{ لاشك ان هناك العديد من نجوم الكرة الافذاذ قد تعاقبوا على كافة الاندية واعطوا عطاءا ثرا وسكبوا العرق وبذلوا الجهد داخل المستطيل الاخضر وكانوا انشودة حلوة في شفاه الجماهير التي كانت كثيرا ماتصفق لهم وتحترمهم وتكن لهم كل تقدير وتبادلهم الوفاء بوفاء وهؤلاء النجوم بعد ان فارقوا المستطيل الاخضر باسباب متفاوته فمنهم من تعرض لسلاح الشطب بايدي ادارية واختلافات متعددة ومنهم من غادر الكشوفات بمحض ارادته ومنهم من اعتزل الكرة ومنهم من فارق الكشوفات بسبب عامل السن وهذه سنة الحياة ونجوم الكرة عندنا وللاسف الشديد لايلجون المجالات الرياضية المختلفة كالادارة والتدريب والتحكيم فطيلة الاعوام التي خلت لم نسمع بان نجما دوليا انخرط في مجال التحكيم ليصبح حكما متدرجا في هذا المجال واكيد ان النجاح سيكون حليفه ونجد ان البعض ولج مجال التدريب ونال شهادات التدريب المختلفة واستمر في هذا المجال والبعض لايملك المؤهلات العلمية اللازمة فلم يعمل موظفا او عاملا وواصل مسيرته الحياتية في هذا المجال ولكن الغالبية منهم كانوا عطالى عن العمل واتخذوا كرة القدم مهنة سيترزقون منها وعندما انتهت مسيرتهم الكروية اصبحوا بلا عمل ويجرجرون الذكريات ويعانون من شقف العيش ومسئوليات الحياة المتعددة فبعضهم لم يدخل للاستادات بعد اعتزاله مباشرة وانقطعت علاقته بكرة القدم وبزملائه والبعض عندما يهم بدخول مهرجان كبير فان حارس الباب يمنعه وذلك بحكم عدم معرفته به فيعود ادراجة ويتحسر على ماضيه سمعنا وكثر الحديث عن صندوق دعم اللاعبين القدامي ولكن هذا الصندوق يحتاج للمزيد من التفعيل واستقطاب الشركات والمؤسسات المختلفة لدعمه حتي يستفيد منه اكبر عددية من اللاعبين والسؤال المطروح هل ذاكرة جماهيرنا وادارتنا تنسي وفاء هؤلاء الابطال والفرح الذي ادخلوه في قلوب الجماهير ففي المريخ مثلا يجب على ادارة المريخ ان تجزل العطاء لابطال كاس مانديلا عام 1989 الكاس القاري الوحيد للمريخ فاين ابطال مانديلا نعم لقد تفرقت بهم السبل ولايمكن لاحد ان يتذكرهم مع انهم افضل من الجيل الحالي الذي توفرت له الامكانيات المادية ويعيش في رغد من العيش ولم يحقق انجازا هؤلاء الابطال وهذا الامر يقودنا بلاشك الي علاقة اللاعب بناديه قبل وبعد الاعتزال واذكر ان جمعية الصحفيين الرياضيين قد اوفدت عدد 20 صحفيا لنيل كورس تدريبي بمعهد الاهرام العربي بالقاهرة قبل سنين خلت وتصادف ان مدرب الهلال الاسبق مصطفي يونس قد سجل زيارة للوفد بمقر اقامتنا بفندق المعادي بالقاهرة ووجه للوفد الدعوة لتناول وجبة الغداء بكافتيريا النادي الاهلي وجاء في الموعد المحدد تماما واكتشفنا سرا غريبا فمصطفي يونس لازال يحتفظ بنجوميته وسط جماهير النادي الاهلي التي احسنت استقباله وعندما طاف بنا حول انحاء النادي المختلفة كان الجميع يقف احتراما له ويقولون له (اتفضل ياكابتن) لاحظوا مصطفي يونس الذي اعتزل قبل عشرات السنين يحتفظ بمكانته وسط ادارة وجماهير النادي الاهلي وهذا مايقودنا الى شكل وتركيبة النادي الاهلي الذي لايشبه انديتنا علي الاطلاق فالنادي الاهلي يضم الملاعب المختلفة والمسارح والكافتيريات وكافة الاحتياجات ويضم ملعبا للطائرة والسلة والبلياردو وغيرها من الالعاب وبه جناح خاص تقضي فيه اسر اللاعبين اوقاتهم براحة تامة وهناك العاب للاطفال وغيرها اما انديتنا فلا نجد فيها سوي لعب الكوتشينة والضمنة ومشاهدة التلفزيون فقط وعلاقة اللاعب عندنا بناديه هي التمارين وحوافزها والمباريات فلايمكن ان تتخيل بان نجما كبيرا قد حضر للنادي وجلس فيه لمدة نصف ساعة او ربع ساعة فقط.
اننا نلتمس من ادارات الهلال والمريخ ان تولي اهتمامها ورعايتها لنجوم الكرة المعتزلين وتراعي احوالهم المعيشية فهم ككل السودانيين لايسألون الناس الحافا ولكنهم يعيشون في ظروف معيشية صعبة ومسئوليات اسرية متعددة بالاضافة للعامل النفسي المصاحب فالانسان عندما تنحسر عنه الاضواء فانه يعيش وضعا مأساويا ويصاب بالاحباط والاكتئاب.. ويابخت اللاعبين الذين انخرطوا في سلك التدريب وواصلوا علاقاتهم الاجتماعية مع ادارات الاندية والجماهير فهؤلاء بالتأكيد نجد ان امورهم (ماشة) ومشاكلهم محلولة فهؤلاء لايزالون في دائرة الضوء عكس زملائهم السابقين الذين انزوا بعيدا واصبحوا اشخاصا عاديين بعد ان كانوا ملء السمع والبصر والسؤال الذي يطرح نفسه هل الجيل الحالي معذور في تمسكه بالماديات والاصرار على حقوقه علي داير المليم حتي لايتعرضوا للبهدلة بعد الاعتزال المعروف، ان الوسط الرياضي عندما تعيش بداخله فهو مثالا للتكاتف والتعاضد ومساعدة بعضه البعض في السراء والضراء ولكن عندما تبتعد عنه فانك تتعرض للنسيان.
{ نلتمس من كافة الرياضيين والمسئولين بوزارة الشباب والرياضة والمدربين بمد يد العون للمدرب حسن الزبير الذي يعاني من الام الفشل الكلوي شفاه الله ويحتاج لعملية نقل كلى التي تحتاج بدورها لمبلغ كبير من الدولارات ولاشك ان الوسط الرياضي به العديد من الخيرين الذين يقفون في هذه المحن ونناشد الرئيس الخلوق جمال الوالي رئيس المريخ بان يساعد المدرب حسن الزبير في اجتياز محنته لان الوالي عرف بهذه الاريحية والله لايضع اجر من احسن عملا.
٭ آخر الاشتات
تعجني رائعة الراحل المقيم عثمان الشفيع (الذكريات) التي تقول:-