وحدها الطفيليات الضّارة تنمو في المستنقعات، ووحدهم المشوهين نفسيّاً والمُنحطين أخلاقيِّاً من يتوهمون الخير في بلدٍ يقع تحت حكم العسكر، فما من بلد يحكمونه، إلّا صار مستنقعاً قذراً غير صالحٍ لحياة الكائنات؛ بما فيها الانسان. وخصوصًا (عسكرنا) بلادنا الذين يفتقدون لأي ثقافة ومعرفة، لذلك ليست لديهم أي رؤية، ولو بالقدر الذي يسمح لهم بقراءة الواقع واستشراف المستقبل. كانت دعوة (البرهان) من قبل منظمة (الإيغاد) لحضور مؤتمر المناخ في (دبي) بدولة الامارات العربية المتحدة، فرصة له لحضور ذلك المحفل العالمي الكبير، الذي تداعى له زعماء العالم المتحضِّر استجابة لتحِّديات عالم اليوم (المناخ وتأثيراته)، -ولكن كيف لمن لوّث حياة شعبه أن يهتم بملوثات المناخ؟، وهو نفسه من أكبر ملوثات الحياة؟! كان وجود بلدنا في هذا المحفل الحضاري العظيم أمرٌ مطلوبٌ، لولا غباء العسكر وعمى بصيرتهم، خصوصًا في ظل التحديات المناخية التي تواجه العالم، وبلادنا خصوصًا، وحسنًا انه اختار الهروب – كدأبه- وعدم المشاركة خوفًا وخجلًا ، بسبب تصرفاتٍ طفوليةٍ من مساعده (العطا) الذي آل على نفسه أن يصبح "فاتية" العسكر، ومعلوم طبعًا أنه لم يقل ما قال دون موافقة "البرهان". وعسكر (الكيزان) يعيشون أضعف حالاتهم، لذلك؛ لجؤوا إلى الإحالة عندما جعلوا "ياسر العطا" يشتُم ويسب، ونعم الإختيار، فهو الرجل المناسب بالمكان المناسب، وهو شاذ نفسيًا وعقليا، وتلتف حوله شبهات شذوذ آخر، لا الظرف ظرفه ولا المقال مقاله!! والعصابة العسكرية تلعب لعبة توزيع الأدوار، وهي لعبة (كيزانية) مكرورة وسخيفة، لم تعصمهم من قبل، ولن تعصمهم من بعد، إذ يستخدمون نفس الأدوات القديمة ، وذات الأساليب المجربة، ونفس الوجوه الباردة القميئة، ويقرؤون من نفس الكتاب (الكيزاني) المهتريء الذي يحفظونه كما نحفظ كل فصوله ! وكعادة العصابات الاجرامية فانها تفضل دوماً لعبة تقسيم الأدوار؛ ما بين زعيم العصابة ومساعديه، وهذا هو العرض الذي ظلوا يقدمونه منذ التغيير؛ زعيم العصابة (البرهان) يستلم الرسائل والتعليمات من العصابة الكيزانية ويقدمها لمساعديه، ويلوذ بعدها بصمته المعتاد، ومساعده الأثير (ياسر العطا) يكمن دوره في تنفيذ تعليمات قائدة – الكيزانية أصلاً – فيتولى مهمة الخداع وإدعاء الإنحياز للتغيير، وحمل وجه القباحة خارجيًا، فيشتم ويلعن ويسب بلا توقير ودون مراعاة لأي دبلوماسية أو حساسية. ومساعده الأول (كباشي) – بحسب التراتبية العسكرية التي تلغيها تعاليم (علي كرتي العنصرية)- يتلخص دوره في كسب الوقت وتمثيل دور (حمامة السلام) ، وهو مختص في خداع القوى السياسية، وخاصة قوى الحرية والتغيير، وإيهامها بقناعته بضرورة السلام وكرهه للحرب – وهو الذي سعي لإشعالها أكثر من قائده- كذلك يضعونه لخداع آخرين، كالمؤثرين ورجال الأعمال، مثل"أسامة داؤد" – ورجال الأعمال عمومًا، في أي ناحية وبلد، تعميهم أعمالهم ومصالحهم عن رؤية ما هو أبعد! وقطعًا لن تتوقف حيلة تقسيم الأدوار؛ فالقيادة الحقيقية لهذه العصابة بيد (علي كرتي)، وهي التي تخطط وتقرر، وفي تقسيم الأدوار لطلب السلام يكتب تافه مثل (الهندي عزالدين) عن الآلة الحربية الجديدة التي بشّر بها (العطا) لتحقيق النصر؛ مُعلنًا عن أنّه قطع قول "كل خطيب" بخصوص التفاوض مع قوات الدعم السريع "والذي أمامه فرصة واحدة وأخيرة، وهي الاستسلام". هذه هي خطتهم الرئيسية لإفشال كل سعي للسلام. وتتكرر اللعبة دواليك: يسافر (البرهان)؛ ويتحدث عن السلام ويخاتل الكباشي ويدلس، ويشتم ويلعن العطا، كل منهم يؤدي وصلته ويرقص رقصته المجنونة، فهل سيقودهم هذا إلى نجاة؟! انه عصر السفهاء واللّا دولة، ونحن نبرأ ونتأسف لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والصديقة بما فعله السفهاء منا.