مصر أثبتت خلال الحرب الراهنة فعاليتها الكبيرة في الملف السوداني، بحسب السفير حسام. كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، أنّ القاهرة كثّفت خلال الأسابيع الأخيرة، تحرّكاتها الإقليمية والدولية على خط حرب السودان الدائرة منذ 15 إبريل 2023، بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، وذلك بالتوازي مع تنسيقها المباشر مع القيادة العامة للجيش السوداني. كما رفعت مصر منسوب دعمها السياسي والإعلامي والعسكري، "بما لا يخرج عن الإطار الدبلوماسي العلني، ولكن بما يكفي لتعديل موازين القوى. وقالت المصادر بحسب العربي الجديد، إنّ "القيادة المصرية كانت تنظر بعين القلق إلى تمدد ميليشيا الدعم السريع في بعض المناطق الحدودية، إضافة إلى نفوذ بعض الأطراف الإقليمية التي كانت تدفع في اتجاه شرعنة الانقسام داخل السودان". وأشارت إلى أن هذا التحرك من جانب القاهرة، لم يقتصر على الجانب العسكري، بل شمل أيضاً "جهداً دبلوماسياً عالي المستوى في العواصم الفاعلة في الملف السوداني". توّج هذا الأمر، بحسب المصادر، بانضمام مصر رسمياً إلى المجموعة الرباعية الخاصة بالسودان، والتي تضم كذلك الولاياتالمتحدة والسعودية والإمارات، لتحل محل بريطانيا، التي كانت تراجعت مشاركتها في الأسابيع الأخيرة بسبب خلافات داخلية حول تقييم الموقف السوداني. ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون السودان السفير حسام عيسى، ، إنّ انضمام مصر إلى الرباعية الدولية المعنية بالسودان "خطوة طبيعية ومنطقية"، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية الكبرى التي يمثلها السودان لمصر، باعتباره دولة نيلية (على نهر النيل) تطل على البحر الأحمر، فضلاً عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وأوضح ل"العربي الجديد"، أن "مصر أثبتت خلال الحرب الراهنة فعاليتها الكبيرة في الملف السوداني، ليس فقط من خلال موقفها الواضح والداعم لكيان الدولة السودانية والمؤسسة العسكرية، بل أيضاً عبر استضافتها نحو 70% من السودانيين الفارين من الحرب، أي ما يقارب مليوني لاجئ، دون أن تضعهم في معسكرات احتجاز كما تفعل دول أخرى".