{ هناك ظاهرة في الكرة السودانية حيرت الجميع فاللاعب السوداني مستواه متذبذب طالع نازل ففي بعض المباريات نجد أن اللاعبين أدوا أداءً مميزًا وفي بعضها مباشرة تجد الأداء هزيلاً لا يليق بما قدمه اللاعبون في المباراة الماضية وهذه الظاهرة موجودة بكثرة في الهلال والمريخ فهل اللاعب السوداني يزيد عجرفة واستهتارًا ولعباً بلا مبالاة فالهلال الذي استقبلته جماهيره استقبال الفاتحين وعودته من رحلة المغرب بعد أن لعب مباراة كبيرة أمام الرجاء البيضاوي وكنا نعتقد أن هذا الإستقبال وهذه الأفراح الهلالية ستشد من أزر اللاعبين وتزيدهم حماسة لتقديم عرض مقنع أمام الأهلي شندي إرضاءً لهذه الجموع الحاشدة ولكن حدث العكس تماماً فقد لعب الهلال بمستوى مهزوز وأداء غير مقنع وخطوط متباعدة وكعادة كل المدربين أطلق ميشو تصريحاته أنه راضٍ عن النتيجة ولكنه غير راضٍ عن الأداء فهذه فزورة ونسأل ميشو هل الأداء مسئولية اللاعبين أم مسئولية الجهاز الفني الذي يضع الخطط والتكتيكات فهذه التصريحات مستفزة لعقول الناس وكل مدرب عندما يؤدي فريقه أداءً جيدًا يقول حققنا الأهم والمطلوب وهو حصد الثلاث نقاط وهذه التصريحات تعتبر بمثابة ذر الرماد في العيون وضحك على العقول فمتى يتحسن الأداء هل بمقدور اللاعبين أم بتوجيهات الجهاز الفني ونتناول أيضاً المريخ الذي أصبح لاعبوه يتخبطون في الميدان ويستهترون بالخصم والنقاط التي حصدوها في الممتاز وعدم هزيمته صور لهم ذلك بأنهم لاعبين كبار لا يستطيع أي فريق أن يواجههم فنجدهم دخلوا المباراة وكان الأداء السلبي والتراخي والاستهتار هو طابع ألعابهم كما أن جزيرة الفيل ساعدتهم بذلك بأدائها السلبي وعدم استثمارها للفرص وكان الارتباك واضحاً في أدائها فاللاعب السوداني لا ينفع معه الإطراء ولا تنفع معه الإشادات المتكررة فهذه أصبحت وبالاً على الكرة السودانية. { واعتقد أن سلاح النقد القوي الغير هدام والذي يتحدث عن الأداء وضعف المستوى هو الذي يؤدي إلى مراجعة اللاعب لنفسه فالمريخ رغم فوزه بالأربعة إلا أن أدائه كان صفرًا وتصريحات مدربه حسام البدري هي كسابقة تصريحات الصربي ميشو مدرب الهلال فإلى متى يظل المدربين يتحدثون عن تحقيق المطلوب فهل المطلوب هو النتيجة فقط أم أداءً ونتيجة هل هناك رؤية واضحة لتذبذب أداء اللاعبين من مباراة لأخرى وهذا هو بيت القصيد.
{ كنت أتوقع من ميشو والبدري معالجة الأخطاء التي تصاحب الأداء بدلاً من النغمة السائدة حققنا المطلوب.
{ إن المدرب الأجنبي عندما يأتي إلى السودان فإنه يتشرب بكل سلوكيات هذا المجتمع ويحب أن يجاري الأحداث ولا يشهر سلاح الانتقاد في وجه لاعبيه ولا يفرض سياسة الانضباط وذلك لكي يحافظ على موقعه بالنادي وحدثني أحد المدربين الكبار ذات مرة أن اللاعب السوداني عندما تشيد به الصحف في التمارين فإن المران القادم يكون أسوأ ناهيك عن المباريات.
{ نادييّ القمة يمارسان النفخة الكضابة ضد خصومهم الذين لو طردوا الخوف من نفوسهم وطردوا التردد لألحقوا هزيمة بنادييّ القمة وفك شفرتها ولكن هذه الأندية يطلق إدارييها التصريحات بلا دراية أو فهم وهم هواة التصريحات لشعللة المباراة ونجد ذلك في كل مباراة طرفها الهلال والمريخ ولكن عندما يأتي الملعب وهو الحكم الفيصل نجد أن هذا الفريق منهارًا رغم انهيار القمة ويتجرع هزائم قاسية بالأربعات والخمسات ويبتلع الإداريون تصريحاتهم ولكن يعودون إليها مرة أخرى في مباراة قادمة وحقاً كما قال المثل السوداني: ( من خلي عادتو قلت سعادتو)، والأغرب من ذلك أن الصحف الرياضية تفتح أبوابها لهؤلاء الإداريين الذين يعتبر كلامهم غير مفيد وأنما ثرثرة وحب ظهور ليس إلا.
{ أداء الهلال أمام الارسنال يعتبر جرس انذار لنجوم الهلال في معركتهم الكبيرة أمام الترجي فإذا حدث تقاعس وعدم جدية من اللاعبين فإن المسألة سوف تكون صعبة على الهلال خاصة أن الترجي فريق متمرس وخبير بهذه المباريات ولا اعتقد أن الأيام المعدودة سوف تمكن الجهاز الفني من تعديل الحال لأن الحال يا هو نفس الحال.
{ نتمنى من الجهاز الفني أن يعمل على معالجة الأداء الغير جيد بدلاً من الحديث المتكرر وهو حصد النقاط لأن مباراة الترجي لا تحتمل إلا المطلوب وهو الفوز الصريح الذي يمكن الفريق من اللعب في مباراة الرد بدون جمهور.
أخر الأشتات:
تعجبني رائعة الفنان المبدع مجذوب أونسة وكلمات الشاعر الكبير عزمي أحمد خليل والتي تقول: