• فقدت الصحافة الرياضية رمزاً من رموزها وعلماً من أعلامها برحيل الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق بعد حياة قدّم فيها أنموذجاً للصبر والتضحية والتحدي، وكتب خلالها سيرةً طيبةً تمشي بها الركبان، رحل صاحب (حروف كروية) بعد أن نجح في إرساء دعائم تجربة تصلح لتكون أسوة لشباب الإعلام الرياضي في وقت غابت فيها النماذج الطيبة واختلت فيها الموازين والمعايير، أسس (أبومحمد) مدرسةً للكملة الرصينة والرأي الهادف بحياد تام بعد أن نجح في الافتكاك من قيد العصبية الضيقة والانتماء المحدود فلاعجب أن ضجّت بنعيه مواقع ومنتديات الأهلة قبل رصيفاتها المنتمية للمريخ والذي كان الراحل المقيم أحد أبرز كتّابه في وقت مضى قبل أن يتشح بالقومية ويأتزر بالوطنية التي ماغابت عن كتاباته في كل الظروف والأحوال. • حياة (مجيدو) لم تكن إلاّ سلسلة متصلة من الكفاح والنضال، تحدى اعاقته التي حدثت له وهو في الرابعة من عمره، ظلّ عقله يكبر ضارباً بحجمه عرض الحائط وظلّ قلبه يتسع ليصبح همّه مهنة الصحافة والحال كذلك لم يكن يبخل بنصيحته على أحد، وكان لايتردد في مهاتفة صحفي مبتدئ في عالم المهنة من أجل إشادة أو توجيه وكان له في ذلك أسلوب لاتملك معه إلاّ الرضاء والقبول، وقد بنى الراحل المقيم سلسلة طويلة من العلاقات الممتدة في كل أصقاع الوطن العربي ثم سخّرها لمصلحة شباب الصحافيين وقد أجرى الله على يديه رزقاً لعدد من الصحفيين في مختلف دول المهجر حيث كانت له كلمة لاترد ومرد ذلك إلى جسور من الثقة بناها بطيب معشره وحلو أنسه وحديثه.
• في يناير من عام 2008 أخبرته برغبتي في السفر إلى قطر بحثاً عن العمل فما كان منه إلاّ أن منحني توصيةً للأخ محمد المري والذي كان يشغل وقتها منصب رئيس القسم الرياضي بصحيفة (الوطن) القطرية وقد أحسن الرجل استقبالي إذ علم أنني من طرف عبد المجيد إلاّ أنّ ظروفاً خاصة حالت بيني وبين العمل هناك، وحينما اتيحت لي فرصة العمل بقناة الجزيرة الرياضية كان أستاذنا الكبير من المهنئين والداعمين لتجربتي بقوة وهو دعم لم ينقطع حيث ظلّ يهاتفني كما هي عادته ممداً بالملاحظات والتوجيهات والنصائح.
• إننا إذ نكتب عن عبد المجيد عبد الرازق إنما نعزي أنفسنا أولاً ونعزي القراء الذين كانت حروفه الكروية تمثّل ترياقاً لهم من داء التعصب الذي استشرى وانتشر، وهي رسالة إلى روحه التي صعدت إلى بارئها نعاهده فيه أننا سنظل على على دربه ونهجه في خدمة الحقيقة واحترام القارئ والسعي الدؤوب المخلص من اجل المصلحة العامة، اللهم تغمّد عبدك عبد المجيد برحمتك الواسعة اللهم إن كان محسناً فزد في احسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه، اللهم أجعل البركة في ذريته وابنائه، إنا لله وإنا إليه راجعون.