كان مشهداً فريداً ومؤثراً حين أقبلت جوقة الإنشاد، كانوا شباناً لم يتجاوز عددهم العشرين، يرتدون البياض كأنهم أطيافُ طيور تراوح في فجرية غائمة، يشكلون مربعاً صغيراً ويسيرون في خطوٍ منتظم نحو سرادق المأتم. كانوا ينشدون بأصوات شجية عذبة، حضورهم المفاجئ (...)
اقترب الطاهي المكلَّف من الدار، كان الحراس يقفون، حيّاهم هامساً وأعرب عن هويته، أفسحوا له فدخل، قاده رجل من الفناء إلى غرفة كبيرة، دفع الرجل باب الغرفة وتأخر، تقدم الطاهي داخلاً ولكنه لم يلبث أن أجفل، تماسك ثم تقدم، كانت هناك سيدة مهيبة قد استوت (...)