كما هو حال الكرة في أنديتنا التي ظلت في استبدال دائم للمدربين، حتى أننا نجد أكثر من مدرب يمر على الفريق من خلال موسم واحد، وهذا ما يجعل كرتنا في تأرجح دائم، كما أن هذا الاستبدال لا يخدم الكرة السودانية في شئ ما يجعل التخبط والعشوائية تضرب بأطنابها في جذور الكرة السودانية، فأقل هزيمة عابرة في الدوري المحلي أو الإقليمي أو القاري تظهر الحرب الشعواء على المدرب، خاصة من قبل الجماهير التي تعوَّدت أن لا تصبر على أي هزيمة حتى ولو كانت عابرة، فيمتد أثر اقالة المدربين على عدم استقرار الأندية، فتبدأ الساقية من أول الدوران، ويأتي مدرب بعد مدرب. مغادرة كروجر وعودة اتوفيستر بعد الخروج المبكر للمريخ من بطولة الأندية الأبطال غادر المدرب الالماني مايكل كروجر المريخ للمرة للثالثة، حيث لم يعمِّر كثيرًا هذا الموسم، ليحل محله مواطنه الالماني اتوفيستر للمرة الثانية بعد أن غادر القلعة الحمراء في العام 7002، حيث أوصل المريخ لنهائي الكونفدرالية 7002، ونتمنى أن يستمر أكثر من موسم حتى يصنع فريق يحقق البطولات التي غابت عن الديار الحمراء كثيراً، كما نتمنى أن لا يغادر من أول اخفاق له في أي مباراة، ويجب ألا ينظر للمدرب من خلال بعض المباريات التي يؤدي فيها الفريق أداءً سيئاً، ولابد أن نصبر هذه المرة على المدرب اتوفيستر ونعطيه الفرصة الكافية. اتوفيستر انجاز 7002 عندما تولى الالماني اتوفيستر تدريب المريخ في العام 7002 لم يكن الكثير منا يحلم بأن يصل المريخ للنهائي الكونفدرالي بحسبان أن المريخ وفي المواسم التي قبله كان يخرج دون أن يصل للنهائي - بعد مانديلا- ولكن اتوفيستر حقق الانجاز وأوصل المريخ للنهائي في أول موسم له مع المريخ، وهذا بفضل دهائه الكروي وخبرته الثرة التي صبها في القلعة الحمراء، حيث أوصلته للمباراة النهائية مع الصفاقسي التونسي، وحل وصيفاً للبطولة على نطاق القارة. من خلال المنافسة التي خاضها أفريقياً عمل اتوفيستر على خلق فريق متجانس وقوي حقق به نتائج مشرفة، توجت الفريق للوصول للنهائي الكونفدرالي، وعمل على اتاحة الفرصة لجميع اللاعبين، خاصة بعض اللاعبين الصغار، وعلى سبيل المثال لا الحصر سعيد السعودي الذي وجد حظه في ذلك العام وأثبت كفاءة عالية، حيث خاض مباراة كانت حساسة وفي وظيفة مهمة - محور الارتكاز - في مباراة أفريقية خارج السودان كانت أمام وفاق اسطيف الجزائري قدم فيها السعودي أداءً مميزًا انطلق بعدها السعودي إلى الأمام. كما كان عبد الحميد السعودي نجماً في ذلك الموسم، أيضاً اتاح الفرصة للصاعد حينها جيمي ناتالي الذي قدم مباريات جيدة. يصنع وظائف جديدة عمل اتوفيستر على صنع وظائف جديدة للاعبين، حيث نجده ولأول مرة يشرك بعض اللاعبين في وظائف لم يلعبوا فيها من قبل، وظهر ذلك عندما حوَّل علاء الدين بابكر من المقدمة الهجومية إلى الطرف اليمين في مباراة القطن التشادي والتي خسرها المريخ في تشاد بهدفين دون مقابل، حيث فاجأ التشادي بعلاء الدين في الطرف اليمين والذي استطاع علاء الدين من خلال تحركاته من الخلف أن يصنع ثلاثة أهداف كان أولها من نصيب ايداهور وثالثها كذلك، حيث حسم المباراة منذ ثلثها الأول، وكانت قراءة سليمة لاتوفيستر والذي تفاجأ بالهزيمة في تشاد وأيقن الكثيرون خروج المريخ على يد التشادي ولكنه قلب الطاولة وحقق المطلوب. كما نجده أشرك في مباراة كوارا يونايتد النيجيري محمد علي سفاري في الطرف اليمين فأجاد سفاري في هذه الخانة وأحرز من هذه الخانة أحد الأهداف الستة. الهجوم أولاً من خلال الموسم الذي أشرف فيه اتوفيستر على تدريب المريخ ظهر أنه يعتمد كثيرًا على النزعة الهجومية أكثر من الدفاعية، حيث أحرز المريخ في الدوري الممتاز كثيرًا من الأهداف، خاصة المباريات التي كانت داخل القلعة الحمراء، كذلك المباريات الأفريقية والتي وصلت في إحدى المباريات ستة أهداف في شباك كوارا يونايتد النيجيري، وكذلك ثلاثة أهداف في شباك دولفين النيجيري وخمسة أهداف في شباك القطن التشادي. وكل ذلك باعتماده على طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع. هل نشهد عودة الزومة موسم 7002 كان موسم التميز للاعب موسى الزومة والتي احتكر فيها خانة الطرف الشمال خلال الفترة التي كان يشرف عليها اتوفيستر على تدريب المريخ وقدم مستوًى مميزاً، ولعل رأى اتوفيستر أن الزومة هو الخيار الأمثل لذلك فضله على غيره، ولكن بعد ذهاب اتوفيستر ذهب الزومة بعيدًا عن تواجده في الخانة بفضل تعاقب أكثر من مدرب، فهل يعود الزومة - الحكومة - كما كانت تطلق عليه جماهير المريخ حينها.