أمر مزعج جدا تلك الأموال الطائلة التي تصرفها أنديتنا على تسجيل اللاعبين سواء أن كان ذلك في فترة التسجيلات التكميلية أو الرئيسية , فالمليارات التي كتبت عنها الصحف مؤخرا وقالت أن اندية القمة قد دفعتها لأجل تسجيل صالح ونزار وليس جومو ونزار إستفزت أرقامها [الكتيرة] كل أولئك المساكين والفقراء الذين والله على ما أقول شهيد لا يعلمون من كم صفرا يتكون الرقم مليار! كالعادة في كل موسم كانت المزايدة التي صاحبت صفقة إنتقال هذين اللاعبين إلى أمدرمان بسبب تنافس ناديي المريخ والهلال للحصول على خدماتهما هي السبب في أن يصل مبلغ الصفقة لهذا الرقم الخرافي ذو الأصفار الكثيرة والذي لا يتناسب مع المستوى الحالي للاعب كرة القدم السوداني صاحب الطموح الذي لا يتعدى أرنبة الأنف, ولا يتناسب أيضا مع المستوى الإقتصادي للبلاد عموما , وكلنا يعلم بأمر العجز الكبير الذي اصاب الخزينة السودانية بعد إنفصال جنوب السودان وهذه الأموال الطائلة التي تدفع للاعبي كرة القدم تشير إلى أن الوسط الرياضي يعيش [معزولا] عن هموم الشعب والمشاكل الإقتصادية التي تأثر بها أي بيت سوداني في الفترة الأخيرة. للرقم مليار الذي دفع لصالح ولمثله الذي دفع لنزار ولأضعافه التي يجهزها الند المريخ لتأمين تسجيل رمضان عجب وأمير كمال آثارا سالبة على ناديي الهلال والمريخ وعلى المجتمع السوداني عموما , كيف! دعونا ننظر في ذلك, فالناظر للأمر بعين فاحصة يمكنه أن يدرك أن رئيس نادي الهلال لو أخذنا الهلال نموذجا الأمين البرير لم يقم بدفع كامل المبلغ [كاش] للاعبي الأمل عطبرة وربما لا تتعدى جملة المبلغ المدفوع ال250 مليونا لكل لاعب على أن يتم دفع بقية الأموال على شكل مرتبات وحوافز ودفعيات أخرى مؤجلة تمتد لطوال فترة التعاقد معهما , وفترة التعاقد هذه ربما تتغير فيها الكثير من الأشياء داخل نادي الهلال فيغادر رئيس النادي الحالي مثلا ليصبح متبقي تلك الدفعيات ديونا تثقل كاهل نادي الهلال ولا علاقة للرئيس [السابق]بها !! بمعنى آخر نقول أن حدود إلتزام رئيس نادي الهلال البرير بتأمين أموال هذه الصفقة يقف عند حدود وجوده رئيسا لنادي الهلال وعلى من يأتي بعده أن [يشيل شيلتو] لتحمل هذا الإرث الضخم من الديون تماما كما حدث من رئيس نادي الهلال السابق صلاح ادريس الذي جدد التعاقد مع النيجيري يوسف محمد بمبلغ تجاوز المليون دولار فتسببت هذه الصفقة في وجود اللاعب بكشوفات الفريق غصبا عن الحاجة الفنية ورغما عن إصابته , فصار بالتالي ينال رواتبه وحوافزه ودفعياته المستحقة بداية كل موسم دون أن يقدم أي شيء بالمقابل لفائدة نادي الهلال ولم يتمكن الهلال من التخلص من اللاعب بسبب بنود التعاقد التي تلزم الهلال بدفع قرابة ال500 ألف دولار للاعب [خت] ! ما نرغب في أن نقوله أن تحديد قيمة صفقة إنتقال أي لاعب ينبغي أن تتم عبر رؤية واضحة تخبر عن الكيفية التي يتم بها تمويل هذه الصفقة دون أن يتأثر النادي بأي ديون مستقبلية , لأن رئيس النادي وأثناء توقيعه على العقودات لا يلزم نفسه بل يلزم النادي وخزينته بشهر لا يمتلك النادي نفقته , الأمر الذي كثيرا ما يتسبب في تعطيل عجلة الإستثمار في مدخلات النادي التي تذهب كلها لتسديد الديون!!! تخيل زول يمشي يشتري ليك عربية كامري يجيبها لحدي باب بيتكم ويمشي يخليك شيكاتك تقول يا ليل في الوقت الذي لا تسمح فيه ميزانيتك الحقيقية بشراء ركشة! أما على الصعيد الإجتماعي فأنا أتوقع أن تغني فرقة عقد الجلاد قريبا وتقول : آخر الزمن يا ناس ودو الولد [للمدرسة] !! فالولد من المفترض أن يذهب لميدان الكورة مدرسة شنو مع المليارات دي!!!! قف : من يدفع المليار