مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الصيحة" تنشر التفاصيل المروعة لمجازر الجزيرة أبا وودنوباوي
نشر في الصيحة يوم 27 - 03 - 2020


مجزرة ود نوباوي
في يوم الأحد 29مارس من العام 1970م حاصرت قوات مدججة بالأسلحة النارية والمدرعات مسجد السيد عبد الرحمن في ود نوباوي.
ليقع صدام دامي غير متكافيء بين القوة والأنصار، استشهِد على إثره (261) من الأنصار العزل، وسقط في ذات الأثناء (53) جريحاً آخرين.
وألقت وزارة الداخلية بقيادة فاروق حمد الله القبض، على (872) من الأنصار في تلك الأحداث وأودعتهم السجون. فيما احتسبت القوات المسلحة أربعة ضباط وثلاثة وثلاثين من الرُّتب الأخرى.
كان من الذين احتسبتهم القوات المسلحة الضابط الملازم معاوية صالح سبدرات (شقيق الوزير السابق والمحامي عبدالباسط سبدرات)، كما احتسبت الرقيب أول (رابح دودو) شقيق حارس مرمى نادي الهلال ومرمى الفريق القومي السوداني (سبت دودو).
ويعتقد على نطاق واسع أن مجزرة ود نوباوي هي الفصل الأول الدامي في صراع الحزب الشيوعي السوداني مع حزب الأمة الذي يُصنِّفه الشيوعيون في خانة القوى الرجعية.
حيث كانت عناصر من الحزب الشيوعي تُظِاهر بسفور نظام مايو الذي شارك ثلاثة من ضباط الحزب في انقلابه، إضافةً لستة من قياداته البارزة كوزراء في الحكومة.
حرب القرن بعد نصف قرن
بزغت شمس الجمعة 27 مارس 1970 على الجزيرة أبا في مظهر هدوء حذر تحسباً لمواجهة مع النظام المايوي باتت وشيكة.
* عند الساعة العاشرة صباحاً أبلغت نقطة للمراقبة خارج الجزيرة أبا عن رصدها لظاهرة تبدو غريبة حيث لاحظ المراقبون أن حركة المرور من وإلى ربك وكوستي، بدأت منذ الصباح تتخذ مساراً واحداً فجميع السيارات التي تدخل المدينتين ربك وكوستي لا تخرج مرة أخرى عائدة، وكان التفسير الوحيد لهذه المعلومة أن هناك نشاطاً ما حول كوستي وربك على درجة عالية من الأهمية ويتطلب قدراً كبيراً من السرية مما يتطلب حظر الخروج من المدينتين حتى لا تتسرب أنباء ما يجري هناك .
* وبالتالي طُلب من نقطة المراقبة في « حجر عسلاية » إرسال مجموعة استطلاع لمدينة ربك لاستجلاء الحقيقة، وصدرت التعليمات لقوات الأنصار بأداء صلاة الجمعة في مواقعها، وأدى الإمام الراحل الهادي المهدي صلاة الجمعة في الساحة المواجهة للسراي من الناحية الغربية.
* وعند الساعة الثانية وأربعين دقيقة، وصلت إشارة من نقطة الرصد الأولى تفيد بأن قوة مدرعة قد تحركت في اتجاه الجزيرة أبا، لتصدر تبعاً لذلك تعليمات فورية لقوة الأنصار المرابطين شرق الجاسر، المكونة من 10 أفراد بالانسحاب إلى داخل الجزيرة، مع نقل مدافع مضادة للدروع إلى الموقع .
* في الثالثة والخمس والعشرين دقيقة ظهرت أول مدرعة أمام الجاسر، بينما احتمت بقية القوة « 7 مدرعات » خلف تل يقع جنوب شرق الجاسر، توقفت المدرعة للمناورة قبل أن تبدأ في إطلاق نيران كثيفة من مدفعها على الجزيرة أبا.
