وضع الهلال قدماً في نصف نهائي دوري الأبطال الأفريقي بعد الإنتصار الصعب على القطن الكاميروني، وأكدت المباراة حقيقة المنافسة القوية في النسخة الحالية بين كل الأندية والتي أصبح من الصعب التكهن بنتائجها على مستوى المجموعتين. انيمبا الذي أعتبره البعض الحلقة الأضعف في المجموعة انتفض في المباراتين الأخيرتين وحقق العلامة الكاملة بالفوز على القطن والرجاء، والترجي في المجموعة الثانية قدم شوطاً أول مثير أمام الوداد تقدم فيه بهدفين نظيفين وتراجع في الثاني ليخسر تقدمه ويخرج متعادلاً.
فاز الهلال على فريق منظم يجيد المدافعة عن مرماه، هذا ماخرج على لسان المدرب ميشو بعد المباراة، ويؤكد على أن المنافس كان صعباً للغاية، ولكن في المقابل أيضاً كان الهلال أقل من المتوقع مجددًا وبالتالي كانت المباراة أصعب عليه في ظل استمرار المدرب الصربي على التجريب رغم وجود عناصر جاهزة وكانت تستحق أن تكون حاضرة من البداية في تشكيل الفريق.
فاشراك المدرب لعبد اللطيف بوي في النصف الثاني للمباراة وإعادة خليفة للظهير الأيمن كانت خطوة تصحيحة لخطأ البداية وهو نفس الشئ بالنسبة للحارس المعز محجوب الذي كان واضحاً أنه لم يكن جاهزًا في ظل ابتعاده بسبب الإصابة وأن جمعة كان الأنسب خصوصاً وأنه اكتسب الثقة، وأصبحت ظاهرة عدم الاختيار الصحيح على مستوى الأسماء الأساسية تشكل هاجساً بالنسبة لنا.
أبرز مكاسب المباراة هي صبر المدرب الصربي على المهاجم اتوبونج وعدم سحبه من الملعب في الشوط الثاني، وأعتقد أنه من الواجب أن ننصف المدرب الصربي في قراره بالإبقاء على المهاجم الكاميروني والذي حسم اللقاء في النهاية برأسيته المتقنة.
لازال المردود الجماعي للفريق لايتناسب مع الأسماء الموجودة ولا ندري ماهو الخلل هل في طريقة اللعب أم في المهام المؤكلة للاعبين أم في غياب الإنسجام أو هي مشكلة في الإعداد البدني.
رغم قناعتنا بأن النقاط هي الأهم في المرحلة الحالية إلا أننا أيضاً نطالب بالمستوى المقنع لأننا نعرف قوة المنافسين في الأدوار النهائية، فمايقدمه الوداد والترجي في المجموعة الثانية يجعلنا نعلق جرس انذار قبل المرحلة المقبلة والتي ستكون الأصعب على الهلال.
سيلعب الأزرق مباراة ثانية بعد أسبوعين أمام الفريق الكاميروني في قاروا بالجولة الرابعة، وأعتقد أن الهلال ساهم في جعل المباراة أصعب على الفريق الكاميروني بعد أن تسبب في خسارته لاثنين من لاعبيه اللذين خرجا بالبطاقة الحمراء في اللقاء.
ويمكن للهلال أن يضع قدمه الثانية في نصف النهائي وحجز بطاقته إذا ما نجح في اقتناص الفوز من فك الأسد الكاميروني في ملعبه بمباراة 28 أغسطس والتي ستكون عبارة عن معركة كسر العظم بين الفريقين.
نعم وضعنا قدماً في نصف النهائي، فالمحصلة في الدور الأول سبع نقاط من ثلاث مباريات ولكن يعرف أيضاً مدرب الهلال قيمة صدارة المجموعة والتواجد في المركز الأول، ويعرف أيضاً أن الدور نصف النهائي سيكون مختلفاً في كل شئ، فالواقع الحالي يفرض عليه الاجتهاد أكثر لرفع مستوى الفريق ومعالجة الأخطاء الدفاعية التي ظلت تلازم الفريق في مبارياته الماضية.
لازلنا نؤكد أن الهلال قادر على المنافسة ولكن بشرط أن يتعامل مع البطولة خطوة بخطوة، فالتفكير الحالي يجب أن يكون على اللقاء الثاني أمام الفريق الكاميروني الذي سيكون اختبارًا كبيرًا للهلال خصوصاً وأنه سيقام في شهر رمضان ونسأل الله أن يكون عوناً للاعبين فيه.