بدأت هنا بالأردن اليوم فعاليات اتحاد المدربين العرب بمشاركة 150 عضوًا يمثلون 15 دولة عربية يناقش على مدى أربعة أيام أوراق عمل بحثية ذات صلة بقطاع التدريب واعادة التأهيل في الوطن العربي. وقال عطوفة الدكتور راضي العتوم ممثل وزير تطوير القطاع العام: إن تعزيز وتنمية قدرات الفرد العربي باتت ضرورة ملحة في ظل التطورات العالمية واستغلال وسائل الاتصال الحديثة لتعظيم تلك القدرات.
وأضاف عطوفة العتوم في كلمته التي قدمها نيابة عن وزير القطاع العام: إن اعداد معايير خاصة للمدربين ومراكز التدريب لابد من بلورتها خاصة مع تأسيس اتحاد المدربين العرب الذى يعد ركيزة اساسية لتنظيم مهنة التدريب واعادة أطر مؤسسة في الأقطار العربية لإحداث نقلة نوعية في هذا القطاع، وتمحورت النقاشات الموسعة بين المشاركين على توسيع قاعدة المشاركة العربية وضرورة تأسيس مجالس نوعية متخصصة ضمن معايير محددة للارتقاء بمهنة التدريب والمراكز التدريب، وثار نقاش حيال اعداد تصور واضح لميثاق شرف خاص بالمدربين والمراكز التدريبية في ظل غياب الرقابة التي باتت الحاجة ملحة لها لحماية المهنية من شوائب علقت بها.
رئيس اتحاد المدربين العرب الدكتور يونس خطابية شدد في كلمته على اهمية اعادة تأهيل المدربين لايجاد مايمكن وصفه بالمدرب المحترف، وقال: إن المدرب لن يبقى حاملاً حقيبته ليبحث عن عمل عقب انشاء شبكة للمدربين العرب وقاعدة تأهيل تدريب مدربين.
وطالب الخطابية أعضاء المؤتمر بالتقدم خطوة لاسترداد ما اغتصب من حقوق المدربين عبر تعزيز قدرات الكوادر التدريبية المتخصصة، وكشف عن اتصالات تجرى لإنشاء محطة تلفزيونية خاصة بالتدريب وعقد المزيد من الاتفاقات مع مراكز التدريب العالمية لتعظيم الفائدة، وأخيرًا أعلن الخطابية عن مؤتمرهم الثاني والذي ستشهد دولة تونس فعالياته في الخامس من أبريل القادم حيث وجه دعوته لكافة اعضاء الاتحاد للاستفادة من تلك المشاركة الفاعلة، وأضاف: لازالت الفرص مفتوحة لإقامة المؤتمرات العلمية وورش العمل لكافة الدول العربية خلال العام القادم،
من جانبه استعرض الدكتور بلال السكارنة عضو اللجنة الادارية وجمعية المدربين الاردنيين ماتم انجازه على مدى أربع سنوات من عمر الجمعية بالاشارة إلى توسيع قاعدة العضوية إلى 350 عضوًا، وعقد العديد من الدورات المحققة للسعي لبلورة قاعدة للمدربين المعتمدين، حيث تم اعتماد نحو 80 مدرباً إلى جانب التنظيم والمشاركة في ورش العمل المتخصصة.
اصبح الاهتمام بتنمية التفكير عملية تتسابق إليه المؤسسات وهذا التسابق المحموم يحتاج إلى دقة تأمل الممارسات التدريبية وجودتها ومراجعتها.
قدم دكتور كمال قاسم عضو المكتب التنفيذي باتحاد المدربين العرب ورقة عمل بالمؤتمر والتي دعت إلى ضرورة الوقوف للتأمل في واقع المتدربين مع برامج تنمية التفكير ومدى الكيفية للارتقاء بنوعية هذه البرامج ونوعية تدريبها في البلاد العربية.
