هناك أرقام وجدت حظها في الإعلام وأخرى لم تُذكر تُنبئ عن أشخاص نجو من القبر بعد مادُفنوا وهم أحياء، وعادوا إلى الحياة وعاشوا سنيناً عددا، ومنهم من صرعته حرارة القبر ووحشته فتخبط يمنى ويسرى داخل القبر ولم يستطيع الخروج، ولم يُكشف عن ذلك إلا بفترة عندما أتى عمال المقبرة ليلملموا رفاته فيجدون أن هناك تحرك في الجسد أو في جزءً منه!! تخيّل أن شخصاً ما استفاق من غيبوبته ووجد نفسه داخل القبر! يا له من شعور سيئ! فكم من استفاق أثناء الصلاة عليه وكمْ من تحرّك وهو بين يدّي المُغسلِين. والآن أقف وأتساءل!! قبل سنين وفي ظِل غِياب الأجهِزة الطِبية الحديثة، كمْ من الناس دُفنوا قبل أن تصعد أرواحهُم إلى بارِّئها؟ العِلم عند الله! ولكِن أعتقِد أنها أرقام لا يُستهان بها سوا أن كانت بالغيبُوبة أو بِحُكم إنتشار الأوبِئة المُعدية وبُيوت الحِجر الصِحي (الكرنتينة) التي تحوي من أصابتُهم العدوَى ويُشيّع كل يومٍ واحداً أو أكثر لمآله الأخير. لهُم الرحمة ثم المعذرة لكل من مات مرتين، موته أولى عِندما دُفن بِبَاقِي عُمره والموتَتَة الثانية هي الحقيقية وهي أشد قسوة عندما أتاه النّزع وهُو في القبر! إن وضع المقابر في السودان لا تتيح لمن دُفن بالخطأ أن ينجُّو ليكُون درساً يتوخى بعده الأهالي كل الحزر بالتأكد من مفارقة الروح للجسد حتى لا يدفن آخر بِباقي عمره، عكس وضع المقبرة في كثير من الدُول التي يأخذ فيها القبر شكل غرفه صغيرة داخل الأرض، وهذا الوضع يعطى فرصة أقلاها 1% للخروج من المأزق. وقبل فترة نشرت بعض الصحف أن سيدة تدعى/ دافين بانكس دخلت في غيبوبة, وعندما استفاقت وجدت كل شيء مظلما حولها, ولم تكن قادرة على التنفس, وحاولت الحِراك ولكنها لم تستطع, وبدا لها أن سقف الغرفة قد أطبق عليها, وفجأة عطست, فاندهش المحيطون بنعشها وفتحوا النعش, فإذا بها لا تزال على قيد الحياة. أخي الكريم.. أسعد نفسك.. هذه حقائق لا بد من ذكرها لنعلم أن الاشتباه بالموت حقيقة عاشها السابِقون منّا، غير أن الأجهزة العلمية الحديثة لم تترك المجال لأيام تنقَضِي داخل القبر وأسأله أن يكون ذلك بعد عمر طويل تحفه السعادة. طه كجوك - ثمرات من النخيل [email protected]