عوض عدلان بلا سابق إنذار سافر فجاة رئيس وزراء حكومة بورتسودان كامل إدريس إلى سويسرا وبطريقة لم تتمكن حتى تلك الحكومة من (تبريرها) فأصدرت بيان مرتبك قالت فيه أنها للعمل والإستجمام وهما (متناقضان) فلا أحد يعمل خلال فترة الإستجمام ولكن فراغ الفهم حول نواياه جعلتها تضع الخياران معاً فربما يعود وربما لا يعود فتكون صادقة في بيانها اذا قرر عدم العودة لأصدر بيان (اعفاءه) مبرراً نفياً ل (هروبه) وسط دوامة الحكومة المرتبكة وليكون التبرير مثلا بحالته الصحية أو ظروفه العائلية كما حدث مع دكتور المعز وزير الصحة الذي رفض المشاركة في الحكومة فتعلل الفلول بحادث كسر ساقه بعد علمها برفضه المشاركة . والرجل حقيقة ورغم إنكساره الواضح للبرهان والكيزان والمجموعة الدارفورية المساندة لهم إلا أنه قد فشل في صنع (توازنات) بإقناع المواطنين والمجتمع الدولي بمدنية الحكومة (لحم الرأس) التي يقودها وبين ذلك الإنكسار الذي حمله فوق طاقته في سبيل الإستمرار في حلمة كرئيس للوزراء ليواجه أخيراً بالهجوم من كافة الأطراف فهو لم يسلم من سخرية (الشعب) وإستهزاءه ولم يحصل على رضا مكونات الحكومة التي يقودها كما لم يحصل على الإعتراف الدولي بتلك الحكومة فأصبح (يلوص ويحوص) بلا قيمة منذ توليه المنصب بوق بلا قرار. واليوم لا أحد يعلم هل سافر الرجل فعلاً ليستجم أم أنه (نفد بجلده) من الضغوط التي حوله خاصة بعد الهجوم الكاسح والإنتقادات التي صار يوجهها له الإعلام الكيزاني علناً في الفترة الأخيرة و(الإهمال) الواضح من قبل السلطة الإنقلابية له والأحساس بأن أيامه قد صارت معدودة وأن بيان إقالته قد صار على طاولة البرهان مدفوعاً بضغوط كيزانية ففضل الهروب للقول: "بيدي لا بيد البرهان ". ولو صحت الأنباء التي تتحدث عن لقاء له مع رئيس تحالف القوى المدنية الديمقراطية الدكتور عبد الله حمدوك في سويسرا يكون قد دق أقوى مسمار في نعش حكومة الأمر الواقع التي تكافح حتى لا تجد تلك القوى الدعم والمساندة من الخارج واذ برئيس وزراءها الذي راهنت عليه كثيراً هو من يقدم لها الدعم وهو يقول ان لم يكن من الموت بد .. فمن العجز أن تموت جباناً.. ولكننا سننتظر و(لن نرجع حتى بيان كامل إدريس يطلع) ... ولا .. للحرب .. نعم للسلام .. والحكم الديمقراطي . الجريدة