مديرة مكتب قناني العربية والحدث لينا يعقوب من "وجيه" النيل الأزرق بعد أيام من إثارتها جدل الرئيس "البشير" ونجوم المجتمع يعلقون: (تحسهم يشبهوا بعض)    صندوق النقد: السودان يواجه انهياراً نقدياً شاملاً وانكماشاً مزدوجاً    إذاعة الضعين تعود للبث بعد توقف عامين    عاجل.."حماس" تسلم ردها النهائي بشأن خطة ترامب    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    رحلة جبريل إبراهيم من الفشل إلى التحايل والتحليل    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    جابر يؤكد دعم الحكومة للقطاع الصناعي لإحداث التنمية الاقتصادية المنشودة    كيف تم تحديد التكلفة التي ذكر رئيس الوزراء أنها تبلغ 100 مليار دولار؟    انهيار الجسر الطائر بجامعة الخرطوم إثر اصطدام شاحنة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود للهجوم على المطرب محمد بشير والناشطة ماما كوكي: (حمادة صوته نسائي وشبيه بصوت ندى القلعة و"ماما كاكا" خرابة بيوت وتريد أن تصيبني بالجنون)    ترامب يوقع أمرا يعتبر فيه أي هجوم على أراضي قطر تهديدا لأمن الولايات المتحدة    كامل إدريس .. زيارتي الي السعودية ناجحة وقدمنا مشروعات استثمارية بقيمة 100 مليار دولار أمريكي    شاهد بالفيديو.. عروس سودانية تشكو: (راجلي كان مبسوط و"ينطط" في الصالة ليلة الفرح وعندما ذهبنا للشقة طلع "تمبرلي" و "عوير")    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الإعلامية السودانية "لنا مهدي" تشارك ب"كورونامايسين" في معرض الرياض الدولي للكتاب    "يوتيوب" يدفع لترامب 24.5 مليون دولار    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    بمكالمة من واشنطن.. نتنياهو يعرب عن أسفه لانتهاك سيادة قطر    منشور غامض لترامب بشأن "إنجازات عظيمة" في الشرق الأوسط    القبض على 3 أصحاب مخابز استولوا على أموال الدعم    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    والي نهر النيل يطلع على ترتيبات دخول خمسة آلاف فدان للموسم الشتوي في محلية البحيرة    الطاهر ساتي يكتب: حمى الصراع ..(2)    الرواية... الفن والدور السياسي    بعد تسجيل حالات..السلطات الصحية في الشمالية تطلق صافرة الإنذار    حسين خوجلي يكتب: بعد جرح الدوحة أليس من حقنا أن نتسائل أين اليمين العربي؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغرقنا الكذب يا مولاي .. لا سد النهضة!
نشر في الصيحة يوم 03 - 10 - 2025


منعم سليمان
منذ فجر التاريخ، كان الماء شاهداً على نزاعات البشر كما هو مصدر عيشهم. واليوم، لا يزال نهر النيل بما يحمله من منابع ومصبات ومجاري متشابكة ساحةً خصبة للادعاءات والمزايدات!
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين موجة عارمة من الأخبار والصور المفبركة، ادّعت أنّ إثيوبيا تعمّدت فتح بوابات سدّ النهضة لإغراق السودان – ويا للكذب- لماذا تفعل إثيوبيا هذا، وما مصلحتها؟!
لكن الحقيقة بطبعها باقية والكذب زائل. فمعظم الصور والفيديوهات المتداولة لم تكن سوى مشاهد لفيضانات قديمة اجتاحت دولاً بعيدة مثل باكستان وبنغلاديش وغانا وبوركينا فاسو، أو حتى كوارث شهدها السودان نفسه في أعوام سابقة.
غير أنّ دعاية الغوغاء لم تكتفِ بتزييف الوقائع، بل صنعت من الأكاذيب مشهداً مأساوياً انتقل من فضاءات "فيسبوك" المأزومة إلى "شاشات ريا وسكينة"، حيث وجد بعض مقدّمي البرامج فرصة للتهويل واستدعاء "خبراء" لا يزيدون المشهد إلا خبالاً وجهلاً، تماماً مثل خبراء البرهان إياهم (الاستراتيجيين!) على قناة الجزيرة، الذين ما فتئوا يعبثون بنا وبسمعتنا بين الأمم!
