(لو كل زول إشتغل شغلو، البلد دي ما بتجيها عوجة!!) هذا درس لقنني إيَّاه (ساعاتي) كان يعمل علي طبلية أمام دكان خالي المرحوم محجوب عبد العظيم في سوق الضعين، وذلك عندما قمتُ بمساعدة زبون في تركيب (كتينة ساعة) إشتراها من المحل، ولم يستطع تركيبها، فقمتُ، بإستخدام معدات الساعاتي (تَبَرُّعاً) فاغتاظ الساعاتي، وقال لي العبارة أعلاه، فمهمتي تنتهي عند البيع فقط، لتبدأ مهمة الساعاتي ويأخذ أُجره، والكل كاسب، ولكن تدخلي غير المبرر حرم الساعاتي من الكسب. والمتابع لما يدور في كثير من مواقع التواصل الإجتماعي أثناء حرب الكرامة، يري نماذج لنوع مَنْ يتدخل في ما لايعنيه، بل ويصر علي إن رأيه (صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب) عكس المقولة التي تقول (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، وهي مقولة منسوبة للإمام الشافعي، وقريباً منها مقولة أخرى شائعة عن الفيلسوف الفرنسى فولتير تقول: (قد أختلف معك فى الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتى ثمناً لحقك فى التعبير عن رأيك). وحتي لا يأخذنا الاستطراد بعيداً عن هدف هذا العمود، وهو الدعوة:- لكل صاحب رأي أن يُدلِي برأيه في ما يعنيه، وللابتعاد عن القضايا ذات الطبيعة المتخصصة، مثل كيفية إدارة المعارك العسكرية، التي يقوم بها الجيش تنفيذاً للخطة التي وضعتها القيادة العامة،التي تتوفر علي المعلومات الدقيقة عن العدو، بالإضافة إليٰ معرفتها بما لديها من قوات وسلاح وذخا7ر ومركبات، وعن كيفية الإستعواض لما ينقص من لوجستيات، وخارطة زمانية ومكانية لمسارح العمليات وهذا ما لايمكن أن يتوفر للمتداخلين (الملكية) بل وحتي العسكريين بالمعاش، لأن المتغيرات لا تتوقف، وهذا ما يحتاج إليٰ إعادة التحديث المستمر علي مدار الساعة، ولهذا تُقَدَّم اليوميات، ودفاتر الحوادث في كل وحدة، تتضمن خانة للتاريخ والوقت والحدث والإجراء، والتمام المستمر، فضلاً عن إن كل قادة وضباط الجيش قد نالوا تدريبات لا تنقضي في دورات حتمية وأخريٰ متخصصة، وقضوا جلّ عمرهم في العمل بالجيش، خلافاً لكل الذين لا دراية ولا دُربة ولا خبرة لهم في القتال. – ونحن نري بشا7ر النصر رأي العين، فالرأي (حتيٰ الآن) هو لمن أصبعه علي الزناد في الخندق، وليس لمن أصبعه علي الكيبورد في الصالون !! هل يُفتي (قاعدٌ) في (قا7مٍ) ؟؟ أو كما قال الدبلوماسي الشاعر خالد فتح الرَّحمٰن:- هذا ما لا الشرع يرضاه. و لا الفقه يسنده. و لا المنطق يسوِّغه. و لا الظرف يقتضيه. و لا الجنان يقبله. و هل يفتي قاعدٌ في قائم..!! ألا ما أطول المسير و ما أقل النصير، ومع ذلك يظل الأعوج رأي والعديل رأي. -النصر لجيشنا الباسل. -العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل. -الخِزي والعار لأعدا7نا،وللعملاء -وما النصر إلا من عند الله. -والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء۔