تألمت كثيرا وانا اتحدث مع الاخ الصديق عصام طمل عن تفاصيل المادة التي يعدها لقراء قوون خلال شهر رمضان المعظم .. فقد نقل لي معلومات مثيرة للغاية عن لاعبين كانوا ملء السمع والبصر في سماء الكرة السودانية .. صالوا وجالوا في الملعب الاخضر وعزف لهم النشيد الوطني وحيتهم القيادات الرسمية والشعبية وتغني باسمهم الجمهور ورقص ..!! ولن يصدقنا احد اذا قلنا له ان احد نجوم الهلال قد تحول الي بائع طماطم في السوق وان نجما من جيل مانديلا يعمل طلبة باليومية يحمل المونة واخر يعمل في محل شيشة .. هذا غير سائق الرقشة وعامل الفرن .. واكثر من ذلك كثير سيظهر على صفحات قوون خلال شهر رمضان .. سيؤلمنا ويؤلم الجمهور .. لكن هذه هي الحقيقة .. ولا هروب من الواقع ..! هذه الحقائق البائنة امامنا بوضوح تدفعنا لنفتح اكثر من ملف عن اللاعب السوداني وتفاصيل حياته ومستقبله الرياضي مقارنة بلاعبين آخرين نراهم بعد الاعتزال اكثر تألقا في الساحات بعضهم يعمل في الصحافة والبعض الاخر في التعليق والتحليل .. ومنهم فئات تحولت الى العمل في مجالات اخرى مرتبطة بالاعلام والرياضة على النقيض من الواقع السوداني المعاش .. والمؤلم جدا ..!! وصناعة اللاعب عندنا في السودان ينقصها الكثير من المقومات .. ويصيبها دائما المرض بعد سنوات قليلة جدا .. كنتاج طبيعي لنقص العناصر البناء .. ولا يمكن ان ننتظر تصرفا سليما من لاعب صاحب بنيان ناقص في موقف يحتاج الي عقل ناضج وبدن قوي .. وينتهي عمر اللاعب في الملاعب سريعا وتنتهي علاقته بالكرة بعد الاعتزال مباشرة .. لان العلاقة بينهما لا يسندها اساس متين .. والمحزن حقا ان نجوم العهد الزاهر الذي شهد ظهور اول بطولة افريقية في تاريخ الاندية السودانية هم الاكثر تضررا .. ولم يستفد منهم النادي واهملهم بدلا من ضمهم الي لجانه الفنية وفتح ابوابه لآخرين لا نريد ان نذكرهم ..!! في الاندية المصرية على سبيل المثال نجد اللاعب المعتزل موجودا فاما عضوا في الجهاز الفني او قطاع الكرة او المراحل السنية او العلاقات العامة او التسويق او اي قطاع داخل ناديه .. واذا خرج من النادي لا يذهب بعيدا ويظل موجودا فاما محللا مثل شوبير ومجدي عبد الغني او مثل الغندور .. او مثل الخطيب مديرا لشركة اعلانات ضخمة او مثل محمد بركات الذي نتابعه هذه الايام على الشاشة ..!! فاين يذهب لاعبنا بعد الاعتزال ..؟؟ قبل فترة قابلت الكابتن ابراهيم عطا احد فرسان المريخ الاشاوس الذين حققوا افضل الانجازات والبطولات المحمولة جوا .. وسألته عن حاله واحواله .. وعندما فتحت موضوع الكورة طلب مني الصمت واصر ان نتحدث في موضوع اخر .. واستجبت ..!! وابراهيم الذي عرفته عن قرب رجل محترم ويحب المريخ اكثر من اي شخص في الدنيا وتعرض للظلم من قيادات صنعتها الظروف .. وصمت ولم يتحدث وظل صامتا الي يومنا هذا .. سأتحدث لاحقا عن ابراهيم وعن تكريم الخماسي بمدينة كوستي مع الزعيم الطاهر سالم .. ذلك التكريم الذي سبق تكريم المريخ ..!! ايضا قابلت الاسطورة بريمة في واحدة من زياراته للخرطوم .. وللامانة علمت انه على تواصل مع الرئيس الحالي جمال الوالي .. وتحدثنا ايضا عن الكورة المجنونة .. فاين يذهب هؤلاء النجوم بعد الاعتزال .. ومن هو المسؤول ..؟؟ وعلي طريقة الطيب فرح : قف : يا بريمة شيل بطولاتك وكاساتك ..!!