حان الوقت لتصحيح الاخطاء .. والتوجه السليم نحو البطولة فى نسختها القادمة جاءت خسارة نادي الهلال من الترجى التونسي بتونس بمثابة نهاية حلم جميل راود كل عاشق هلالى لمعانقة البطولة الافريقية التى طال انتظار كل العشاق لها . واصطدمت بواقع مرير يتمثل فى عدم استفادة الهلال من اخطائه السابقة وهذه الاخطاء ليست هي المرة الاولى التى يصل فيها الهلال الى دورى مجموعات ابطال افريقيا وليست المرة الاولى التى يصل فيها الفريق الى الدور نصف النهائي ولكن عدم استفادته من الاخطاء فى كل مشاركات الفريق دائما ما تقصم ظهر الفريق بخروج لا يكون فى الحسبان واذا نظرنا الى مشاركات الهلال فى دورى ابطال افريقيا بمسماه الجديد والتى بدات فى العام 2007 وهى المشاركة الاولى للهلال فى البطولة بنظامها الجديد نجد ان الفريق قدم مستويات قوية جدا وكان الحصان الاسود فى البطولة ولعب فى مجموعة قوية وقتها حيث ضمت الى جانبه كلا من الاهلى القاهرى والترجي التونسي واسيك العاجي وهى فرق ذائعة الصيت فى افريقيا ولكن بالرغم من ذلك قدم الهلال اجمل عروض واقوي اداء فى تاريخ مشاركاته فى بطولات افريقيا واحتل المركز الثانى فى المجموعة خلف الاهلى القاهرى ليصعد الى الدور نصف النهائي ويواجه النجم الساحلى التونسي فى المباراة الاولى والتى اقيمت فى استاد الهلال حيث استطاع فيها الهلال ان يفوز بهدفين مقابل هدف وفى المباراة الثانية بتونس خسر الفريق بثلاثة اهداف مقابل هدف ليخرج بفارق هدف واحد . واولى الاخطاء هى السماح لخصمك بتسجيل هدف داخل ارضك وهدف النجم الساحلى فى مباراة امدرمان كلفت الهلال الكثير وكتبت نهايته بالخروج من المنافسة وهو كان قاب قوسين او ادنى من الوصول الى النهائي وفى المشاركة الثانية للهلال فى دورى الابطال عام 2008 وهى اسوأ مشاركة للهلال فى دورى الابطال لعب الهلال فى مجموعة ضمت الى جانبة كلا من انيمبا النيجيري والقطن الكاميرونى ومازيمبي الكنغولى جاءت نتائج الهلال سيئة جدا ليحتل المركز الاخير فى المجموعة ولم يستفد من مشاركته الاولى ولم يصحح اخطاء المشاركة السابقة . المشاركة الثالثة فى دورى الابطال2009 وفى هذه المشاركة استطاع الوصول للدور نصف النهائي للمرة الثانية وضمت المجموعه بجانب الهلال كلا من المريخ السودانى وكانو بيلارز النيجيري وزيسكو الزامبي تباينت نتائجه فى هذه المجموعة ولكن الفريق استطاع ان يتاهل الى الدور نصف النهائي لكن خسارته من فريق مازيمبي الكنغولي 2/5 قصمت ظهره رغم رد الاعتبار فى لقاء لوممباشي الذي فاز فيه الهلال بنتيجة 2/صفر وصعد مازيمبي للنهائي ولم يستفد الهلال من كل هذه التجارب فى دورى ابطال افريقيا واستقبلت شباكة 7 اهداف فى مباراتين مما اطاح به من النهائي بالرغم من تسجيله لاربعة اهداف الا انها لم تشفع له بالوصول الى النهائي . المشاركة الرابعة للهلال فى دوري الابطال 2011 جاء الهلال ضمن مجموعة انيمبا النيجيري والقطن الكاميرونى والرجاء المغربي وصعد الهلال الى نصف النهائي وواجه فريقا تونسيا اخر هو الترجى التونسي واستطاع الترجى ان يهزم الهلال بامدرمان بهدف وكرر فوزه بهدفين فى تونس لتنهار احلام الجماهير الزرقاء التى كانت تواقة لنيل فريقها للقب بطولة استعصت على الهلال كثيرا . من سرد هذه المشاركات نجد ان عقبة منطقة شمال افريقيا تقف امام الهلال بصورة خاصة ودائما مايواجه الهلال فى مشواره احد فرق الشمال الافريقي فى طريق نصف النهائي للبطولة ومن جملة مشاركات الهلال فى دورى الابطال وقف امامه فريقان من تونس عقبة فى وصوله الى المباراة النهائية واذا اخذنا فى الاعتبار مازيمبي الظاهرة الا ان عدم النجاعة امام فرق الشمال الافريقي وخاصة الاندية التونسية تجعل من الصعب المرور الى مباراة النهائي وهذا يستوجب من المسئولين عن الامور الفنية فى الفريق الهلالى مراجعة هذه المشاركات والوقوف عند الاخطاء والعمل على معالجتها فى المستقبل ان كان هناك حرص للوصول الى اللقب الافريقي. ونجد ان الفرق تتطور وتتقدم من مراجعة اخطائها وتصحيحها بصورة عاجلة . والاخطاء التى يقع فيها نادي الهلال خاصة فى مشواره الافريقي تقريبا متشابهة فى كل عام تتكرر وتقع ليتم التباكى عليها وليس حلها فالهلال فريق كبير ولا يوجد شك فى ذلك لذا وجب ان تكون عقليته الفنية كبيرة وليست فطيرة تتعامل بالعواطف . واذا اراد الهلال ان يتوج بلقب هذه البطولة فيجب عليه تغيير عقليته ناحية البطولة فهى بطولة كبيرة وبها فرق عريقة وقوية ويجب ان يدرس الفرق المتوجة بهذه البطولة فى السنوات الاخيرة وينظر كيف يعدون فرقهم لهذه البطولة من كل النواحي ابتداء من الطواقم الفنية واستقدام المحترفين والتعاقدات مع المحليين . وكم من مثال امامنا ابتداء من مازيمبي الكنغولى وانيمبا النيجيري فكلا الفريقين ليس اعرق من الهلال ولا اغنى من الهلال ولكن يملكون عقليات جبارة فى النواحي الفنية والادارية ويعرفون كيف ينالون الجائزة الاولى . واقول كلامى هذا ليس تقليلا من العقول السودانية فى كل نواحي اللعبة ولكن نحتاج الى وقفة تاملية ودراسة المشاركات السابقة لتلافى اخطائها والتوجه السليم نحو البطولة .