ظلت الساحة الهلالية في هذه الأيام تفور وتمور بحراك كبير عقب إعلان لجنة التسيير وتحديدها لليوم العاشر من شهر يوليو المقبل موعداً لانعقاد الجمعية العمومية في النادي العريق لانتخاب مجلس إدارة جديد ليتولى مسؤولية إدارة الشأن الإداري في النادي. تحسست التنظيمات الهلالية موطيء أقدامها وهي تهم على عجل بدخول المعترك الإنتخابي الشرس بعد أن باغتتها لجنة التسيير بإعلان قيام الجمعية العمومية في تاريخ لم يكن متوقعاً بالنسبة لها . والمعروف أن الحراك الانتخابي يتطلب وبالضرورة وقتاً لترتيب الصفوف والأوراق وتجهيز البرامج التي تحتوي على الأهداف التي يرغب التنظيم المعني في تحقيقها واقناع الناخبين بجدواها ,ولذلك لم تقابل التظيمات الهلالية الثلاثة المتوقع تنافسها في الانتخابات المقبلة إعلان لجنة التسيير لقيام الانتخابات في العاشر من يوليو المقبل بحماس وإن أظهرت خلاف ذلك في المنابر الإعلامية المختلفة خلال التصريحات التي رشحت عن القائمين على أمرها والسبب واضح ألا وهو أن لجنة التسيير قد أخذتها على حين غرة ولم تتح لها فرصة تجميع صفوفها وتنظيم أوراقها.والمعروف أن تنظيم الأصالة والصدارة الذي يقوده رئيس النادي الأسبق الأرباب صلاح الدين أحمد إدريس إضافةً لتنظيم عزة الهلال الذي يقوده قطب الهلال الكبير أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال وتنظيم المستقبل الذي يقوده الأستاذ الأمين محمد أحمد البرير رئيس النادي السابق تتصارع من أجل الوصول إلى سدة الحكم في النادي الكبير. لجنة التسيير تسدد الضربة الثانية لرأس التنظيمات الهلالية لم تكتف لجنة التسيير بمفاجأة التنظيمات الهلالية بإعلان العاشر من يوليو المقبل موعداً لانعقاد الجمعية العمومية لتنتخب مجلس إدارة جديد، بل عاجلت التنظيمات الهلالية بضربة أخرى على رأسها وهي تعلن على لسان نائب رئيسها الدكتور عبدالله حسن أحمد البشير عزمها على دخول الإنتخابات واكتساحها تحت قيادة رئيسها الباشمهندس الحاج عطا المنان الذي كان قد أعلن في وقت سابق عدم نيته الترشح ,الأمر الذي اعتبرته التنظيمات الهلالية تكتيكاً انتخابياً والمعروف أن ضربتان في الرأس توجع. الانتخابات تزعزع استقرار الهلال وحتى الشارع الهلالي العريض وعلى الرغم من إيمانه بالديمقراطية واقتناعه بجدواها كمنهج لإدارة النادي ومناداته الدائمة بتطبيقها إلا أنه لم يرحب بها هذه المرة وذلك لسبب جوهري ألا وهو أنه يرى في قيام الإنتخابات في هذا التوقيت الحرج والذي يسبق سفر فريق الكرة إلى جمهوريتي الكنغو كنشاسا وبرازافيل لمواجهة ممثليهما في دوري المجموعات لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري زعزعةً للاستقرار الذي أحوج ما يكون له الفريق في هذه الأيام ,وقد بدأت تداعيات ذلك في ضعف الإعداد لهاتين المباراتين المهمتين بدليل عدم اكتمال عقد الفريق حتى الآن مما سوف يخلف تبايناً في الجاهزية البدنية للاعبين وبالتالي افتقادهم للانسجام المطلوب في مثل هكذا مواجهات, خاصةً وأن فترة الانتخابات تكون دائماً حافلةً بالاستقطاب الشديد مما يدعو إلى التنافر. قيام الجمعية خلال رمضان وإشكالية أخرى كما أن تاريخ العاشر من يوليو المحدد لانعقاد الجمعية العمومية يصادف شهر رمضان المعظم مما يهدد بعدم اكتمال النصاب في الجولتين الأولى والثانية وقيام الانتخابات في الجولة الثالثة بأي عدد من الأعضاء وهو ما لا يتناسب مع ناد جماهيري كبير مثل الهلال. التعيين يعتبر الأفضل في هذه المرحلة وبما أن لجنة التسيير قد أعلنت عزوفها عن مواصلة المسيرة فلا أحد يستطيع إجبارها على المواصلة لأن عملها طوعي ولكن في الوقت نفسه لا يستقيم عقلاً أن يترك نادي الهلال ليعيش فراغاً إدارياً والأفضل تعيين مجلس إدارة جديد قوي ومنسجم ومتفق عليه من كافة التظيمات الهلالية على أن تكون فترته ثلاث سنوات حتى تتاح له الفرصة لانجاز وتنظيم الفعل الإداري بالنادي.