ريماز عثمان محمد خليل طالبة كلية التربية بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا ، تبلغ من العمر 23 عاما ولجت عالم التحكيم عن رغبة اكيدة ساعدها في ذلك تواجد والدها في ذات المجال، وبالرغم من تخوف والدتها من تعرضها للمخاطر لما يحدث داخل استادات كرة القدم إلا انها حققت نجاحا أهلها لتصبح حكمة دولية بعد نيلها الشارة الدولية عقب اختيارها التواجد على الخط كحكمة راية ، قوون التقت بالحكمة ريماز وخرجت منها بالإفادات التالية: *بداية أروي لنا حكايتك مع التحكيم؟ حكايتي مع التحكيم بدأت من داخل المنزل تأثرا بوالدي الذي مارس التحكيم في قطاع الناشئين بالخرطوم بجانب عمله سكرتيراً للقطاع لثلاثة مواسم ومازال يعمل بصفته عضوا ويشارك في ادارة المباريات ايضاً فكان ذلك بمثابة الدافع لي ما أدى الى ان تتحول الهواية الى ممارسة مهنة. *وهل كان لك علاقة بالرياضة؟ لا علاقة لي بممارسة الرياضة سوى المشاركات العادية ضمن فرق المدرسة الثانوية حيث لم يتعد ذلك سور المدرسة ، وكنت قد مارست الكرة الطائرة فقط خلال تلك الفترة ولكن عندما التحقت بكلية التربية الرياضية جامعة السودان اتيحت لي الفرصة لممارسة جميع الرياضات وذلك لطبيعة دراسة (التربية البدنية)، بل شاركت في تأسيس منشط الجمباز بالكلية . هل تهيبت فكرة مرأة حكمة لكرة قدم يمارسها الرجال؟ عندما ولجت عالم التحكيم عن رغبة لم اكن اعلم ان هنالك حكمات يُدرِن المباريات ومع ذلك لم اتهيب التجربة لانني كنت على قناعة تامة بنجاحي في مجال التحكيم لاصراري الكبير ولكن عندما وجدت عدد من الحكمات زاد حماسي . *هل أدرتِ مباريات رسمية ؟ نعم أدرتُ عدد من المباريات في دوري الناشئين لمدة عام بعدها التحقت بالاتحاد المحلي ولاية الخرطوم وشاركت في دورتين تدريبيتين ومن ثم حكمت في الدرجة الثالثة وكذلك عدد من المباريات في دار الرياضة امدرمان وكذلك ليق الخرطوم وعقب اجتياز الامتحانات تم اختياري ضمن النخبة (المرشحون للدولية) وكان ان اجتزت الامتحان ونلت الشارة الدولية في الشهر الماضي. *ماهي المؤهلات التي اوصلتك الى الدولية؟ لاجتياز امتحانات الشارة الدولية هنالك امران لابد منهما اولاً اجتياز امتحان اللغة الانجليزية وكذلك اختبارات اللياقة البدنية واستطعت تحقيق النجاح في كليهما وهو امر ليس باليسير كما انه يسهل حدوثه. اما فيما يتعلق بالتدريبات التي كنت أؤديها قبل امتحانات الشارة الدولية فقد كنت حريصة على التدرب بمفردي (تدريباتي الخاصة) على مضمار جامعة السودان يومياً، اما اما تمرين الاتحاد فهو يقام يوم السبت فقط من كل اسبوع وكنت حريصة عليه، وبالطبع تشتمل التدريبات على عناصر اللياقة، ويشرف عليها ممرن مختص. *إحساسك وانتِ تنالين الشارة الدولية في فترة وجيزة، وهل باستطاعتك ادارة مباريات في الممتاز؟ بالتأكيد سعدت كثيرا بنيلي الشارة الدولية فهي كانت هدف بالنسبة لي مثلي مثل اي حكم يحلم بالتطور والوصول الى العالمية، اما ادارة مباريات في الدوري الممتاز فهي ايضاً حلم اسعى لتحقيقه وثقتي في مقدراتي تجعلني ادير مثل هذه المباريات سيما وان الظهور في الدوري الممتاز يعتبر نجاح بالنسبة لي باعتبارها البطولة الاولى والنجاح فيها يمثل دافعا كبيرا بالنسبة لي ويؤكد تفوقي اذا حدث ذلك ونجحت. *من خلال ادارتك للمباريات هل واجهتك اي صعوبات وانت داخل الملعب؟ لم يحدث ان واجهت اية مشاكل في ادارة المباريات بالرغم من تواجدي بالقرب من الجمهور بحكم انني حكم راية، وكانت هنالك حادثة واحدة فقط تعرضت فيها للإساءة من قبل الجمهور وثاروا في وجهي واستنكروا ادارة فتاة لمباريات الرجال ولكني تماسكت واستطعت اجتياز التجربة بعد ان تبدل الحال وسط الجمهور وأشادوا بي عقب نهاية المباراة. *لماذا كان اختيارك للراية وليس حكم في الوسط؟ وجدت نفسي كحكمة للراية وسبق لي ان ادرت مباراة من وسط الملعب في إحدى المباريات بالكلية وكانت تجربة مفيدة بالنسبة لي وجعلتني افضل بين العمل كمساعدة أو ادارة المباراة من الوسط ، ولكن هذا لا يعني انني لا استطيع ادارة اي لقاء من وسط الملعب فبإمكاني فعل ذلك وهو امر يجب ان يستعد له حكم الراية تحت اية لحظة لانه ربما يحدث امر طارئ يمنع حكم الوسط من إكمال اللقاء. *بحكم انك تنتمين لرياضة المرأة مارأيك في كرة القدم النسوية؟ لا يوجد نشاط لكرة القدم النسوية بالمعنى المطلوب فالكل يتابع التطور الكبير الذي حدث لكرة القدم النسوية، واصبحت هنالك منتخبات كبرى نشاهدها من خلال بطولة العالم للمنتخبات والتي تتكون -اي المنتخبات- من لاعبات يتبعن للاندية لذا التراجع الذي نراه هنا في السودان يعود الى عدم وجود تنافس حقيقي، واذا توفر هذا الاعداد فبإمكان منتخبنا الوطني للسيدات أن يحقق ما لم يحققه منتخب الرجال سيما وان المنتخب النسوي يضم في صفوفه عناصر جيدة فقط ينقصها التنافس القوي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يتم ادخال كرة القدم النسوية في الاندية مثل الهلال والمريخ والموردة حتى يصبح النشاط فعليا وليس اسميا عبر دوري يشبه بطولة الدوري الممتاز للرجال؟ والا فما هي الفائدة من تكوين المنتخب؟. *حدثينا عن دور اتحاد كرة القدم تجاه الحكمات؟ الاتحاد دائما ما يقف بجانبنا ويبذل الكثير من الجهود لتوفير كل ما نحتاجه بجانب إقامة الدورات التدريبية التي تؤهلنا والدليل على ذلك وصول عدد الحكمات اللائي نلن الشارة الدولية الى ثمان، وهنالك من شاركن في ادارة مباريات خارجية في التصفيات الافريقية بمصر ورواندا . *ختاما؟ اود ان اتقدم بالشكر لكل من دعمني وساهم في دفعي الى الامام واخص والدي الذي ساندني كثيرا ووالدتي التي تخوفت كثيرا من ادارتي للمباريات لما يحدث من شغب داخل الاستادات؛ وعبركم ارسل التحية لزميلاتي الحكمات واتمنى ان نوفق جميعنا في ذلك.
والدي دعمني .. ووالدتي تخوفت من دخولي الاستاد قالت الحكمة الدولية ريماز عثمان انها وجدت الدعم من قبل والدها فهو من شجعها على الدخول الى عالم التحكيم واكسبني ذلك شجاعة لمواجهة التجربة التي قد تتهيب منها الكثيرات، وبالمقابل وجدت المعارضة من والدتي لتخوفها من التفلتات التي عادة ما تحدث داخل الاستادات وهو الامر الذي اعتبره عادياً ويمكن حدوثه في كل ملاعب العالم وليس هنا في السودان فقط.
رسالتي الى رسالتي اوجهها للفتيات لخوض تجربة تحكيم كرة القدم وعدم التخوف فإذا توفرت الرغبة والإرادة يمكن ان نحقق كل ما نحلم به واتمنى ان يرتفع عدد الحكمات ونرى فرق سيدات وتنافس قوي حتى نرى منتخبا قوياً ينافس المنتخبات الكبرى في المنافسات الخارجية بل يمكن ان يذهب بعيداً ونراه مشاركاً في كأس العالم كبقية المنتخبات ، وهنا يبرز دور المسؤولين عن اللعبة في تحقيق ذلك.