* امتزج الحزن بالفرح ليلة أمس الأول بحدثين ، الأول رحيل الزميل الغالي الأستاذ داؤود مصطفى إلى رحاب رب كريم، بعد شكواه مؤخراً من آلام في قلبه الأبيض، الأبيض النقي الكبير الذي لا يحمل غلاً أو بغضاً أو حقداً على أحد، والثاني لفوز المريخ المستحق على وفاق سطيف الجزائري بهدفين في دوري أبطال أفريقيا، يمكن القول إن المريخ اكتفى بهما في شباك حامل اللقب رأفة به. * أخونا وحبيبنا داؤود مصطفى تقبله الله بواسع رحمته من الزملاء الذين يمكن أن تختلف معهم في موضوع هلال مريخ، ولكنه يجبرك على احترام رأيه، فهو بالنسبة لكل الزملاء ومن كل الأطياف والألوان بمثابة أخ كبير للجميع يكنون له كل الاحترام ويلاقونه بكل الترحاب والتقدير، دائماً ما تجده هادئاً في نقاشه وفي كتاباته .. لا تلمح التطرف في حبه لفريقه أو التطرف في أفكاره وآرائه، ولذلك فقد شق على جميع الزملاء خبر نعيه.. * اللهم أن داؤود عبدك في ذمتك فقه فتنة عذاب القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم. * اللهم اجعله مما ينادى يوم القيامه أين (فلان ابن فلان) لقد فاز فوزاً» عظيماً»، اللهم يمن كتابه وثبت قدمه يوم تزل فيه الأقدام، اللهم واكتبه عندك من الصابرين والصديقين والصالحين والشهداء والأبرار. أفراح المريخ * على الجانب الآخر، وكتأكيد على أن مسرح تراجيدي يمكن أن تتوفر فيها كل الأحاسيس من فرح وحزن وغضب في لحظة واحدة، نشر المريخ الأفراح في البلاد من أقصاها إلى أقصاها وهو يجند بطل أفريقيا المتوج، ويهزمه بهدفين كان بالإمكان أن تزيد بحساب الفرص الضائعة بعامل الاستعجال، وكذلك ركلة الجزاء التي أضاعها علاء الدين، والتي كان من المفترض في الحكم أن يعيدها مرة أخرى لأن حارس المرمى تحرك للأمام أكثر من خطوة لحظة التنفيذ، ولكن يبدو أن الحكم خاف من ردة فعل لاعبي وفاق سطيف فلم يتجرأ على اتخاذ القرار الصحيح. * المهم أن لاعبي المريخ أوفوا بعدهم مع الجماهير، وظل الفرنسي غارزيتو يثبت من مباراة لأخرى بأنه واحد من أفضل المدربين الذين مروا على الكرة السودانية، غيّر من شكل المريخ الذي أصبح يجاري كبار أفريقيا ويتفوق عليهم .. أوقعته قرعة ربع نهائي دوري الأبطال في كماشة جزائرية .. تخوف الجميع على فريقه، ولكنه نجح في قيادته بتفوق كبير ليخرج ب4 نقاط من ثلاث مباريات أمامهم جعلته يحتل المركز الثاني خلف اتحاد العاصمة الذي تصدر وتأهل. * المريخ فاز على وفاق ومن حق جماهيره أن تفرح بالفوز الغالي والثمين، ولكن لابد من الانتباه إلى أن الفريق لم يتأهل بعد إلى نصف النهائي ، وما زال يحتاج إلى ثلاث نقاط من مباراتين .. نؤكد بأنهما لن تكونان سهلتين، وسيحتاج الفريق إلى طي صفحة الأفراح والالتفات للعمل الجاد من أجل انتزاع النقاط في المباراة المقبلة أمام العلمة بالجزائر، حتى يلتقط أنفاسه ويدخل المباراة الأخيرة في مواجهة الاتحاد بأم درمان بأريحية كبيرة، وهو ما يتمناه كل محبيه والذين يحلمون دائماً بغد أفضل في هذه البطولة الكبيرة التي استعصت على الفرق السودانية جلبها لخزائنها رغم عمرها المديد.