* فصدر على الفور أمر للمجاهدين بالاحتماء داخل الخنادق وخلف السواتر وعدم الرد على النيران، حيث كانت المدرعة تطلق نيرانها من مسافة ألف و 500 متر خارج مدى نيران الأسلحة التي يملكها الأنصار، وتحسباً لأن الرد على نيران المدرعة سيمكنها من اكتشاف مواقع المدفعية الأنصارية والعمل لتدميرها.
* ثم تقدمت مجموعة من أفراد قلائل وبدأت بإطلاق النار على المدرعة من مدافع « البرن » بهدف لفت الأنظار عن الكمين الذي نُصب للمدرعة المتقدمة.
* حيث تم تجهيز وتوجيه مجموعتين من مجموعات البازوكا وال « آر . بي . جي » بالتقدم إلى شرق الجاسر للالتفاف على المدرعة بقصد تدميرها.
* في ذات الوقت كانت هناك طائرتان من طراز « سكاي هوك » تحلقان فوق الجزيرة أبا وتقصفان مواقع منتقاة.. ردت عليها المدفعية المضادة للطائرات بنيران كثيفة.
* ثم حلقت طائرتان فوق سراي المهدي مباشرة (قلب الجزيرة أبا) وقامتا بقصف أدى لانهيار المنازل وسقوط أعمدة الكهرباء القريبة من المكان.
* أما في مدخل الجاسر فقد قام أحد الأنصار ممتطياً صهوة جواده يسابق الريح منطلقا نحو المدرعات القابعة وراء إحدى التلال.
* إنها لحظات مرت كالخيال، فارس يحمل حربة وسيفاً يهاجم جبالاً من الحديد المدرع.. أمتار قليلة قطعها الفارس بجواده قبل أن تختلط أشلاء جسده، بما تبقي من أجزاء فرسه.. يردد المكان مزيج الصدى الغريب لصوت رجل كانت آخر ما صدر عنه "الله أكبر ولله الحمد" وصهيل فرس يشق العنان.
* في هذه اللحظة وصلت مجموعة ال « آر . بي . جي » إلى الضفة الشرقية للنهر، وأخذت موقعها داخل الغابة في وضع الاستعداد لإطلاق النار ثم انطلقت القذيفة الخارقة، وبدلاً من أن تدمر المدرعة دمرت استراحة خلف المدرعة، إنه ضعف التدريب على هذا السلاح الحديث .! وكان لابد أن تكتشف المدرعة موقع المقاتلين؛ وجهت مدفعها الثقيل ورشاشها المتوسط في إتجاه الغابة.
* وفي هذه اللحظة – تماماً – تقدمت مجموعة البازوكا دون انتباه من المدرعة وأصابتها إصابة مباشرة فسكتت حركتها وتوقفت عن إطلاق النيران، فتقدمت بقية القوة المدرعة مطلقة وابلاً من نيران قذائفها على منازل الجزيرة أبا ومنطقة السراي.
* بينما قام جنود سلاح المهندسين بسحب المدرعة إلى خارج أرض المعركة.
* أصابت قوات الأنصار إحدى الطائرتين فانطلقت شمالاً تتبعها سحابة كثيفة من دخان أسود.
* ازدادت المعركة ضراوة بعد إصابة المدرعة والطائرة فانضمت الطائرتان اللتان كانتا تقصفان وسط الجزيرة أبا والسراي إلى رفيقتهما الثالثة ليشارك الجميع في قصف جموع الأنصار بغرب الجاسر.
* بينما سرية كاملة من المدرعات تدك الأرض دكاً بمدفعيتها الثقيلة .
* مواقع الأنصار ما تزال ساكنة تنفيذاً للأوامر، فلم تشترك في المعركة حتى الآن غير مجموعات بعينها.
* لقد كان بعد المسافة بين الأنصار والقوات المدرعة هو الحائل الوحيد دون مشاركتهم بفاعلية في المعركة وكان الحل الوحيد هو التقدم والالتحام بالمدرعات .
* ولكن كيف الوصول؟ إن أية محاولة لعبور الجاسر انتحار مؤكد، فعبور مسافة ألف و 500 متر في خط مستقيم على جسر مكشوف وفي مواجهة سبع مدرعات وثلاث طائرات حربية هو المستحيل بعينه. لم يكن الوصول يحتاج إلى شجاعة هي في رجال الأنصار، بل وفي نسائهم هبة من السماء .
