أظهرت مباراة القمة التي جرت في احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال أن فريق المريخ يحتاج لعمل كثير حتى يحقق نتائج مشرفة في البطولة الأفريقية والتي يبدأها أمام فريق عنيد وقوي – عزام التنزاني- يحتاج المريخ لتكثيف الجهود أكثر من خلال مباريات الممتاز وأيضاً لو أدى الفريق مباراتين أفريقيتين مع أندية كبيرة حتى يقف الجهاز الفني على بعض القصور والعمل على المعالجة قبل الخوض في التنافس الفريقي. شكل المريخ في أقوى مباراتين من خلال مباراتي كمبالا سيتي التي أقيمت ببورتسودان ومباراة الهلال التي جرت على درع الاستقلال ظهر المريخ بشكل مميز خاصة في شوط المباراتين الأول وقدم مردوداً طيباً في شكل ومظهر الفريق من خلال التجانس والحركة والفاعلية ما جعل الوصول لمناطق الخصوم سهلاً وسريعاً، ولكن ما يعيب أن الوصول لا يترجم إلى أهداف، فالوصول عبر الأطراف والوسط سهل من خلال تحرك طرفي الدفاع مصعب عمر وبله جابر - وكذلك رمضان عجب - كما أن كراتهما المعكوسة من الأطراف أمام مرمى الخصوم كانت الاستفادة أقل من المجهود المبذول خاصة في مباراة القمة والتي فشل بكري المدينة والان وانغا في ترجمتها، وذلك لضعف الترجمة لأهداف من خلال خط الهجوم ولاعبي الوسط المتقدمين لحظة الهجمة. بكرى ووانغا لو استغلا الفرص التي وجداها خلال المباراتين لكانت الحصيلة أكبر فاكتفيا بهدف لكل واحد في مباراة كمبالا، كما فشلا في مباراة القمة في التسجيل رغم المجهود الكبير لبكري المدينة ولو ركز في مباراة القمة لكانت النتيجة غير. بله جابر في مباراة القمة تحرك جيداً ولكن عكسياته لم تكن بالصورة المتقنة أي لم يلعب الكرة بالطريقة السليمة التي يمكن أن يستغلها أحد المهاجمين. مصعب رغم أنه يجيد العكسيات الساقطة بطريقة مميزة لحظة تحركه ولكن ما يعيب مصعب أن مردوده الدفاعي فيه بعض العيب وهو متابعة المهاجم دون الانقضاض أو المزاحمة حتى يستفيد الخصم من الكرة المعكوسة بالقرب من الكورنر، وهذه الكرات تحد كثيراً من أداء ومجهود لاعبي الدفاع ومحوري الارتكاز، فعلى مصعب أن يعدِّل من طريقة كيفية الدفاع عن منطقته حتى لا يدع مساحات للخصوم، خاصة أن الخصوم الأفارقة يمتازون بالسرعة والقوة. متوسطي الدفاع كثيراً ما لاحظنا أن هناك عدم تفاهم بين متوسطي الدفاع خاصة علي جعفر وأمير كمال، حيث دائماً ما يعتمد الأول على الدخول بالانقضاض دفعة واحدة وهذا سلاح ذو حدين فإن لم تخرج الكرة من قدم الخصم شكلت خطورة يصعب معالجتها أو ارتكاب مخالفة ما يعرِّضه للكروت الملونة. كما أن أكثر من هدف في المباريات الإعدادية خاصة مباراتي شالكا الألماني وكمبالا سيتي اليوغندي، نتجت عن طريقهما، فالثلاثة أهداف من خلال المباراتين عن طريق متوسطي الدفاع، هدفان مرور عبر متوسطي الدفاع وهدف كرة ساقطة لم تجد المتابعة والتفاهم. وأن لم تعالج هذه الظاهرة فقد تكون القشة التي يمكن أن تقصم ظهر المريخ أفريقياً. الشوط الثاني ودخول الأهداف لوحظ أن من خلال مباريات المريخ أمام شالكا وكمبالا والهلال يؤدي المريخ في شوط اللعب الأول أداءً قوياً، أما في الشوط الثاني يقل رتم الأداء وتأتي الأهداف في الشوط الثاني، فلا يعقل أن تدخل أربعة أهداف في ثلاث مباريات في الشوط الثاني، وهذا دليل على عدم التفاهم في خط الدفاع والذي يكون الأداء أقل من الشوط الأول.