5ديسمبر2021م إننا نفتقد في مشهدنا الفكري والاجتماعي ثلاثة أنواع من (الأدب): 1_أدب الخلاف 2_أدب النصيحة 3_أدب الحوار الخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير. * الأمرُ غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابةً للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة. * العقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورون في حدود (العقل) دون أن يصل أثر خلافهم لحِمَى (القلب). * فهم يدركون تمام الإدراك أن الناس مذ كان الناس لا بد أن يختلفوا ويؤمنون بكل يقين أنه ﴿َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾. * ألا نحسن أن نكون (إخواناً) حتى لو لم نتفق كما يقول الجهبذ العاقل الإمام الشافعي؟ * إن اختلافي معك يا أخي لا يعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك. * أحبك يا أخي. نعم والله إني أحبك. ولو بقينا الدهر كله (مختلفين) في الرأي. * واختلافي معك لا يبيح (عرضي) ولا يحل (غيبتي) ولا يجيز (قطيعتي). * إني لأرجو أن تكون عاقلاً أريباً. وأربأ بك أن تكون أحمقاً متعصباً أو متطرفاً محترقاً فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف: 1_إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي (وهذا منطق العقلاء). 2_إن لم تكن معي فأنت ضدي (وهذا نهج الحمقى). 3_إن لم تكن معي فأنت ضد الله!!! (وهذا سبيل المتطرفين). * الآراء يا أخي للعرض لا (للفرض) وللإعلام لا (للإلزام) وللتكامل لا (للتلاكم). * وحتى آراء العلماء في المسائل الاجتهادية لا بد أن ندرك أنها رأيٌ في (الدين) وليست رأي (الدين). * إن عدم احترام رأي المخالف وإهدار (إخوته) وقطع أواصر (محبته) لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى (ربيع عربي فكري) فالاستبدادُ الفكري أخطر في نتائجه من الاستبدادِ السياسي. * ختاماً عندما نحسن كيف نختلف.. سنحسن كيف نتطور. بعضنا يتقن (أدب الخلاف) والبعض الآخر يهوى (خلاف الأدب)