* لكن الوصول كان يحتاج إلى تدبير وتقدير صحيح . وفجأة حدث ما قلب الموقف رأساً على عقب، ظهرت مجموعات كبيرة من الأنصار المقيمين على الضفة الشرقية من النهر مندفعين وسط أشجار الغابة وانقضوا على المدرعات كالضواري، عشرات الرجال يهاجمون المدرعات بالحراب والسيوف، يتسلقون أبراجها الفولاذية في محاولة يائسة للوصول لمن هم بداخلها.
* المدرعات من جانبها ترد الهجوم بضراوة متناهية تسحق الرجال تحت إطاراتها .. ارتفعت سحب الغبار والدخان واختفى مشهد المأساة، وكانت تلك هي الفرصة الوحيدة للالتحام بالعدو، فلقد انشغلت المدرعات بالهجوم المفاجئ وحجبت الأتربة والدخان الرؤية.
* تحركت إثر ذلك مجموعة القنابل اليدوية والرشاشات المتوسطة بالاندفاع في سرعة لعبور الجاسر قبل أن تفيق المدرعات وتقضي على المهاجمين ولم يشترك في الاندفاع مجموعات المدافع خارقة الدروع رغم الحاجة إليها نظراً لثقل حركتها مما سيعرضها للدمار، فيما وجهت كل القوات المتبقية غرب الجاسر نيرانها الكثيفة على الطائرات لحمايتهم أثناء العبور .
* المعركة بين المدرعات والأنصار على أشدها .. وفي ثوانٍ معدودة عبروا الجاسر والتحموا بالمدرعات
* أصوات الرصاص والانفجارت تصم الآذان وعاصفة من تراب ودخان تعمي الأبصار، صراخ جرحى، زفرات قتلى، هدير محركات، تكبيرات وتهليلات.
* فجأة انسحبت المدرعات، ومن خلفها جنود المورتر، ولكن لم تحاول مدرعة واحدة الانتظار لثوانٍ قليلة من أجل التقاط رفيق سلاح، فقد تضخمت قلوبهم رعباً وتركوا رفاقهم لمصيرهم المحتوم .. دم ولحم !.. مئات الطلقات تلاحق هؤلاء التعساء .. بقايا من دم ولحم ممتزج بحصى الأرض هو كل ما تبقى من رجال كانوا منذ دقائق قليلة حياة وحيوية، غروراً وصلفاً.
* تقهقرت المدرعات تاركة خلفها وحدة المورتر غنيمة للأنصار .. بجانب ناقلة جنود ضخمة بسلاحها.
* تولى العم « تيراب » رئيس الميكانيكية بالجزيرة أبا قيادة الناقلة رغم إصابة إطاراتها بالنيران، فسارت على الجاسر متقدمة نحو الجزيرة أبا، وهي محملة بصناديق ذخيرة ورشاشات متوسطة وخفيفة .. وقنابل يدوية وأصابع ديناميت .
* غربت شمس الجمعة 27 مارس 1970 وغربت معها أرواح مئات الرجال والنساء والأطفال، ومن قوات الأنصار المدربة استشهد ثمانون وجرح واحد وعشرون، ومن سكان الجزيرة وما جاورها استشهد 73 وأكثر من مائة جريح
* وقتل 11 من القوات الحكومية .
* انتهت معركة القوات وبدأت معركة إنقاذ الجرحى.. الطبيب الوحيد بمستشفى الجزيرة أبا خرج منها هارباً مع بداية القتال.
* الظلام الحالك يغطي كل الجزيرة بعد أن تدمرت خطوط الكهرباء وحرائق هنا وهناك حيث سقطت القنابل وقذائف الدبابات.
