بعد أن أسرف حسن الترابي في العداء والازدراء وكيل التُّهم جُزافاً لتلاميذه الذين خرجوا عليه وخرج عليهم، عاد ليمدح نفسه ويزكِّيها ويقول:
أنا لا أحقد على أحد، من قبل عملت مع النميري وحرضوه ضدي، وأكثر فترات اعتقالي كانت في عهده، ومع ذلك لم أذكره بسوء... (...)
الشيء الوحيد الذي راق الترابي في أمر حكومة شمال السودان، التي يسرف في عدائها بالحق وبالباطل، هو ذلك الحديث الذي ارتفع من بعض الأوساط الأمنية، وتم شجبه وشطبه من قبل الحكومة نفسها حول إمكان التنازل عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو الحديث الذي أعجب به (...)
الحرب كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله!
وهكذا تأتي الحرب على من سعّر نارها في خاتمة المطاف!.. وقديماً قيل: بشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين!.. وربما طال الحين ولكنه سيحين ولو بعد حين!
وهذا درس نافع للقادة السياسيين الذي يستسهلون إشعال الحروب وهم (...)
لم يعد الناس يلتمسون من الدكتور حسن الترابي شيئا من ذِكر أو فكر, ولايترقبون إلا أحاديث صراعه النُّكر مع إخوانه وتلاميذه الأقدمين.وفي كل برهة يظهر فصل جديد من فصول صراعه شبه السرمدي الذي عرف الناس بدايته ولن تكون له نهاية قريبة.
وكان فصل الأمس فصلا (...)
تحدثنا في الحلقة الماضية عن تهميش المحبوب لمسائل الفكر والتجديد، في غضون عشرية الإنقاذ الأولى، التي اهتم بتسجيل إنجازاتها واخفاقاتها، ولاحظنا أنه أهمل متابعة هذه المسائل بالذات، ولم يسجل ما جرى بصددها، وتفادى الحديث عنها، حتى في سياقات التحليل، التي (...)
كان يستحب من المحبوب عبد السلام، الذي كان في سالف دهره يحب قضايا الفكر والتجديد، ويجيد الحديث فيها، أن يكرس لها مكانا كافيا، ويتحدث عنها حديثاً وافياً، في طوايا كتابه الكبير، الذي رصده لتقويم إنجازات العشرية الأولى من عمر دولة الإنقاذ، وهو الكتاب (...)
قبل أن ننخرط في تمزيق كتاب الأستاذ المحبوب عبد السلام عن «الحركة الإسلامية السودانية: دائرة الضُّوء .. خيوط الظلام» إلى نتف ومزق، نسبر غورها تفصيلياً، يجمل بنا أن نعمد إلى إلقاء نظرة عامة إلى محتوياته، ونصف منهجه العام.
ونجمل ذلك في النقاط (...)
سجل الدكتور طه حسين، في الجزء الثالث من سيرته الذاتية، لمحات من لقاء ضمه بالزعيم المصري سعد زغلول، جرى فيه ذكر الكتابة التاريخية، وإمكان تحري الدقة في تسجيل أحداث التاريخ.
وقد مهد طه حسين لذلك فقال: إن سعداً كان صاحب دين عليه، يوم قدم أطروحته (...)