انتقل إلى جوار ربه مساء أمس عمدة المريخ وأمين خزينته الأسبق وعضو مجلس شوراه الفاتح المقبول بعد معاناة مع المرض ليوارى جثمانه الطاهر ثرى مقابر أحمد شرفي بأم درمان في موكب مهيب, ليشق نعيه على عارفي فضله فقد كان الراحل المقيم عنواناً لإبن البلد السوداني الأصيل بصفاته التي جبلت نفسه الأبية عليها من كرم فياض وإقدام وجسارة إذ الطبع يغلب التطبع. لقد انتقل إلى الرفيق الأعلى العمدة الفاتح المقبول ليفتح كوةً من الأحزان ليس في قلوب المنتمين إلى القبيلة الحمراء وحسب، بل في قلوب كل الرياضيين على إختلاف إنتماءاتهم وألوانهم فقد كان الراحل مثالاً للرياضي الحق والفارس النبيل .. يقاتل في سبيل رفعة و إعلاء راية المريخ بشراسة لا تعرف المهادنة ولكن بشرف وفق سياسة اللعب النظيف التي ظل يسير بها طوال حياته حذو النعل بالنعل لا يحيد عنها قيد أنملة .كان الفاتح المقبول مريخياً صميماً ورياضياً أصيلاً يدرك قيم الرياضة السامية والرفيعة ويروج لها لذلك أحبه الجميع هلالاب ومريخاب ومورداب وغيرهم من أبناء القبيلة الرياضية. وبرحيل العمده الفاتح المقبول ينهد ركن ركين من أركان الرياضة السودانية ويختفي أحد الملهمين للأجيال القادمة من شباب الإداريين الذين كان في حوجة ماسة لنصائحة وإرشاداته التي تنير لهم دياجر الطرقات ومسالكها الوعرة. لقد فجع وسطنا الرياضي قبل شهر برحيل المؤرخ الهلالي العم علي الفكي ذلكم العاشق المتيم بحب الأزرق والذي أفني في محرابه زهرة شبابه وكل سنين عمره .. علي الفكي صاحب (الكريزة) الأشهر يودع دنيانا الفانية ولا تزال ضحكاته تجلجل في الأمكنة التي كان يرتادها بحثاً وتنقيباً عن المعلومات وها هو العمدة الفاتح المقبول صاحب (الكريزة) الشهيرة يفارقنا ليجدد أحزاننا ويفتق جروحنا لنردد مع شاعرنا الراحل المقيم سيدأحمد الحردلو:
تاني قام واحد جميل في بلدنا مات.. تاني قام واحد ملك روح وفات .. وكان ملك في الريدة وإنسان في الصفات .. وكان مهاجر في دموع كل البكات .. وكان وتر مشدود ومسكون دندنات.
ألا رحم الله الفقيد الفاتح المقبول وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .. ونحن وعلى الرغم من حزننا العميق لفراقه إلا أننا لا نقول إلا ما يرضي الله قدوتنا في ذلك رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وإن العين لتدمع وإن القلب ليدمي وإنا لفراقك يا ابن المقبول لمحزونون .. إنا لله وإنا إليه راجعون صدق الله العظيم.
والتعازي موصولة من أسرة (قوون) على رأسها الأستاذ مفتي محمد سعيد رئيس التحرير بالإنابة للأسرة المريخية ولكل الوسط الرياضي المكلوم.