* (مريمين) شابة في عمر الزهور ملقاة على الأرض بعد أن انفصلت ذراعها عن جسمها وتمزقت أحشاؤها .. تمد يدها الباقية طالبة العون، ولا معين غير الله ! لم يكن ثمة سبيل لإنقاذ هؤلاء الجرحى، تم نقل بعض الجرحى إلى المستشفى الذي لم يكن به في تلك اللحظة غير ممرضين اثنين فقط، ونُقل المصابين بإصابات طفيفة، أما الذين عانوا إصابات خطيرة فقد صاروا لاحقاً شهداء.
* الإمام الهادي ظل وسط رجاله يتفقد الدمار يواسي الجرحى لم يغادر السراي رغم تركيز القصف عليها من الطائرات والدبابات، ورغم المحاولات التي بذلها الكثيرون لإقناعه بالخروج.
* تبادل النيران ظل مستمراً طوال الليل، وأطواف القوات الحكومية تطوق الجزيرة، وتنتشر كجيوش النمل حولها.
* قام بعض الرماة من موقع « طيبة » بقصف مطار ربك بمدافع الهاون لمنع الحكومة من تعزيز قواتها بالمنطقة.
* إنتهى اليوم الأول من المعركة بسقوط 83 شهيداً وأكثر من 121 جريحاً، وانسحبت مدرعات الحكومة بعيداً، وانصرف الأنصار لتنظيم صفوفهم ومداواة جرحاهم ودفن موتاهم.
* حوالي الساعة الثالثة فجر السبت تحركت مجموعة قتالية مكونة من 35 شاباً مجهزة بخمسة مدافع خارقة للدروع و 15 رشاشاً متوسطاً، بالإضافة إلى مجموعة من الرشاشات الخفيفة والقنابل اليدوية، خرجت حتى منطقة « حجر عسلاية » وقامت المجموعة بالانتشار وسط الصخور في وضع الاستعداد .
* عند الرابعة وعشر دقائق صباحًا وصلت سرية مدرعة مكونة من تسع مدرعات وتوقفت في موضع تستطيع أن تطاله نيران الانصار الذين أطلقوا النار فوراً وفي الحال أصابوا مدرعتين .
* اندفعت إثر ذلك بقية القوة المدرعة والتفّت حول موقعهم من الناحية الجنوبية الشرقية وفتحت نيرانها الكثيفة عليهم وبادلوها إطلاق النار بالمقابل فأصيبت مدرعة أخرى.
* في هذه الأثناء تقدمت من ربك مجموعة من الدبابات « ت 55 » وشاركت سرية المدرعات الهجوم على مواقع الأنصار .
* صدرت الأوامر للقوة بالانسحاب تجاه النهر حيث الغابة كثيفة والأعشاب عالية، وقد احتسبت القوة حتى ذلك الوقت ثلاثين شهيداً وعدداً من الجرحى.
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
قالوا عن مجزرتي الجزيرة أبا وودنوباوي:
وحشية باطشة
* قرَّر النظام المايوي أن يمطر الجزيرة أبا بالطائرات القاذفة والمدفعية الثقيلة.
والجزيرة أبا قرية ليس فيها أسباب الدفاع ضد الطيران والسلاح الثقيل.
لم يقف عند هذا الحد من الوحشية، بل استعان بورقة أجنبية للبطش بالمواطنين في خطة غدر لم يشهد التاريخ السوداني الحديث لها مثيلاً.
من خطاب للسيد الصادق المهدي في 20/4/1987م
السادات وجلُّود في المشهد
* إن وجود السيد أنور السادات نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة والسيد عبد السلام جلّود نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في ليبيا بيننا وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة يؤكد التأييد والتلاحم بين قوى الثورة العربية ويجعلنا نواجه تحديات الاستعمار في قوة وصلابة وتماسك.
* عمر الحاج موسى الناطق الرسمي باسم الحكومة
حصد أرواح وتفجير أجساد
في27 مارس أمر النظام المايوي طائرات الميغ بقصف الجزيرة بالصواريخ.
وفي ذلك الوقت لم يكن السودان يملك طائرات ميغ ولا طيَّارين يستطيعون قيادتها.
مما جعل الكثيرين مقتنعين بأن القصف جرى بطائرات مصرية وطيَّارين مصريين.
