والناس في أوقات الفتن تشتد حاجتهم إلى التذكير بالله تعالى ربهم وتعليمهم أسماءه وصفاته وبيان معانيها ومدلولاتها، وتذكيرهم بأصول دينهم ومبادئه ومجمل أسباب النجاة وأسباب الخسران.. ومن ذلك بيان [الحقوق] ببيان ما يجب على المسلم تجاه ربه وخالقه وما يجب عليه تجاه دينه وتجاه نفسه وغيرهالحق الواضح والناس في أوقات الفتن تشتد حاجتهم إلى التذكير بالله تعالى ربهم وتعليمهم أسماءه وصفاته وبيان معانيها ومدلولاتها، وتذكيرهم بأصول دينهم ومبادئه ومجمل أسباب النجاة وأسباب الخسران.. ومن ذلك بيان [الحقوق] ببيان ما يجب على المسلم تجاه ربه وخالقه وما يجب عليه تجاه دينه وتجاه نفسه وغيرهوبيان عاقبة الصبر وضبط النفس وتحمل الأذى والحلم والتحلي بحسن الخلق والإعراض عن الجهل والسفه والبعد عن التشنج والتوتر..ولابد من بيان مفصل تبرأ به الذمة لوجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن النجاة في الدنيا والآخرة في التمسك بهما وعض النواجذ عليهما. وليكن دعاة الخير بحكمتهم وعلمهم وحلمهم قريبين من الناس؛ فإن صلاح العباد والبلاد لا يكون إلا بالاستقامة على الدين الخاتم الذي ختم الله به الأديان على منهج أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بلا غلو ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط.. وكلما ابتعد دعاة الخير ورثة الأنبياء عن أقوامهم ارتفع صوت الجهل والهوى والشر والفساد وسمعت ورأيت ما لا تتحمل سماعه أو رؤيته وما لم تكن تتوقعه.. فلتقم بما أوجب الله عليك في بيان الحق بالطرق الشرعية والأساليب المرعية يا من تحملت أمانة عظيمة سيسألك الله عنها، قال الله تعالى : (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ).فليحدث العلماء والدعاة والخطباء الناس وليبذلوا جهدهم في التعريف بمعالم الدين الخاتم دين الإسلام ببيان مبادئه وقواعده العامة.. وليفصلوا لهم في مقاصد التشريع الرباني فيه وأنه الدين الحق دين الرحمة ودين السماحة وأنه جاء بمصالح العباد في العاجل والآجل ولم ينه عن شيء إلا فيه الضرر في العاجل والآجل.. وليسعدوهم ببيان جمال التشريع وإعجازه فيما شرعه الله تعالى من أحكام راعت سعادة الخلق حتى تزداد رؤوسهم ارتفاعاً وقلوبهم اغتباطاً.وليحدثوا الناس عن هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فإن خير الهدي هديه عليه الصلاة والسلام فهو أعبد الخلق لله وأرحم الخلق بالخلق وأشجع الناس وأحلمهم وأكرمهم وأصبرهم وأوفاهم عهداً وأحسنهم خلقاً.. وليخبروهم عن قدوات المسلمين من السلف الصالحين من الأنصار والمهاجرين والتابعين والعلماء الربانيين العاملين والعباد والزهاد والصالحين والمنفقين والمجاهدين.فلتجتهد يا عبد الله.. فإن الدعاة إلى الله وطلاب العلم المتمسكين بالكتاب والسنة والسائرين على هدي السلف الصالحين يقومون بعد انقطاع النبوة بما كان يقوم به الرسل والأنبياء ويا له من مقام كريم وفضل عظيم…ولتجتهدي يا أمة الله يا أختي الداعية وطالبة العلم في نشر الحق بدليله وفي تحبيب إماء الله وأهلك في خالقهم الله تعالى ودلالتهم على الطريق إلى الله وأنه لا يكون إلا بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قولي الحق وبينيه لمن حولك فإن الله تعالى يتولى هداية خلقه فضلاً منه ورحمة ويشرفك بالتسبب في ذلك..ليكن دعاة الخير في بلادنا من هذا الصنف من العلماء الربانين والدعاة الناصحين الذين أجاد العلامة الشوكاني وصفهم في كتابه (أدب الطلب ومنتهى الأرب) ، بقوله : (فالعالم المرتاض بما جاءنا عن الشارع الذي بعثه الله تعالى متمماً لمكارم الأخلاق إذا أخذ نفسه في تعليم العباد وإرشادهم إلى الحق وجذبهم عن الباطل ودفعهم عن البدع والأخذ بحجزهم عن كل مزلقة من المزالق مدحضة من المداحض بالأخلاق النبوية والشمائل المصطفوية الواردة في الكتاب العزيز والسنة المطهرة فيسّر ولم يعسّر وبشّر ولم ينفّر وأرشد إلى ائتلاف القلوب واجتماعها ونهى عن التفرق والاختلاف وجعل غاية همه وأقصى رغبته جلب المصالح الدينية للعباد ودفع المفاسد عنهم كان من أنفع دعاة المسلمين وأنجع الحاملين لحجج رب العالمين وانجذبت له القلوب ومالت إليه الأنفس وتذلل له الصعب وتسهل عليه الوعر وانقلب له المتعصب منصفاً والمبتدع متسنناً ورغب في الخير من لم يكن يرغب فيه ومال إلى الكتاب والسنة من كان يميل عنهما وتردى بأثواب الرواية من كان متجلبباً بالرأي ومشى في رياض الاجتهاد واقتطف من طيب ثمراته واستنشق من عابق رياحينه من كان معتقلاً في سجن التقليد مكبلاً بالقيل والقال مكتوفاً بآراء الرجال).