عندما كان دوري أندية الدرجة الأولى يفرض نفسه في تلك الحقبة، كانت المنافسة محتدمة بين كل الفرق، وكانت قمة الكرة السودانية ممثلة في المريخ والهلال تجد نصيبها من الهزائم والتعادلات، وحتى انتصارات القمة أحياناً لم تصل لتلك الأهداف الغزيرة، بل كانت الندية موجودة من أندية الدرجة الأولى ما جعل دوري الأولى يلعب على سطح صفيح ساخن يجعل المتعة تتسربل لينتشي الجمهور، ولا ننسى نغمة الموردة تلعب، فكم من مرة تلقت القمة، الهلال والمريخ الهزائم من تلك الأندية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر أندية استطاعت الحاق الهزيمة بالهلال والمريخ وهما في صدارة دوري الأولى ومن هذه الفرق: النيل الخرطوم الأهلي الخرطوم والزهرة أمدرمان وودنوباوي وبري والتحرير والموردة التي تعد أكثر الأندية التي نالت حظها في هزيمة القمة. ولكن ما أن أطل الدوري الممتاز في منتصف التسعينات حتى أصبحت قمة الكرة أكثر انتصاراً على أندية الممتاز وبأعداد كثيرة من الأهداف إلا ما ندر، وما أن انفتح دخول المحترفين للسودان حتى زادت الفجوة بين القمة وأندية الممتاز، حيث كان لعامل ارتفاع أسعار المحترفين أن استطاعت القمة احتكار أميز المحترفين على نطاق السودان، فكان الفارق الكبير في تحقيق النتائج، فأندية الممتاز التي كانت تعوزها الامكانيات اكتفت غالبيتها باللاعبين المحليين مع قليل من المحترفين الأقل كفاءة، لذلك لم تستطع أن تلحق الهزائم بفريقي القمة الهلال والمريخ، حتى أصبحت المتعة التي تنشدها الجماهير تكاد تتلاشى، حيث أصبحت كل مباريات القمة مع أندية الممتاز من طرف واحد، ظل هذا الحال لأكثر من موسم.
3102 موسم غير
يعتبر موسم 3102 غير المواسم السابقة والذي شهد ثورة بعض أندية الممتاز ضد قمتي الكرة في البلاد المريخ والهلال، فلا غرو أن نرى الخسارة والتعادلات، فالهلال تعادل 7 مرات وهزم مرة واحدة، والمريخ تعادل مرتان وهزم مرتان، وهذا دليل على صحوة أندية الممتاز بعد أن كانت تعيش في رهبة عندما تواجه القمة، واليوم أصبحت القمة تعاني في المباريات التي تقام خارج أرضيهما، خاصة في الولايات، فالهلال الذي تعادل في سبع مباريات في ظاهرة لم يألفها الهلال من قبل وزاد عليها بهزيمة خارج أرضه من الأهلي شندي، وهزمه أيضاً في الكأس، وهذا في موسم واحد، أما المريخ الذي تجرع الهزيمة في أرضه ووسط جمهوره من الخرطوم الوطني أكملها بهزيمة أخرى من الأهلي شندي، ولم يقف هلال كادقلي الذي كان من قبل يتلقى الهزائم في الدورتين من أن يضع حدًا لهذه الهزائم ليضع القمة أمام تحدي عندما استطاع أن يتعادل في الدورة الأولى مع المريخ والهلال في أرضيهما ويكمل الباقي بتعادل مع المريخ في كادقلي، حيث كان الأقرب للفوز بعد أن كان متقدماً على المريخ بهدفين في مباراة أمس الأول قبل أن يدرك المريخ التعادل، ليجئ الهلال ويفاجئ جماهيره بتعادل مع الصاعد حديثاً الأهلي عطبرة بهدف لكل بعد أن أوشكت المباراة على الانتهاء ليخطف الأهلي هدف التعادل في زمن قاتل، ( وما فيش حد أحسن من حد). لتدخل القمة قادماً في امتحان عصيب مع ما تبقى لها من مباريات خارج ديارها، فالهلال مع أسود الجبال والمريخ مع فهود الشمال.
مشاطيب القمة يقلبون الطاولة
من خلال مباراة المريخ وهلال الجبال التي جرت بحاضرة جنوب كرفان استطاع مشاطيب الهلال أن يضعوا المريخ تحت الضغط وتقدموا عليه في الشوط الثاني، كما شكلوا خطورة على مرمى الحضري واستطاعوا احراز هدفين من نصيب صالح الأمين وعبدو جابر، كما أن أحمد الفاضل شكل خطورة على جبهة المريخ اليمنى، وبالمقابل استطاع قلق مشطوب المريخ أن يدرك التعادل لأهلي عطبرة بعد أن صنع الهدف، وكان نجماً للمباراة، ما يدل على أن القمة اخطأت عندما شطبت خيرة اللاعبين لتستبدلهم بمن هم أقل كفاءة.