عاد الهلال مجدداً لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري وتأهل لدور الأربعة في هذه المنافسة وهي عودة بلاشك أسعدت جماهير الهلال وجماهير الشعب السوداني عامة لأن الهلال هو الممثل الوحيد للسودان في البطولات القارية للأندية وعودة الهلال تعتبر بلاشك شرف كبير للسودان وانجاز مقدر يستحق الإشادة والتقدير للجهد والبذل لنجوم الهلال في معركة الرجاء المغربي حيث كان التعادل السلبي غير عادل للهلال الذي أضاع رماته أكثر من ثلاثة أهداف كانت كفيلة بحصد الثلاث نقاط للهلال كما أن هزيمة القطن أمام انيمبا فتحت الباب واسعاً لدخول الهلال مجدداً للمنافسة. ثم ماذا بعد ذلك هذا هو السؤال المهم والمطروح في الساحة الهلالية وقد تبقت لمعركة الترجي أياماً معدودات وهي المباراة الأصعب للهلال في هذه المنافسة فالترجي فريق كبير غاب عن المنافسات الأفريقية وأخذ يعمل في بناء فريقه في صمت حتى بلغ هذه المرحلة وبهذا الحديث لا نريد أن نخيف نجوم الهلال ولكن المسئولية كبيرة أمامهم والعامل الأول في هذه المباراة هي ثقة جماهير الهلال بأنفسهم أولاً لأن كرة القدم لا تؤمن بالنجومية والأسماء فهي جهد وعرق يبذل داخل المستطيل الأخضر فالتهيئة النفسية من أهم عوامل كسب المباراة
كما أن هنالك مسئولية كبيرة على مدرب الهلال الصربي ميشو الذي تعود أن يدخل كل مباراة بتشكيلة مختلفة مما جعل الإنسجام والتجانس معدوماً في فرقة الهلال والأيام القليلة القادمة لا تمكن الجهاز الفني للهلال من إصلاح خط دفاعه وهو الحلقة الأضعف في فرقة الهلال ولكن يمكن أن يكون الإصلاح إلى أي حد ممكن فليتذكر نجوم الهلال بأنهم سبق أن قهروا الأهلي المصري بطل القرن ومن أكثر الفرق الأفريقية فوزاً ببطولات الكاف وأسيك العاجي وناساروا النيجيري فهذه الذكريات كافية جداً لبث الثقة في نجوم الهلال.
وهنالك دور كبير لجماهير الهلال التي تعتبر اللاعب رقم (12) في فريق الهلال فهذه الجماهير لا تحتاج لمناشدة فهي تحب فريقها ولن تبخل بالمؤازرة والتشجيع المتواصل .. فقد جاءت هذه الجماهير لمباراة انيمبا وكان يحدوها الأمل الكبير في فوز الهلال على انيمبا ولكن خرجت الجماهير محبطة ومتوترة ولكن عادت لها البسمة وتجدد أملها في فرقة الهلال بعد الصعود لدور الأربعة.
إن الفرصة جاءت مرة أخرى للهلال في طبق من ذهب فيجب ألا يفوت نجوم الهلال هذه الفرصة وأن يعتبروا دخول دور الأربعة في هذه البطولة الكبرى بمثابة تحدٍ شخصي لهم فليعتبروه انجاز شخصي لهم ويلعبوا أولاً لصالحهم ثم الهلال ثم جماهيره .. لأن الظهور والتألق في هذه المباريات التي تحظى باهتمام واسع من وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية يعطي فرصة لنجوم الهلال في الاحتراف الخارجي فهذه المباريات تحظى بمتابعة لصيقة من وكلاء اللاعبين المعتمدين لدى الفيفا للبحث عن النجوم توطئة لضمهم للأندية الأوربية أو العربية فيجب على نجوم الهلال اقتناص هذه الفرصة جيداً .. فمعظم نجومنا الموهوبين حظهم ضعيف في الاحتراف بسبب خروج أنديتنا من الأدوار الأولية أو حتى المتقدمة ولكن دور الأربعة منافسة قوية تحظى بالإهتمام كما ذكرنا ولاعبنا موهوب بطبعه ويمكنه أن يحترف خارجياً إذا وجد التدريب الجيد وأنسجم مع نجوم أصحاب شهرة ومكانة ويمكن أن تتطور موهبته.
أما الجانب الأهم فهو دور مجلس الإدارة الذي عليه معالجة الأمور الإدارية التي تهم الفريق فيجب عليه دفع مستحقات اللاعبين فوراً وأن لا تكون لأي لاعب متأخرات حتى يدخل نجوم الفريق مباراة الترجي وهم في قمة معنوياتهم لأن عدم دفع المستحقات يؤدي إلى هبوط الروح المعنوية وعدم اكتراثهم بالمباراة .. ونتمنى أن يلتقط مجلس الهلال القفاز ويحقق هذا المطلب لأن فوز الفريق بالبطولة وهذا أمر ليس بمستبعد لأن كرة القدم لا تعرف المستحيل فسوف يحسب هذا الانجاز للمجلس الحالي والتاريخ سوف يشهد بأن أول مجلس يدخل كأس خارجي للهلال.
نأمل في العناية بكل هذه المطالب الفنية والإدارية والمعنوية حتى يتمكن الفريق من تخطي الترجي أولاً ومن بعدها التفكير في إحراز البطولة وعندها لكل مقام مقال.
إن انتصار الهلال وفوز البطل العالمي كاكي بالميدالية الفضية في كوريا وفوز العدائين ربّاح في سباق 800 متر بالذهبية ومحمد يونس في الوثب العالي بموزمبيق بذهبية أيضاً وهو أمر أسعد السودان لأن كل هؤلاء يلعبون باسم السودان.