بعد أقل من شهرين على دخول تجار منطقة الحصاحيصا بولاية الجزيرة في إضراب عن العمل وإغلاق محالهم التجارية بسبب فرض ضرائب باهظة، يعتزم تجار ولاية القضارف تنفيذ ذات الخطوة بعد غدٍ الخميس لذات السبب. فالغرفة التجارية بولاية القضارف قررت الدخول في إضراب شامل عن العمل، وأعلن عضو الغرفة أسعد الضو في تصريح سابق ل(باج نيوز) عن توجيه كل شُعب واتحادات الغرفة التجارية بالتوقف عن العمل الخميس المقبل والأيام التي تليها، عدا محال بيع اللحوم والخضروات والمخابز والصدليات،وعزا الضو اتجاههم للإضراب لحين التوصل لحل مرضي ببن ديوان الضرائب بالقضارف والغرفة التجارية. وظلت الضرائب والجبايات على مدى السنوات الماضية أحد أبرز معوقات العمل التجاري بالبلاد سيما في العام الحالي 2018 بعد اتجاه الدولة بفرض ضرائب باهظة على التجار لتغذية الخزينة العامة وتعويض بعض الإيرادات المفقودة. وفي يوليو الماضي هدد التجار وملاك المخابز في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة في أواسط السودان بإغلاق محالهم التجارية والخروج من السوق احتجاجاً على الضرائب التي شهدت ارتفاعاً وصل إلى 1000 في المئة. وشكا التجار من فرض زيادات وصفوها بالمهولة، وأشاروا إلى أن بعضهم زادت ضرائبه من 15 ألف جنيه العام الماضي إلى 300 ألف جنيه العام الحالي، وبعضهم زادت ضرائبه من 60 ألف جنيه إلى 750 ألف جنيه، وآخرين ارتفعت ضرائبهم من 30 ألف جنيه إلى 290 ألف جنيه، بجانب أن البعض وصلته ضرائب بنحو 1.2 مليون جنيهاً. واتهم التجار إدارة الضرائب بالمحلية ببناء تقديراتها الضريبية على معلومات سماعية. تجار القضارف تواثقوا على اتخاذ ذات الخطوة احتجاجاً على زيادة الضرائب لنسبة تزيد عن ال 400% عن العام السابق بحسب حديث شرف عثمان نائب الغرفة التجارية بولاية القضارف. ويقول عثمان في حديث ل( باج نيوز) إن خطوة الإضراب جاءت بعد إجتماعات حاسمة مع ديوان الضرائب غير أنها لم تسفر لحل مرضٍ للطرفين. وشكا من تعنت موظفي الضرائب بولاية القضارف تجاه قضايا التجار بالولاية قائلاً: " لايمكن أن نكون تحت رحمة أمزجة موظفين وأن يكون العمل التجاري مرهون بهم". وأشار عثمان إلى تواثق جميع التجار نحو خطوة الاضراب بعد فشل المساعي مع الجهات الرسمية تزامنا مع تذمر التجار من دفع المبالغ الكبيرة كرسوم وجبايات. ونوه إن الاضراب عبارة عن لفت نظر الجهات الرسمية للقضية مشيرا إلى أن التجار لايعتزمون إثارة المشاكل وغير متفرغين لذلك لإنشغالهم بأعمالهم. وأوضح أن الزيادة في الضرائب ارتفعت بصورة كبيرة فالذين كانوا يدفعون 20 مليون جنيهاً العام الماضي إرتفعت لتصبح 80 مليون ج هذا العام. وفي يونيو الماضي أعلنت وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي عن ارتفاع العائدات الضريبية في الربع الأول من العام الجاري، لتبلغ أكثر من 18 مليون جنيه سوداني (نحو 640 ألف دولار)، بنسبة زيادة بلغت 31 في المائة عن العائدات نفسها للعام الماضي، وذلك رغم التهرب الواسع وخروج عدة نشاطات تجارية عن دائرة التحصيل. وبلغ الأداء النقدي المورّد لحسابات الخزانة نحو 16.7 مليون جنيه، بنسبة مساهمة 90 في المائة من إجمالي الإيرادات الضريبية، فيما بلغت نسبة أداء الضرائب المباشرة 104 في المائة من الربط النسبي، وبلغت نسبة أداء ضريبة القيمة المضافة 102 في المائة.