وجاء بيان صادر عن وزارة الخارجية الليبية في وقت لاحق ليؤكد هذا الاقتناع.
ظلت المقاتلات طوال يومين «تنقضُّ» على الجزيرة وتضربها بالصواريخ وتُغير على السكان.
لقد كانت مجزرة وحشية… كان أقسى تقتيل لا سابق له في تاريخنا وأوحشه.
كان يجري حصد الناس وتفجيرهم قِطَعاً في الشوارع والحقول أثناء فرارهم للاحتماء، من دون أن يكون هناك دفاع أو حماية لهم ضد الغارات الجوية.
* محمد أحمد محجوب في كتابه «الديمقراطية في الميزان» تحت عنوان: مجزرة الجزيرة أبا.
مشاركة الطيران المصري
* لم يرَ نميري إلا أن يُعِدَّ حملة على رأسها الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم والرائد محمد أحمد أبو الدهب، ورفض الروس أن يضربوا أبا بالطائرات، ولكن قاد السلاح الجوي طيَّارون عسكريون مصريون)..
* من رواية عُمَر باشري في كتابه "معالم تاريخ السودان" عن أحداث الجزيرة أبا.
القصف الجوي والمدفعي

منذ يوم السبت ضُربت الجزيرة أبا بالطائرات وضُربت إحداها بسلاح مضاد للطائرات، ثم استُبدلت بالطائرات الميج (17) التي حلقت وضربت الجزيرة أبا، كما كان الضرب موجَّهاً للجزيرة أبا بالهاون طويلة المدى، وكانت تصوَّب من حجر عسلاية بالضفة الشرقية، وأيضاً من الطويلة الواقعة على الضفة الغربية، ومن الحِصَي، بالإضافة للضرب الجوي.
ثم أُرسلت طائرة التمبروك التي ترمي المنشورات التحذيرية على سكان أبا.
كان الضرب مكثفاً ولا يتصوَّره عقل واشتركت فيه الطائرات المصرية والليبية).
* من روايات شهود عيان وثقها الأستاذ صديق البادي في كتابه «أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي»:
القاهرة وراء الأزمة
* السياسة المصرية دفعت بمايو لخوض أكبر أزمتين لا مبرِّر لهما: الأزمة الأولى مع الأنصار المهدويين، والأزمة الثانية مع أنصار الخيار المستقل داخل مجلس قيادة الثورة. في 29 مارس 1970م، بدأ الجيش السوداني هجومه بالطيران والمدفعية على الجزيرة أبا).
* الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه: «السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل».
طائرات وهيئة عمليات مصرية
* إن النميري دعا مصر أن تساعده بترتيب الطائرات الموجودة في الخرطوم، أو من مصر، لتضرب جزيرة أبا بالطيران، وهو الحل الوحيد.. وأنه في حالة عدم حدوث ذلك خلال أيام، سيسقط النظام في السودان.
مؤكداً أنه أبلغ مُلحقنا العسكري بتطوُّرات الوضع.
وكانت ملاحظات السفير أن: (النميري كان في «حالة إعياء» وكان يركز على أهمية إرسال الطائرات، وخاصَّة بعد اختراق قوات الإمام الهادي لقوات الجيش خارج الجزيرة، بالإضافة لعددها الكبير والأسلحة التي معها، وقلة القوات المكلفة بمواجهتها، كل هذا يجعل الموقف خطيراً، حيث وجهة قوات الإمام هي الخرطوم).
بناءً على الدعوة، بعث عبد الناصر بهذه البرقية للنميري: (تلقيتُ رسالتكم وإني على أتم استعداد لإرسال كل ما تطلبونه بدون تحفظ وأصدرتُ تعليمات بأن تتواجد الطائرات وهيئة عمليات مصغرة فجر اليوم بالخرطوم لتكون تحت تصرفكم ولديهم تعليمات صريحة لتنفيذ أوامركم بالكامل).
* جانب من شهادة الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل حول أحداث الجزيرة أبا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.