تمضِى بنا الحياة ونحن على رِكابها لا ندرِي في أي العوالِم تحُط رحالنا لأنها تتقلب وتتحول مؤشراتها بلا سابق إنذار من أفراح إلى أتراح، صالات للأفراح عن اليمين عامِره بالأفراح وعن الشمال سرادق للعزاء، تأخذ بِنواصينا المقادير فتأتينا الأهازيج ونرقص لها (...)
بعد غيابٍ شارف على الثلاثون شهراً قصدت قريتي ومهد صباي التي تتوسد أحضان النيل لقضاء الإجازة رغم علمي التام بأن الحضارة قد قصفت جزءً مقدراً مما يحظي به الريف، غير أني تعشمتُ فيما تبقى بأن يكفل لي إجازة أتنسم فيها رائحة الريف.. أصابتني نشوة فرح وأنا (...)
كُرةٌ تطْفُو على سطح الماء! يُقلبها الموج يُمنة ويسرى فيذهب بها صوب الساحل ثم تعصفها الأمواج إلى الوسط ..الخ.. تلك هي الدنيا التي تتقلب دون مقدمات!! ترفع أقواماً وتهبط بآخرين بين عشِّية وضُحاها وليس بأيدينا معايير لنُسيّرها على وتيرة واحده أو كما (...)
مازلنا وسنظل نستمتع بطيبات أحلت لنا من غالي الموروثات التي توارثناها وسنورثُها لجيل اليوم والغد والتي ظلت صامِدة تُقاوم رياح المُتغيرات.. ومِن هذِه المورُوثات (التواصل الإجتماعي والمُجاملات) والتي مازالت تتغلْغل في دواخِلنا وتُشاركنا الحياة لتُحيلها (...)
البكاء على اللبن المسكوب هو حيلة الضعفاء للتخفيف عما ابتلعته السنين والأيام في جوفها من عادات وتقاليد وطقوس كانت تلوّن حياتنا ولكن من المستحيل أن يرجع اللبن للإناء مره أخرى، من أجل ذلك نحن لا نبكي على الأطلال ولا نسب الزمن الذي أطلق العنان لمحورية (...)
أيام معدودات وتحط الأيام ركابها عند ذكرى الاستقلال والتي توافق كعادتها رأس السنة الميلادية، وحال الأيام والسنين وعادتها في الدوران تنطوي عاماً بعد الآخر تدخل البلاد على اثر تقلباتها في ظلل من الأزمات السياسية والإقتصادية والتاريخ يدوّن لأمتنا نماذج (...)
أشرقت شمس الثامن من مارس لهذا العام والذي يوافق يوم المرأة العالمي، غير أننا نتخذ من جميع أيام السنة منبراً نحترم فيه المرأة ونقدر جهودها ونكرمها بما يليق بها بحسب ما نصت به شريعتنا الإسلامية ، فالتحية للمرأة السودانية خاصة تلك التي وقفت بجانب زوجها (...)
الزار وما أدراك ما الظار كما يحلو لمن يعشق تفخيم الزال ولمن لا يتمتع بإجادة الفصحى .. إنها شعائر شيطانية تستخدم كنوع من الحلول العلاجية ثمنها قربات لإرضاء نفوس الشياطين التي تعلقت بشخص ما فصرعت قُواه الصحية، عندها يلجئون الى دق الزار لما يتوهمون فيه (...)
أصبح الفيس بوك حلقة تواصل اجتماعية ومنبر للنقاش وتبادل الأفكار وآلية للبحث عن نفوس تعاقبت على فراقها السنوات وتمددت المحيطات والصحاري وحالت دون مقابلتهم أو حتى معرفة أخبارهم. ومعاذ الله أن تتأخر مواكب أهل الريف من شرائح المزارعين وأبنائهم اللذين (...)
إن من أعظم المصائِب التي تهدد اتزان حياتنا هو موت العالم، لأن العُلماء هم حُماة الدين من كيد الذين ينخرُون في جداره ويصدرون الفتاوى والنظريات بلا علم ولا دراية! لذا كان موت العالم مصيبة كُبرى.. ألا رحم الله الشيخ / أبا جعفر (محمد سيد حاج) الذي كان (...)
عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: (من عقد عُقدة ثُم نفث فِيها فقد سحر، ومَن سحر فقد أشرك،ومن تعلق شيئا وكل إليه( التحيّة الخالِدة للمؤسسة العربِية للإتصالات الفضائِية (عرب سَات) لإيقافِها بث قنوات السِحر والشعوذة، وكما يقول المثل الشعبي ( الفينا (...)
من العيب بمكان أن تبُوح بحبك تجاه فتاة ما!! هكذا نصت القوانين العُرفية في الريف في زمن سابق، لذا تحملت أسوار المدارس وجُدُر الفصول ذلك العبء فأبت نفسها إلا أن تصمد لتكون ساحة لشخبطاتنا ورسوماتنا الغراميه وغيرها.. رسمنا على الجدران ثم كتبنا بداخل (...)
