الموسم الحالي وفي بداياته شهد مستويات رفيعة وراقية من جانب لاعبي الهلال حيث قدم فتية الازرق السهل الممتنع .. ابدعوا وامتعوا القاعدة الزرقاء وزرعوا البسمة والامل وتفاءل الكل وما زال يتفاءل بفريق سيجلب الكأس الافريقية الغالية ، وأهم ما كان يميز أداء فرسان الهلال هو تلك الروح وذلك الاصرار الذي كان بادياً على ملامح اللاعبين .. كل اللاعبين .. كانت قسماتهم وما تزال تنبئ بموسم استثنائي يشهد الانتصار تلو الانتصار وصولاً لتلك المنصة التي ستشهد تقليدهم بالميداليات الذهبية ومن ثم رفع تلك الكأس التي لطالما حلمنا بها في الديار الزرقاء لأننا الاجدر بها والاحق من واقع تاريخنا وواقعنا بإذن الله. الحديث عن الروح في أداء الفرقة الزرقاء يقودنا للحديث عن بدايتها التي كانت في عهد الوطني صلاح محمد آدم الذي تسلم زمام الأمر الفني في الهلال بعد ذهاب الفرنسي دييغو غارزيتو الذي ذبح الروح والرغبة في نفوس اللاعبين وجعلهم يفقدون نقاطًا عدة في الدورة الأولى للموسم الماضي .. بل تسبب أيضاً في فقد الهلال للاعبين في قامة البرنس هيثم مصطفى .. ولكن أتى صلاح محمد آدم ليعيد الروح والرغبة والتحدي للاعبي الأزرق وهو يقودهم في الدورة الثانية لممتاز الموسم الماضي من انتصار لآخر .. وأهم ما يميز تلك الفترة أن الجنرال استطاع أن يخلق البدائل وسط اللاعبين حتى أن لاعبي الشباب كانوا يجدون الفرصة في التشكيل الأساسي لمباريات الممتاز ، على عكس ما يحدث اليوم في عهد التونسي محمد نصر الدين النابي حيث أن لاعبي الشباب أصبحوا بعيدين عن المشاركة في المباريات التنافسية ولم يقف الأمر عند ذلك، بل حتى هناك بعض اللاعبين الكبار الذين يمثلون أعمدة أساسية في الفريق الازرق اصبحوا لا يجدون الفرصة أمثال مهند الطاهر ، خليفة ، سامي ، المعز محجوب. تلك الروح التي كانت تملأ جوانح لاعبي الازرق في فترة الجنرال ظلت موجودة حتى المباريات الاولى من هذا الموسم ولكن من الواضح أن التونسي بسياساته الخاطئة قد عمل على ذبحها من الوريد إلى الوريد وعاد فتية الهلال من جديد للعب بلا روح وبلا رغبة. تلك السياسة التي ينتهجها النابي في التعامل مع اللاعبين وكذلك طريقة وخطة اللعب الغريبة التي لم يستطع الخبراء الفنيين أن يعرفوا ماهيتها ، بجانب اعتماده الكلي على لاعبين بعينهم واستهلاكهم في كل المباريات .. تلك السياسة التي كان ينتهجها البرازيلي هيرون ريكاردو عندما كان يدير الشأن الفني بالهلال باعتماده على عدد محدود من كشف الازرق ليدفع في نهاية المطاف ثمن عدم صنعه لبدائل تعينه في السباق الافريقي الطويل وذلك عندما لعب الهلال مباراته مع النجم الساحلي بتونس ووقتها اضطر إلى ادخال بعض العناصر في تشكيلته ، وبالطبع تلك العناصر لم تكن في كامل الجاهزية ليدفع بهم مضطرًا وبالتالي تعرض الهلال لهزيمة افقدته بطاقة التأهل لمباراة الكأس التي تقابل فيها النجم الساحلي والاهلي المصري ليفوز التونسي بالكأس الافريقية .. واذكر في ذلك الموسم كان الهلال المرشح الاول للحصول على اللقب الافريقي خاصة بعد اكتساحه للاهلي القاهري في دوري المجموعات بثلاثية نظيفة في المباراة التي اقيمت باستاد الهلال مقبرة الابطال كانت من توقيع داريوكان ، قودوين ، كرنقو .. ليفقد الهلال تلك الكأس بسبب السياسات الخاطئة للبرازيلي ريكاردو وها هو التونسي يكرر نفس الخطأ باعتماده على اسماء بعينها لن تستطيع الصمود طويلاً في السباق الافريقي الطويل .. لذا لابد للتونسي أن أراد الذهاب بعيدًا في البطولة أن يعمل على تجهيز البدائل وقبل ذلك لابد له من البحث عن الطريقة التي يستطيع بها بعث الروح والرغبة في نفوس الفرسان. وأظن لابد لنا من ارسال رسالة لنجوم الهلال ونذكرهم بأنهم على اعتاب مرحلة مهمة في تاريخ الهلال وفي تاريخهم الشخصي .. فالفرصة مواتية لهم لكتابة اسمائهم بأحرف من نور في تاريخ الهلال وذلك بالعمل أكثر جدية للحصول على الكأس الافريقية الغالية وساعتها سيخلد التاريخ اسمائهم وسيكتب في سفر الازرق أن أخوان المعلم وكاريكا قد اتوا بالاميرة الافريقية الحسناء طائعة للقلعة الزرقاء .. أظن أنه لو وضع الفرسان أمر التاريخ هذا نصب أعينهم ستعود الروح والرغبة بكل تأكيد .. اتركوا المشاكل جانباً أو أجلوها إلى ما بعد الحصول على الكأس الغالية حينها ستجدون أن كل المعضلات قد حلت تلقائياً وبلا اجتماعات ولا مكاشفات .. اعزائي فرسان الهلال بوابة التاريخ مشرعة أمامكم ولكم خيار الدخول من أوسع الأبواب أو الخروج من الأبواب الخلفية في هدوء.