لم يكن البرازيلي كامبوس مدرب الهلال مخطئاً عندما قال ان حظوظ مازيمبي والزمالك في الترشح لنصف نهائي دوري ابطال افريقيا اكبر من الهلال وفيتا، لان التاريخ يقول ذلك، ومعظم خبراء الكرة يبصمون بالعشرة على ما قاله كامبوس بناء على تاريخ الزمالك في البطولة الافريقية ولكن التاريخ شئ والواقع شئ آخر. تحمل مباراة الهلال والزمالك غدا نفس ملامح مباراتي الفريقين في موسم 2007 عندما التقيا في دور الستة عشر وتأهل الهلال للمجموعات، بعد ان فاز في ام درمان بهدفين وفرض التعادل على الزمالك في القاهرة بهدفين لكل ووقتها افردت طيبة الذكر مجلة (سوبر) الأماراتية مساحة واسعة للهلال ومنحته الغلاف الرئيسي وكتبت خطها الشهير (النيل ازرق وبس). كان الهلال في ذلك الموسم فريقا لا يشق له غبار واثبت ان النيل ازرق بعد ان رد اعتباره واخذ بثأره وانتقم من الظلم الذي تعرضه له من الحكم المالي لامين دياتا بعد فوزه على الأهلي بثلاثة اهداف اصبحت بمثابة الذكرى الجميلة للهلال وها هي الايام تدور ويلتقي الفريقان وينتظرهما جمهور الاهلي ليشمت من الزمالك في حالة الخسارة والمريخاب ايضا يتمنون خسارة الهلال لنسيان ما حدث لفريقهم ولو لساعات. اختلف الزمان والمناسبة والاجواء، ومباراة غد تقام بدون جمهور والهلال اصبح مختلفا بعض الشئ عن ذلك الهلال الذي لعب 2007 ولكن كامبوس يرى ان الفريق الحالي متكامل وافضل من الفريق الذي دربه قبل اربعة مواسم، وقد يكون قد حالفه الصواب او العكس. قد يرى البعض ان مباراة الهلال مع الزمالك ستكون صعبة من واقع خسارة الفريق المصري من فيتا كلوب وظهوره بمظهر غير مخيف ولكن الشئ المؤكد ان الزمالك سيكون غدا فريقاً مختلفاً ولاعبوه قبل مدربه احمد حسن ميدو يدركون ان الفوز اصبح عليهم فرض واجب التحقيق واما ان ينتصروا او ينسوا حكاية التأهل لنصف النهائي, وارى ان هذه المباراة اخطر على الهلال من مباراة مازيمبي، والتاريخ يثبت لنا ان الاسد الجريح اشد فتكاً من السلاح، واعتقد ان البرازيلي كامبوس مدرب الهلال كان على حق هو يقول ان فريقه تنتظره معركة شرسة غداً وان الزمالك الذي يراه البعض سهلاً سيكون اكثر شراسة في ارضه. يراهن بعض جمهور الهلال على ان المباراة تقام بدون جمهور ونقول لهم ان اللاعب المصري اعتاد على هذه الملاعب الصامتة منذ حادثة بورسعيد، واصبح اللاعبون يؤدون المباريات في تصميم وعزيمة وكأنهم في امتحانات نهاية السنة، ويلعبون بعقولهم اكثر من قلوبهم وحتى طريقة احتفالهم بالاهداف اقتصرت على السجود فقط. ويدرك كامبوس الواقعي ان الهلال محتاج للخروج بنتيجة ايجابية من اجل كسب دفعة معنوية جديدة وتصدير الخوف والقلق إلى باقي فرق المجموعة، وقد شاهد كامبوس الزمالك امام فيتا وعرف اماكن القوة والضعف فيه، وهنالك شبه اجماع على ان عمق دفاع الزمالك هش ولا يستطيع ايقاف سرعة مهاجمي الهلال، وفي نفس الوقت فان الهلال مطالب بالانتباه لعرضيات حام امام الذي يعتبر الممول الأول لهجوم الزمالك. ومثلما قالت مجلة (سوبر) قبل ستة مواسم ان (النيل أزرق وبس) نريد ان يؤكد الهلال غدا سيطرته على ديربيات وادي النيل، حتى يعترف المصريون ويبصمون بالعشرة على قوته وعلو كعبه وتميزه افريقيا في العشر سنوات الأخيرة على الفرق المصرية.