* دعونا نتفاءل بان يستمر قرار رفض التجنيس الى اطول فترة ممكنة .. ومن بعد ذلك يمكن ان نحلم بان يكون قرارا نهائيا بمنع التجنيس الا استثناء كما يحدث في كل العالم ووفق احتياجات الدولة وليس احتياجات الاندية ! * قرار رفض التجنيس ولو من باب (الهرشة) ظهرت نتائجه الايجابية سريعا حيث جلس مجلسا الهلال والمريخ ليراجعا كشفي الفريقين .. فقد كانت (فوضى) التجنيس تجعل الناديين يسجلان كما يحلو لهما وبعد ذلك يشطبان او يعيران ! المريخ راجع موقفه من تراوري وقرأ من جديد خارطة الفريق ودقق كثيرا في اختيار اللاعبين الاجانب واعاد عددا كبيرا من المصابين وناقش بجدية قضية الاحلال والابدال .. الهلال اوقف اجراءات وصول (كوريا) لاعب الدرجة الثانية في قطر ولاعب الرفاع البحريني احد اضعف الاندية العربية في واحدة من اضعف الدوريات .. ومن المتوقع ان يعيد الهلال المالي موسى تيجانا من حيث أتي وهو اللاعب الذي لا تسنده اي سيرة ذاتيه وايجابياته لا تظهر إلا اذا قارناه مع (كوريا) او مع المصاب (كانوتيه) لنقول انه على الاقل كان ينشط الى قبل اسابيع في دوري الاولى بالسعودية .. * الغاء التجنيس ولو كان من باب (الاشاعة) جعل الهلال يحصر تسجيلاته في لاعبين اجنبيين فقط .. ويركز على رأس حربة وصانع العاب .. ثنائي حتى ولو فشل فان الضرر يبقى في حدود المعقول والمنطق يقول ان ضرر واحد ليس مثل اثنين وضرر اثنين ليس مثل اربعة وضرر اربعة ليس مثل ثمانية .. * ايقاف التجنيس خطوة تأخرت كثيرا رغم وضوح ضرره من كل النواحي .. فمن ناحية هيبة الجنسية السودانية فان هيبتها قد ضاعت بسهولة نيلها للاعبين مصابين او انصاف مواهب وهناك من نالها قبل ان يصل للسودان وهناك من يحملون الجواز السوداني بدون ان تكون لهم جنسية او قبل استخراج الجنسية ! * يركز الاعلام على الهلال والمريخ ولكن المشكلة اكبر من ذلك بكثير فكل اندية الممتاز لديها مجنسين تقريبا وهناك لاعبين في اندية الدرجة الاولى والثانية والثالثة للاسف مجنسين .. * اللاعب المجنس المصاب او ضعيف المستوى مثله مثل السلع الاستفزازية او اسوأ .. ومن الغريب انه في دولة توقف (الشكولاته) باعتبارها سلعة استفزازية او سلعة تستهلك الدولار الحار تسمح باستيراد لاعبين منتهين الصلاحية .. اقل حاجة الشوكلاته مكتوب عليها تاريخ صلاحية ! * نحن لسنا ضد الاجانب ولكن عندما حدد الخبير الدكتور كمال شداد العدد بثلاثية كان علي علم ودراية بحكم خبرته بهذه الفوضى وضياع الاموال وعدم الاستقرار الفني .. شداد لم يكتف بذلك بل وضع شروطا للاعبين الاجانب من بينها الحالة الصحية وبعد غيابه شاهدنا المصابين يسجلون رغم ان كل الصحف تكتب عن اصاباتهم الخطيرة .. وحدد شداد سن الاجنبي بثلاثين ولكن معتصم جعفر الذي لا يريد صداما مع الهلال والمريخ الغى هذه الفقرة .. * ومن غرائب الامور ان اتحاد الكرة ناشد رئيس الجمهورية بايقاف التجنيس .. بينما يمارس الاتحاد نفسه فوضى اكبر من التجنيس تسمي (الاعارة) فكل نادي في اندية الممتاز لديه عدد غير محدود من اللاعبين عبر هذه (الاعارة) فاصبح الكشف مفتوحا مع فتح الاعارة واصبح النادي يخزن اللاعبين في اندية اخرى واصبح الدوري الممتاز (سمك لبن تمر هندي) لاعب المريخ في الاهلي ولاعب الاهلي في النسور ولاعب النسور في الهلال ولاعب الهلال في هلال الابيض ! * ومع نهاية الموسم .. لا تعرف من يعود ومن يذهب .. فوضى تفتح الباب امام التواطؤ وامام تكديس اللاعبين وامام قتل المواهب وتشتت ذهنية اللاعب الذي يجد نفسه متنقلا بين ثلاثة او اربعة اندية في موسمين ! * الكرة السودانية فقدت هيبتها ونظامها .. لذلك فإننا سعداء وبعد فترة بسماع خبر يعيد شيئا من النظام مثل خبر الغاء التجنيس . متمنين ان لا تفلح (التحانيس) في الغاء هذا القرار ان كان قد صدر فعلا !!!!!!!!!!