استوقفتني عبارة (ماكُل القارئ متعلِم) مكتُوبة في إحدى قوارير (بائعين المويه) في السوق الشعبي، تجاذبت معه أطراف الحديث عن هذه العِبارة فقال لي والأسى يرتَسِم على جَبِينه إن الاستخفاف والاستِصغَار من جُزئية بالمجتمع قادني لذلك فإنى لا أرى بوادِر (...)
هناك أرقام وجدت حظها في الإعلام وأخرى لم تُذكر تُنبئ عن أشخاص نجو من القبر بعد مادُفنوا وهم أحياء، وعادوا إلى الحياة وعاشوا سنيناً عددا، ومنهم من صرعته حرارة القبر ووحشته فتخبط يمنى ويسرى داخل القبر ولم يستطيع الخروج، ولم يُكشف عن ذلك إلا بفترة (...)
التحية الخالدة لتراثنا السوداني الذي لم يكن يتناسى القيمة الجمالية للمرأة بل توارثت حواء السودانية بعض الثقافات التي تختص بجمالها من خالص المواد الطبيعية التي لا يتراهن عليها اثنان، ولكن في ظل المستحدثات التي يبحث فيها الإنسان عن الأفضل أتتنا على (...)
كتبْتُ مراتٍ ومرات في أماكن متفرقة عن الحضارة التي تدحر جزءً مقدراً من ماضينا التليد، إلا أنى قد وجدت شطراً آخر متألم ومنفطر الفؤاد من جرائها لا ملاذ له غير الدموع وهم قادة بصات ( دنقلا أم درمان). بسم الله أبدأ واضغط على أزِرّة الكي بورد وأُسخّر (...)
لكأنى أنظر إلى نور الفجر ينسدل إلى الأرض وهو يحمل في لفافاته إشراقات تنعش أرواح السُمر مكتوب على جبينها مشروع القرن (السجل المدني) والذي بحوزته مفاتيح لضبط هوية الشعوب وضمان مستحقاتها، وبخاطري عشم بالغ بأن يكون نقطة تحول لنقله حضارية نرتقي على (...)
لكم اللحم ولنا العظم .. يا لها من عبارة قاسِية كانت تبعث في نفُوسِنا شيء من الألم العمِيق ونحنُ في لُجج المراحِل الدراسِية الأولى والمتوسطة، ولكِنها قِيضت وطُويت سِجلاتُها وأخرجت هذه القسوة من أكنافِها ثمرات مُختلفٌ ألوانها في شتى المجالات. إن مهنة (...)
مرحباً بدولة جنوب السودان وليدة العصر التي انفصلت من أحشاء الوطن الأب بموجِب اتفاقية السلام التي كفلت لشعب الجنوب حق التصويت إما وحدة أو انفصال يتأتى من محض إرادة وارتضاء الإخوة الجنوبيين حتى أصبحت دولة جنوب السودان واقعاً ملموساً، ومن حقِهم أن (...)
ما إن ذُكرت الغرائِب والألغاز حتى ذُكر(مثلث برمودا) الذي ابتلع بداخِله كَماً هائلاً من الغواصات والسُفن في ظُروف غامِضة، وقد عجزت النساء أن يَلدن من يفُك طلاسِمه ليبقى المُثلث يرضخ تحت الغُموض حتى الآن.. هذا مُثلث برمودا! ولكِن ما هو سرّ إختفاء فُول (...)
لماذا نَضع مُجّمل أصابِعنا على وجُوهِنا إمارةٌ لِتهيّج مشاعِر الدَّهْشَةِ والاستِغراب إذا علِمنا أنَ هُناك آباءٌ وأُمهات صَهرتْ أجسادَهم وعثاء السِنين وهُم يرضخُون فِي بُيوت سميت ب (دار العجزة والمسنين) طالما تنازلت الأم عن كل الشُعب التي بمقدُورِها (...)
من الغَرابة بِمكان أن يجد مكتُوب أحد المثقفين والذي يحُث فيه المُغترب بالاستمتاع بِغربته وعدم التفرِيط في ملذاتِه (أيُها المغترِبون استمتعوا حيث أنتم) قد وجد آذاناً صاغِية لانتْ لها القُلوب، وجدتُها وكَأنما قد غطّت صَفحات كبِيرة مِن المُنتديات (...)
في ليلة تُكبِلُها ظلمات الريف وأشجار النخيل تُداعِب بعضها البعض وهِي تُناجِّي صمت الليالي، تسرّبت نغمات الطمبُور وشدَّت رحْلَها وهِي تُقصِي رمل الفيافي وتُبعثر صمتها حتى اقتحمت أسوار المُدن وبدأت تُخاطب جُموع الزِحام في ميادين وشوارع العاصمة بنغماتٍ (...)