وعبَّرت ورقته عن الافكار السالبة التي لايستطيع المدربين منعها من التحلق فوق رؤوسهم، مؤكدًا الاستطاعة من مناقشتها مع ذواتهم وتصغيرها ثم حثها على المغادرة، ترأس تلك الجلسة دكتور صالح كساسبة.
تحدثت ورقة العمل الثانية للدكتور مهدى العلمي عضو المجلس التنفيذي عن اخلاقيات مهنة التدريب الاداري وميثاق السلوك المهني الخاص بها، ولقد ركزت الورقة على ضرورة التمسك بالقيم الاخلاقية في مجال التدريب واحترام الملكية الفكرية والتعاقدات الخارجية، وتحاشى بعض التصرفات غير الاخلاقية.
ولقد حازت الورقة على اعجاب الحضور والتي ترأس جلسته سعادة الدكتور هيثم حجازى.
الجلسة الثانية للمؤتمر تناولت العديد من موضوعات البحث عن التحولات والتغيرات المستمرة والمتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف الجوانب والتي باتت تؤثر على المؤسسات الاقتصادية باعتبارها ركيزة هذه التحولات، وقال عضو المكتب التنفيذي عبد الوهاب مشارك من تونس خلال ورقته التي حملت عنوان التدريب المستمر والابداعي اداة لتعزيز القدرة على التغيير التنظيمي للمؤسسة، حيث استعرض مفهوم التغيير التنظيمي واهدافه، وأكدت ورقته أن التدريب المستمر هو اساس التغيير، حيث لا تكمن اهميته في تحسين أداء الافراد واكسابهم المعارف الضرورية لانجاز الاعمال فحسب، بل هو وسيلة لجعل الموارد البشرية اكثر قابلية للتغيير والتطور، حيث انه لايمكن للتغيرات الهيكلية في المؤسسات أن تحدث آثارها الايجابية إلا من خلال كفاءات بشرية تقتنع وتساهم في تفعيل التغيير بها لضمان بقائها واستمراريتها، وشرحت الورقة المتغيرات التي تفرزها البيئة الخارجية.
قوة التأثير في تغيير التفكير والتقديم متعدد الحواث كانت ورقة الدكتور طالب ادكيدك من فلسطين، حيث تحدثت عن اساليب التقويم متعدد الحواس ودوره في دفع جودة التدريب وقوة التأثير قدمت الورقة نماذج تدريبية تم بناؤها بناءً على اخر مستجدات الابحاث العلمية المتعلقة بعلوم الدماغ وطرق عمل العقل،
حيث تم بناء النماذج وتدريبها لتكون ممتعة وبسيطة وفي نفس الوقت فعالة ومنتجة مع الوصول إلى اهدافها وهي تمويل المعلومات إلى مهارات ومن ثم سلوك.
النماذج التي تطرقت لها ورقة العمل هي : نموذج التعليم والتركيز وهرم الاتصالات والملعب.
اختتمت فعاليات المؤتمر بتكريم دكتورة خولة حسنين مديرة اكاديمية الهمة الدولية للتنمية البشرية والتدريب للدكتور يونس خطابية رئيس اتحاد المدربين العرب، وذلك تثميناً للجهود المبذولة لتأصيل مهنة التدريب في الوطن العربي.
الاكاديمية هي اول مركز تدريبي يوقع اتفاقية تعاون واعتماد من جمعية المدربين الاردنيين واتحاد المدربين العرب.
وشهدت اللحظات الاخيرة ايضاً تكريم كافة اعضاء الاتحاد المشاركين بورقة عمل وهم: دكتور كمال قاسم , دكتور مهدى العلمي من الاردن ,ودكتور عبد العزيز النداوى من العراق , واستاذ عبد الوهاب مشارك من تونس , ودكتور طالب ادكيدك من فلسطين، كما قام الاتحاد ايضاً بتكريم اعضاء المجلس التنفيذي وهم: استاذ مشعل الديحاني نائب الرئيس واستاذ زياد الحيدري واستاذ محمد العياط ودكتور هادي بن صالح العوثباني والصحفية وداد الماحي المكتب الاعلامي بالاتحاد.