لا يستطيع أحد أن يمنع المريخ من ممارسة هوايته في اللهث خلف لاعبي الهلال .. ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يقنع جمال الوالي بأن هذه ليست الطريقة المثلى لبناء فريق قوي .. فجمال الوالي مازال في سنة أولى ابتدائي كرة قدم رغم عمره الطويل في رئاسة المريخ .. وإن كان الوالي يعتذر سابقا بعدم خبرته فمن الواضح أن سنوات الخبرة الطويلة التي قضاها في رئاسة النادي الأحمر لم تزده إلا (قلة معرفة) في كيفية بناء فريق .. لا نستطيع أن نمنع الوالي من إغراء لاعبي الهلال بالأموال التي مازالت تمثل علامة إستفهام كبرى في طريقة صرفها غير المحدود خصوصا في التسجيلات ! ولا أحد يستطيع أن يمنع وسيطه سواء كان أبوجريشة الذي نفى هذا الأمر أو غيره من أن يكون رسولا لجمال الوالي في المفاوضات .. ولكن من المؤكد أن المريخ لم يختار التوقيت المناسب لمفاوضة لاعبي (المنتخب) ولا نقول لاعبي الهلال .. لأن نجوم الهلال الآن في حالة استعداد لدفع ضريبة وطن قد يكون ثمنه رخيصا عند البعض ولكنه لن يكون كذلك عند لاعبي نادي الوطنية وأحفاد الخريجين الأوائل .. ولو كان الوالي يعرف كرة قدم جيدا لاستوعب درس وجود كل هذا العدد من لاعبي الهلال في المنتخب مقارنة مع لاعبي المريخ وإستفاد منه بدلا من التركيز على تسجيل لاعبي الهلال !! نحن لانود أن نشكر النجم الكبير اللاعب بكري المدينة على الدرس الاخلاقي الذي قدمه لموفد المريخ بعدم التفاوض معه في معسكر المنتخب فبكري المدينة لاعب الهلال ومن الطبيعي أن يكون هكذا ولن نلوم بكري المدينة لو أنه تفاوض مع المريخ في المكان والزمان المناسبين فهو في النهاية لاعب كرة ومن حقه أن يختار وأن يفاوض طالما أنه مطلق السراح .. لا نقول شكرا لبكري لأن هذا واجبه ولأن هذا معدنه ولكننا نقول لادارة الهلال التي (تنوم على العسل) بأن الطريقة التي تدير بها ملف التسجيلات خصوصا للاعبين الوطنيين طريقة غير صحيحة وأن تقديم نجوم الهلال على طبق من ذهب للنادي المنافس لا يشبه الهلال ونذكر الكاردينال الرئيس الذي بشر الجماهير ببناء فريق يحرز به بطولة أفريقيا أن المريخ وطوال تاريخه سواء في وجود أموال ودولارات جمال أو وجود خبرة وحركة ود الياس أو ايام خبرة الحاج شاخور عليه الرحمة نفسه لم يستطع أن يكسب لاعبا سودانيا من الهلال في فك التسجيلات .. أصحى يا كاردينال .. وكما يقول اهل السياسة فان مشاكل السودان لا تحل خارجيا فإن مشاكل الهلال أو تسجيلات الهلال لا تحل خارجيا .. على مجلس الهلال أن يركز على اللاعب المحلي وأن ينهي ملف اللاعبين الوطنيين قبل أن يتجه لملف اللاعبين الأجانب لأن اللاعب الوطني هو الباقي وهو المفيد وهو الذي يستمر لسنوات مع النادي ويفيد المنتخب ولا يكلف الخزانة مبالغ طائلة مقارنة مع محترفين أثبتت التجارب أن عددا كبيرا منهم يأتي ليأخذ أموالنا ويهرب أو يتمارض .. وفي كل مرة نتحدث فيها عن الأجانب نتذكر الدكتور شداد الذي حدد العدد بثلاثة فقط بسبب الكمية والنوعية .. فالكمية مناسبة ولا تضر بالكرة السودانية وتساعد في اختيار نوعية جيدة لأن النادي الذي يحصر نفسه في ثلاثة لاعبين يوجه امكانياته المادية نحو الافضل ويستطيع أن يوفي بالحقوق المادية حتى نهاية العقد .. ونعود إلى موضوعنا الأساسي ونقول لجمال الوالي .. سبق للمريخ أن سجل علاء الدين بابكر وطمبل وكلتشي .. فماذا حدث ؟؟.. ولنفترض أن المريخ سجل بكري المدينة وبشة وبويا .. ماذا سيحدث ؟؟.. ألم يسجل المريخ هيثم مصطفى .. نجم نجوم الهلال والمنتخب الوطني ؟؟ألم يسجل المريخ مع هيثم علاء الدين يوسف أحد افضل لاعبي الارتكاز ؟ ماذا حدث ؟؟ الذي حدث أن المريخ خرج من الدور التمهيدي ووصل الهلال لدوري المجموعات .. والذي حدث أن الهلال فاز بالدوري الممتاز أضعاف ما فاز به المريخ رغم أن المريخ سجل أكبر عدد من اللاعبين يمكن أن يسجله نادي منافس من لاعبين مشطوبين من النادي المنافس .. نحن لا نخاف على الهلال من إنتقال لاعب أو لاعبين أو ثلاثة للمريخ فقد عشنا هذه التجربة حتى أن أهل المريخ العاقلين أنفسهم طالبوا بعدم اللهث خلف الهلال وهناك من طالب بضرورة (تنظيف) الهلال الاحمر ! ولو كان جمال الوالي يتعظ لاتعظ من الذي يحدث لاحمد الباشا في المريخ ! ولاتعظ من الدرس القاسي الذي أعطاه له هيثم مصطفى .. نحن نخاف على الكرة السودانية من هذه العقليات .. نخاف من تدمير المواهب .. نخاف من هذا الصرف الذي استنفذ موارد البلد في لاشيء .. نخاف من سيطرة هذه العقول علينا ؟؟ كل التوفيق للمنتخب .. مباراة صعبة للغاية تنتظر المنتخب الوطني أمام نظيره النيجيري غدا .. هذه هي المباراة التي لا نلوم فيها مازدا ولا اللاعبين فالفوارق بين المنتخب النيجيري والسوداني كبيرة ولكن من ميزات كرة القدم أنها لا تخضع نهائيا للفوارق ولا تعترف بصورة قاطعة بتوقعات ما قبل بداية المباراة .. نقول لنجوم المنتخب أن الكرة اسمها المجنونة وأن المنتخب النيجيري نفسه له جنون يمكن أن يجعله خارج الشبكة في كثير من المباريات .. أدخلوا للقاء بثقة القدرة على فعل شيء وسوف تفعلون باذن الله ..