وبلغت الفبركة مداها حين جرى تداول مقاطع قيل إنها تُظهر تدفّق المياه بكثافة على السد العالي بأسوان، في محاولة لربطها مباشرة بسدّ النهضة.
وادّعى مروّجو الشائعة أنّ إثيوبيا أغرقت السودان عمداً، فأطلقت 750 مليون متر مكعب من المياه دفعة واحدة، وأنّ السد المصري صمد منقذاً (الأخت السودان)! – ولا أعرف حقيقة لماذا ينشط الإعلام المصري في تأنيث اسم السودان؟، ولكن لا بأس، وقد قال المتنبي: وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ .. ولا التذكير فخرٌ للهلال.
لكنّ مشهد السيول المرسوم بعناية من الخيال السياسي لم يصمد أمام الحقائق العلمية البسيطة: عندما اتضح أن الارتفاع في مناسيب المياه داخل السودان ليس نتيجة مؤامرة إثيوبية، ولا علاقة له بها، بل مردّه إلى ارتفاع غير مسبوق لمنسوب المياه في النيل الأبيض ونهر عطبرة، وربما ستسبب فيضانات، ربما، ولكن في كل الأحوال هي أنهار لا صلة لها بسدّ النهضة ولا بمياهه، وهذا هو موضوعنا!
ولعلّ أفدح ما حملته هذه الشائعات أنّها كشفت جهلاً مريعاً بجغرافيا النهر نفسه لدى من يزعمون أنّهم أصحابه!
بل جهلاً مريعاً بمعلومة بدائية يعرفها أي صريخ ابن يومين في الدول المشاطئة للنهر العظيم، وهي: أنّ النيل الأبيض ينبع من شرق إفريقيا الاستوائية، وتحديداً من بحيرة فكتوريا في يوغندا، بينما منبع النيل الأزرق من بحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية. فكيف يُعزى فيضان الأبيض اليوغندي المنبع إلى تصرّف مزعوم في الأزرق الإثيوبي المنبع؟
إنّها سطحية لا تخفى إلا على من جعل من الخصومة حقيقة وبوصلة، ومن الشماتة زاداً سياسياً!
ولم يقف الأمر عند حدود التشويه الإعلامي، بل انحدر إلى لغة التهكّم على العلاقات التاريخية بين الشعوب، فانتشرت عبارات مثل: "إثيوبيا تغرق أختها"، وكأنّ الدول تُقاس بقرابة الدم أو توضع في سلّم العائلة البشرية!
والحقيقة أنّ لا مصر ولا إثيوبيا (أخوات) للسودان، فلا توجد دولة في هذا العالم شقيقة لأخرى.
هل سمعتم أن إنجليزياً قد أطلق على وطنه وصف "أخت أمريكا"، أو أنّ إسرائيلياً قد سمى بلده ابنتها؟! فالدول ترتبط بشبكة مصالح متبادلة، لا بأواصر دم وصلات رحم!
وأمّا عبارة "أخت بلادي"، التي تردّدها بعض الألسن بين السودان ومصر، فليست سوى مقطع شعري صغير من قصيدة "آسيا وإفريقيا" للشاعر السوداني الكبير تاج السر الحسن، إبان الحقبة الناصرية- وقد قيل قديماً: أعذب الشعر أكذبه.
ثم ماذا تبقّى من "الناصرية" في بلادنا غير محامٍ مغمور سياسياً وكاتبٍ صحفيٍّ مخاتل؟!
إنّ الأكاذيب والفبركات التي جرت في الأيام الماضية ولا تزال تجري، إنما هي تأكيد على زيف المعلومات المنتشرة هذه الفترة حول كل ما يتعلّق ببلادنا. فلا سدّ النهضة الإثيوبي أغرق السودان، ولا الكيزان سينتصرون في الحرب، ولا الصور والفيديوهات المضلّلة تحوّل الوهم إلى واقع.
وحدها الحكمة وإعمال العقل قادرة على العبور بالشعب السوداني نحو الانتصار والاستقرار والسلام، ووحدها الحقيقة جديرة بأن تعبر مع النيل نحو مستقبل أوضح وأرحب لشعوبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.