قبل أن أكتب في موضوع مادة اليوم أستأذنكم أن أحكي هذه القصة التي أثقلت أحداثها على قلبي كثيرا اليوم. حضرت مرهقا للغاية من العمل أحمل كالعادة هداياي لفلذتي كبدي. .. كانت الهدايا عبارة عن اقلام واوراق فمريم وأختها تعشقان الشخبطة بالألوان والأقلام. ..ما هي إلا بضع دقائق معدودة إلا وبدأت حبيبتي مريم في الصراخ والبكاء محتجة على أن (الكلم ) وهو القلم بلغتها لا يكتب وتصاعدت حدة البكاء إلى درجة كبيرة جدا فأصبحت أميرتي بالكاد تستطيع أن تلتقط انفاسا تساعدها على مواصلة البكاء..!! وعلى غير وعي مني وجدت نفسي اصرخ في وجهها طالبا منها أن تكف عن البكاء ففعلت على الفور (خوفا) من (حبيبها ) الذي تحول في لحظة الى مخلوق قاس جدا !! هكذا أحسست بنفسي لتنتقل بعدها نوبة البكاء من مريم الى أبوها فكانت طفلتي ذات الثلاثة أعوام ونيف أعقل وأكبر مني وهي تواسيني وتمسح دموعي بيديها وتبكي لبكائي وهي تردد (معليش يا هبيبي ) فشعرت أنني أنكرت كل حب مريم لي !! هذا الحب الذي لا أستحقه كما شعرت وقتها! نعم (كبير كدا وببكي ) فلأول مرة أشعر أنني كنت فظا غليظ القلب معها وهي التي وعلى الدوام لا تتنازل عن أية فرصة تقربها مني لتطبع قبلة على أي مكان في جسدي وكثيرا ما يكون هذا المكان قدماي حينما تخلع بيديها الصغيرتين الجميلتين حذائي حين عودتي التي تنتظهرها بفارغ الصبر من ال( أودل ) أو الشغل كما تنطقها هي وأختها وأريام قررت بعد ذلك مباشرة أن أكتب وأحكي للجميع ذنبي علني اجد راحة من الألم الذي أشعر بوخذات أسنته في قلبي الآن وأسألكم الدعاء بأن يحفظ الله لي أم مريم ومريم وأختها أريام وأسأل الله أن تقرأ مريم في يوم ما هذا المقال فتعلم أنني آسف ونادم على ما فعلت. .. آسف يا حبيبتي. خارج الإطار : الحارس المصري عصام الحضري الذي تعاقد معه المريخ لحراسة مرماه لفترة ثلاثة مواسم هو أجير لدى نادي المريخ وبحسب ديننا الحنيف فإننا مطالبون بأن نعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه. .. ورئيس نادي المريخ المسئول أمام الله عن هذا الأجير وبحسب تصريحاته لم يفعل ذلك فحسب ولكنه أعطى الأجير عصام الحضري حقه ( قبل ) حتى أن يعرق (من المكيف للماتش ) وفي هذا كرم ما بعده كرم بلا شك وطيبة ما بعدها طيبة ومجاملة لا تحدث إلا عندنا نحن في السودان ولكن هل قدر الحضري هذا الأجير الذي يمشي على الأرض مرحا و يظن أنه سوف يبلغ الجبال طولا ! للأسف لا لم يفعل الحضري هذا. أجير المريخ عصام الحضري الذي ومنذ لحظة ولادته في الدوري السوداني بعد اربعين عاما مضت على ولادته في منطقة كفر البطيخ كان محل دلع ودلال ورعاية كل أهل المريخ إدارة ولاعبين وجمهور. .. وهذا الأجير صبر عليه الجمهور وغفر له كثيرا جدا من الأخطاء التي لم يكن ليغفرها لأي لاعب يرتكبها في حق المريخ الفريق الكبير صاحب القاعدة الجماهيرية العظيمة وسامحته على الكثير من الإستفزازات التي كان يضعها طي تصريحاته التي يطلقها هنا وهناك وصبرت على غيابه المتواصل عن التمارين واستقبلته بالتصفيق والهتاف والأحضان رغم الغياب المتعمد! ولكن هل قدر أجير المريخ كل هذه الإعتبارات والتضحيات !! ابدا ابدا لا لم يقدر كل هذا بل واصل وتمادى في غيه وأظهر عدم تقديره واحترامه لرئيس المريخ وجمهور المريخ وأنكر الأجير عصام الحضري كل شيء قبل صياح الديك وكم كان متأخرا جدا قرار رئيس النادي بأن الحضري قد أجحف في حق المريخ وظلمه ظلم الحسن والحسين وعادل وابراهيم فأعلن الطلاق والفراق بين النادي وأجيره عل قليلا من الهيبة يسترد وعل الأجير يندم على ذنب التطاول على من منحه الأجر دون أن يعرق قف: هذا فراق بينك والمريخ