* قد نتفق أو نختلف مع الدكتور كمال شداد في الكثير من الأمور ولكن المؤكد أن للرجل معرفة بحقائق وتاريخ كرة القدم السودانية من الصعب أن تتوفر لشخص غيره خصوصا وانه مؤثر في الكرة نفسها وصاحب قرار ومنظر وفي نفس الوقت مؤرخ .. * يقول د. شداد إن أساس الكرة السودانية القائم على الهلال والمريخ أساس صعب البناء عليه بامتياز .. فالثنائية تخلق التعصب والتعصب يلغي الفكرة ! لذلك نجد ان الدكتور قد اجتهد كثيرا في محاولة تحجيم الهلال والمريخ من خلال وضع العديد من القيود على أياديهما الممدودة بحرية في كل الإتجاهات .. شداد حاول تقييد الهلال والمريخ من خلال وضع قواعد صعبة في انتقالات اللاعبين حتي لا يخزن الناديان اللاعبين فتضيع المواهب بسبب حبس النجوم في الكنبة .. نجح شداد في تقليص كشف اللاعبين من أربعين إلى خمسة وعشرين لاعبا كما منع شداد انتقال اللاعب من نادي لآخر اذا كان ترتيب النادي المنتقل منه أفضل من ترتيب النادي المنتقل اليه وذلك حتى يمنع الهلال والمريخ - أصحاب المركز الأول والثاني عادة- من إغراء الأندية الأخري ببيع لاعبيها واوقف من قبل لاعب الدرجة الأولي لمدة شهر اذا انتقل لنادي في نفس الدرجة كما حدث مع (اسامة امدوم ) وفي الدوري الممتاز فرض من خلال القواعد العامة على اي لاعب البقاء موسمين على الاقل في ناديه حتى يحافظ على ثبات التشكيلة في الأندية بما فيها الهلال والمريخ اللذان يحبان التبديل ! اجتهد شداد حتى في فرض هيبة الإتحاد على الأندية بمنع المظاهر السالبة في التسجيلات ومنع التفاوض في معسكرات المنتخب ومنع اخفاء اللاعبين في غرف التسجيلات ! كان شداد يحارب في قوة عظمى إسمها الهلال والمريخ مدعومة بالجماهير والإعلام وحتي السلطة الحاكمة في بعض الاحيان ! * نجح شداد قدر المستطاع وفشل بالتأكيد في بعض الأحيان ولكن في النهاية كان هناك صراع قائم بين قائد بفكرة والهلال والمريخ ! * تلاقت افكار شداد مع عقلاء قادوا الهلال والمريخ في فترة وحدث صراع عنيف في فترات أخرى بين شداد وقيادات أخرى ولكن شداد ذهب ليعود الهلال والمريخ للسطوة ويفعلان ما يريدان بوجود السلاح في ايدي الأطفال !! * لم يجد خليفة شداد وللاسف (تلميذه) دكتور معتصم جعفر افضل من ان يطلق كل القيود التي وضعها شداد في وجه الهلال والمريخ فقام بالغاء كل المواد المقيدة للحريات كما قال حتى لا يدخل في مشاكل مع الهلال والمريخ وذهب لابعد من ذلك مقننا للفوضي بفتح الباب امام الإعارة وسهل التجنيس وسمح بتسجيل ما يقارب المائة لاعب للنادي الواحد بالشباب والرديف والإعارة مستجيبا لكل طلبات القوى العظمي في الهلال والمريخ ! * إختلط الحابل بالنابل وعادت الكرة السودانية خطوات للوراء لتستنزف مواردها القليلة أصلا في تسجيلات (الفوشار والبوبار) * مئات الملايين تدفع بدون منطق او معرفة او دراسة للنتائج .. رجال المال والاعمال الذين يقودون الأندية هذه الأيام ينسون ان هذا أيضا (سوق) ويجب ان تحكمه حسابات الربح والخسارة لان (فوضى) السوق تقود للحريق في كل المنطقة ! * سجل المريخ بكري المدينة بثلاثة مليارات .. مبلغ أكبر من قيمة اللاعب المادية بأضعاف وأضعاف في أكبر عودة لتسجيلات التحدي والغيظ والجري وراء نجوم النادي المنافس .. وبدلا من ان يتعظ الهلال من ذلك ويقرأ تاريخ فشل تسجيلات المريخ (البوبار والدولار) فعل الهلال اسوأ مما فعله المريخ بتسجيل فيصل موسي اللاعب الذي رفض الهلال عندما كان في قمة عطائه ليقبل به الهلال بعد ان جلس على دكة احتياطي المريخ لمواسم وفشل في اقناع النادي باعادة قيده .. تسجيل فيصل موسي كرد فعل لتسجيل بكري المدينة الذي سجله المريخ في المقام الاول ليحول أنظار أنصاره ومنافسيه عن فوز الهلال بالدوري الممتاز يؤكد بان كمال شداد عندما تحدث عن عدم قدرة هؤلاء الإداريين على إدارة الهلال والمريخ كان على حق !