كان محمود جالسا على المقعد القريب الملاصق لشباك الحافلة المتهالكة راميا يده اليمنى على الفتحة التى تركها الزجاج بعد انزلاقه الى الخلف قليلا بصرير منخفض ,, يرقب بلا اكتراث الواقفين على المحطة الوسطى الخرطوم , من يضع صحيفة على رأسه خشية اشعة الشمس (...)
ها قد تجاوزت عتبة الاربعين ببضع سنين , تساقطت كحبات مسبحة قطع خيطها للتو ...لحظة فاصلة فى مسار العمر ..قريبا من نهاية المنحنى ,,, الأربعينات نقطة الانقلاب ...كيف مرت ؟؟ ..تسرب العمر سريعا بين الشقوق ...كيف انقضت ؟؟ , جهل الفراشات تحاومت حول نار (...)