تمضي الساعات رويداً رويداً نحو اللقاء الافريقي المرتقب بين عملاقين جمّلا ساحات اللعب الافريقي الانيق.. عملاق أمدرمان وفارسها المتوج دوماً بالألقاب، و صاحب التاريخ والمجد التليد وعملاق باب سويقة «حديد لاقي حديد» ، المريخ والترجي التونسي مواجهة قوية ومتعة كروية منتظرة من الجانبين . 48ساعة تفصلنا عن مباراة عنوانها العريض «هنا ستدفن أحلام التوانسة» وستدك بحول الله وتوفيقه حصون «الترجاويه» الفريق الصعب المراس، قوي الشكيمة الصديق الدائم لكل الالقاب الافريقية بمختلف مسمياتها وألوانها في تأكيد على مهابة الأحمر والأصفر التونسي.. نعم هي أجمل الالوان ولكننا نحبها أن تكون متوشحة في صدور لاعبي المريخ «مش على كيفنا». وتمضي التحضيرات على المستوى الفني بمستوى جيد، ورفاق أمير كمال يؤكدون يوماً بعد الآخر جاهزيتهم التامة للموقعة المرتقبة وتحفزهم وتلهفهم للفوز وتأكيد الجدارة المريخية وهو ما نتمناه حقيقة على ارضية الميدان. المباراة بكل تأكيد صعبة على الورق ولكنها ليست مستحيلة إن تعامل اللاعبون بمسؤولية وتقدير لروح الفانلة الحمراء «تميمة النصر المؤكدة»، فالشواهد تقول أن اللاعبين أدركوا أهمية المقابلة ، وتبقى فقط وضع اللمسات الختامية للفوز داخل المستطيل الأخضر بمساعدة الجمهور الأحمر العاتي ، هيبة الملاعب وزلزالها ، والذي مافتئ يؤكد يوما بعد الآخر انه معلم وصاحب مبادرات فريدة في التشجيع والمؤازرة والمساندة رسمها عديد المرات آخرها في مباراة الفريق الانغولي العنيد كابوسكورب في ذهاب دور ال 32 لمسابقة رابطة الابطال الافريقية وحينها ادرك الجميع سر عظمة هذا الجمهور العجيب ، فكانت لهم كلمة السر في حسم المنازلة قبل أن تبدأ يومها، وهو ما ندعو له ونتمناه في معركة السبت الأخضر. وتحل بين ظهرانينا مساء اليوم بمطار الخرطوم بعثة الفريق التونسي عبر طائرة خاصة مشتركة مع بعثة النجم وهو ممثل آخر للكرة التونسية في المسابقة الافريقية الكونفدرالية حيث تغادر الى دار السلام لمواجهة فريق الشباب التنزاني، ويقود البعثة التونسية رئيس النادي حمدي المدب في تأكيد صريح على اهتمام ادارة الفريق بالمباراة ومدى تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الذهاب؛ وكذلك بث أجواء من الثقة وسط لاعبي فريقهم ، وما يهمنا هنا حسن استقبال بعثة نادي الترجي الرياضي وإكرام وفادتها من قبل محبي وأنصار المريخ في تأكيد على ريادتنا على كافة الأصعدة ، وحتى نعكس صورة مثالية ورائعة عن هذا الوطن الجميل الذي يرحب أيما ترحيب وحفاوة بكل ضيوفه من كل بقاع العالم ، ولا نريد بأي حال من الاحوال تعكير اجواء المواجهة المنتظرة بأشياء جانبية ، وندرك تماماً بأن مثل هذه الممارسات بعيدة كل البعد عن جمهورنا الرياضي الواعي، ونعم «لضرب» التونسي داخل الميدان فقط . يجب أن تبدأ منذ ساعات اليوم التحضيرات من قبل الانصار والمحبين للمقابلة المصيرية بحشد كل الطاقات والحناجر ، وتجهيز الدفوف وأدوات التشجيع «لا للاجتماعات الكثيرة المملة والتنظير» للجان المختلفة التشجيعية ، هذا ليس أوان «كلام ساي» فالمهمة لشعب الأحمر كبيرة تستلزم التآزر والتعاضد من كل مكونات المجتمع المريخي ، فلا شيء سوى الحسم آخر الاشياء ياغارزيتو عليك «الرك» فلاتخذلنا ارجوك. شيء أخير إلهي أذهب البأس ، أشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء.