صانع الألعاب أو ( البلي ميكر ) أصبح في العصر الحديث من اللعبة الشعبية الأولى في العالم كرة القدم نادر التواجد والظهور ..فريق الهلال واحد من الفرق صاحبة الاسم الكبير في القارة السمراء وتعود خلال السنوات الأخيرة على التواجد في الأدوار النهائية لكبرى بطولات الأندية الأفريقية دوري الأبطال و المنتخب السوداني كذلك رأيناه منذ العام 2008 مشاركاً في بطولة الأمم الأفريقية بصورة غير راتبة .. لكننا اليوم بصدد تحقيق حول مشكلة صناعة اللعب في فريق الهلال والمنتخب الوطني حيث أصبح الاثنان يعانيان خلال الفترة الأخيرة من عدم وجود صانع الألعاب الماهر في التشكيلة الأساسية لأي منهما فما هو السبب الحقيقي وراء اختفاء صاحب هذه الخانة سواءً كان في المنتخب الوطني أو في فريق الهلال؟ إهمال مدربين؟ أم تغيير في الخطط والتكتيك؟! عدد من الصحفيين الأهلة والمدربين وقدامى اللاعبين أجابوا عن هذه المسألة بكل صراحة ووضوح فماذا كانت آراؤهم ... هذا ما سنعرفه في التحقيق التالي : غارزيتو ابن أوديني الإيطالية جنى على الهلال وعلى نفسه المدير الفني الايطالي الفرنسي المسيو دييغو غارزيتو – المدير الفني الحالي لفريق المريخ- انطبق عليه المثل القائل ( على نفسها جنت براقش ) , والمقصود هنا هو أن الفرنسي الايطالي الذي كان مديرًا فنياً لفريق الهلال في الموسم 2013 كان قد أدلى بتصريحات صحفية خلال الحرب المشتعلة بينه وبين قائد الهلال حينها الكابتن هيثم مصطفى أكد فيها أنه ليس بحاجة لخدماته, لكن الرجل صاحب (العيون الخضراء) سرعان ما عاد للتراجع عن تصريحاته خلال معسكر الفرقة الزرقاء الذي عقد بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا استعدادًا للمشاركات الأفريقية وخوض موسم محلي جديد بعد أن قام مجلس الهلال بشطب اللاعب من كشوفات الفريق وتملص منها وقال إنه لم يدل بمثل هذه التصريحات أو أن من نشرها لم يفهم سياق حديثه! ليحمل حديثه ذاك يومها اعترافه واضحاً منه بنهاية عصر صناعة اللعب في الهلال ومن هنا بدأت المشكلة. معادلة غريبة في الفرقة الزرقاء غاب صانع الألعاب عن الأزرق في الدورة الأولى للممتاز فكانت الحصيلة 17 هدفاً ! في الدورة الأولى للدوري الممتاز في الموسم الحالي غاب صانع الألعاب الحقيقي عن فريق الهلال فكانت المحصلة الزرقاء من الأهداف في شباك المنافسين 17 هدفاً بالتمام والكمال !! الغريب في أهداف الهلال في الدورة الأولى للدوري الممتاز الحالي أن مهاجمي الفريق الصريحين لم يحرزوا منها سوى 5 أهداف جاءت على النحو التالي : مدثر كاريكا ( 1) صلاح الجزولي (2) محمد عبدالرحمن ( 1 ) فيما تبادل إحراز البقية لاعبو الوسط حيث بلغ عدد أهدافهم ( 11 ) هدفاً , فيما كان نصيب خط الدفاع الهلالي من الأهداف السبعة عشر المحرزة في شباك منافسي الأزرق هدف واحد أحرزه القائد سيف مساوي. قال إن صانع اللعب التقليدي ليس من سمات الكرة الحديثة أبو شامة : كل الفريق لديه القدرة على صناعة اللعب ووجود خالد بخيت يكفي!! قائد فريق الهلال السابق ولاعبه الأزرق المحوري محمد عبد القيوم أبو شامة اعتبر أن كرة القدم أصبحت لعبة جماعية حيث من الممكن أن تبدأ صناعة اللعب من حارس مرمى الفريق وصولاً إلى رأس الحربة , وأضاف أبو شامة: إن خانة صانع الألعاب الصريح باتا من الماضي في كرة القدم الحديثة , وقال أبو شامة: إن الهلال لن يعاني من عدم توفر صانع الألعاب خلال مشاركته في دوري مجموعات الأبطال نسبة لوجود المدرب المساعد الكابتن خالد بخيت ضمن منظومة الجهاز الفني وهو قادر على التعامل مع هذه المسألة , وأضاف: إن وجود المعلم خالد بخيت ضمن منظومة الجهاز الفني الهلالي أسهمت في الاستقرار الفني للفريق الأزرق خلال الفترة الماضية وقادت الهلال إلى دوري مجموعات الأبطال الأفريقي . عاكف عطا ...رأي مختلف: في الكرة الحديثة كل الفريق يصنع ويسجل ونيلسون قادر على أداء المهمة بنجاح لاعب الهلال وقائده الأسبق عاكف عطا بدأ حديثه بالقول : مدربو كرة القدم الحديثة باتوا لا يعتمدون على صانع الألعاب الحقيقي وآخر صانع ألعاب حقيقي في الهلال والمنتخب الوطني كان لاعب الأزرق السابق هيثم مصطفى , إلا أن عاكف عطا اعتبر أن لاعب المحور الغاني في فريق الهلال نيلسون من الممكن أن يؤدي هذه المهمة بنجاح , وقال عاكف عطا: إن غياب صانع الألعاب لن يمثل مشكلة أمام الهلال في دوري مجموعات الأبطال، حيث أصبح لاعبو خط الوسط والمدافعون يحرزون الأهداف بالإضافة للمهاجمين، وقال عاكف: إن خطط اللعب التقليدية انتهت وباتت الأجهزة الفنية لمعظم الفرق والمنتخبات العالمية تعتمد على الجماعية والتسجيل . المدرب والمحلل الفني محمد الفاتح رابح: المنتخب والهلال فقدا صانع الألعاب بعد شطب هيثم مصطفى من الأزرق المدرب والمحلل الفني محمد الفاتح رابح اعتبر أن الكرة السودانية ممثلة في المنتخب الوطني وفريق الهلال على وجه التحديد قد فقدا صانع الألعاب الحقيقي حينما تم شطب قائد فريق الهلال السابق هيثم مصطفى، وقال محمد الفاتح رابح : حتى الآن لم يظهر صانع ألعاب بالمعنى الحقيقي في فريق الهلال أو حتى على مستوى الكرة السودانية عموماً واعتبر رابح أنه رغم ذلك فإن الهلال لن يتأثر بغياب صانع الألعاب الحقيقي خلال مشاركته في دوري مجموعات الأبطال وواصل قائلاً : كرة القدم الحديثة باتت تعتمد على الجماعية في الأداء فكل الفريق يستطيع تسجيل الأهداف ذلك الفريق يهدف والكل يدافع . شجرابي "ضرب" حجراً حول الموضوع لكنه لم "يهرب" من الإجابة: صانع الألعاب يجب أن يكون موهوباً وأحبذ وجود اللاعب صاحب الحلول الفردية الأستاذ عبد المنعم شجرابي الصحفي الهلالي صاحب التاريخ العريض في نادي الهلال سألناه خلال هذا التحقيق عن أسباب غياب اللاعب صانع الألعاب من تشكيلة الهلال هل هو بسبب إهمال الأجهزة الفنية أو بسبب الخطط والتكتيكات في الكرة العالمية الحديثة فأجاب شجرابي قائلاً : كل الأسباب التي ذكرت من الممكن أن تكون صحيحة , وأضاف : في الأساس اللاعب صانع الألعاب يجب أن يكون موهوباً بمعنى الكلمة إضافة إلى ذلك فإن صانع الألعاب يجب أن تتوفر فيه النزعة الهجومية أكثر من الدفاعية وهو قادر على صناعة الأهداف وإحرازها معاً , وقال الأستاذ شجرابي : خلال الموسم الحالي الأهداف التي أحرزها الهلال أفريقياً في شباك منافسيه أحرزت بواسطة مدافعين أو لاعبي وسط وزاد أن خطط اللعب العالمية أصبحت تطبق بصورة جماعية داخل أرضية الملعب بمعنى أن الفريق كله يهاجم في حالة الاستحواذ وكذلك يدافع الفريق كله في حالة الفقدان , وطالب شجرابي بأن يكون هناك اللاعب صاحب الحلول الفردية في أندية القمة إلى جانب اللاعب الذي يمتلك مهارة التسديد البعيد . «أبو علي» يشن هجوماً على تسجيلات "الجلابة" حسن عبد الرحيم : تعدد الأجهزة الفنية أضر بالاستقرار .. والهلال الآن لديه أكثر من صانع ألعاب ... والتوليف أضر بالأزرق الأستاذ حسن عبد الرحيم مستشار تحرير الزميلة عالم النجوم اعتبر أن تعدد المدربين وتغيير الأجهزة الفنية المستمر في فريق الهلال وعدم استقرار الأجهزة الفنية سبب مباشر في اختفاء صانع الألعاب الماهر، وقال حسن عبد الرحيم: إن الأندية مليئة بالمواهب لكنها تسجل بالمليارات بناءً على رغبة الإداريين , وأضاف المدرب يعرف مواطن الضعف والقوة في فريقه لكن تسجيلات ( الجلابة ) هي التي تسيطر على الساحة , وأكد حسن عبد الرحيم قائلاً : الهلال الآن لديه أكثر من لاعب صانع ألعاب لكن التوليف الذي اعتمد عليه معظم مدربي الأزرق هو من أضر بالفريق , وأكد حسن عبد الرحيم أن الهلال مثله مثل بقية الأندية الأفريقية في مسألة غياب صانع الألعاب، وقال: إن الأندية التي تنافس الهلال أفريقياً أصبحت بالنسبة له أحمد وحاج أحمد في نفس المشكلة وهي فقدان اللاعب صانع الألعاب . عمرابي يضع يده على جرح الكرة السودانية الأول: خطط الفرق باتت تعتمد على الجماعية ولكن لهذا السبب ظهرت المشكلة! رئيس تحرير الزميلة عالم النجوم الأستاذ عمرابي محمد عبد الماجد بدأ حديثه قائلاً : صانع اللعب التقليدي بات من خطط العصر القديم في كرة القدم حيث أصبح الأحد عشر لاعباً داخل أرضية الملعب هدافين وأصبح جميع اللاعبين كذلك صانعي لعب بمعنى أن خطط الفرق باتت تعتمد على الجماعية في الأداء والصناعة والتسجيل , وقال عمرابي واحدة من مشاكل صناعة الألعاب في السودان هو إننا لا نمتلك تدريبات على مستوى المراحل السنية أو المدارس لتدريب اللاعبين على هذه المهارة , لكن عمرابي قال: إن الهلال لن يعاني كثيرًا خلال مشاركته في دوري مجموعات الأبطال من معضلة عدم وجود صانع الألعاب بسبب ضم البرازيلي اندرزينهو إلى جانب المتواجد أصلاً في القائمة الزرقاء المالي عمر سيدي بيه ، وقال: إن المدير الفني لفريق الهلال التونسي نبيل الكوكي قادم من مدرسة تدريبية حديثة ولن تقف أمامه عقبة في هذا الأمر .