* يمر كل لاعب كرة قدم بفترة من الانخفاض في المستوى الفني والمردود الإيجابي خلال المباريات التنافسية,خاصة لاعبي المقدمة الهجومية والذين تنحصر مهمتهم في إحراز الأهداف وهي الشيء المهم في مباريات كرة القدم لأنها لا تزال الطريقة الوحيدة التي تحدد الفريق المنتصر في مباريات كرة القدم . * هناك العديد من المهاجمين الذين يمرون في بعض الأحيان بفترات من العقم التهديفي حتى يخال إليهم وإلى الجمهور بأنهم قد افتقدوا حساسيتهم نحو الشباك ولكنهم سرعان ما يعودون لسابق عهدهم ويستعيدون ذاكرة التهديف ويمزقون شباك المنافسين ليساعدوا أنديتهم على تحقيق الانتصارات وبالتالي الانجازات.وذلك بالطبع لن يتأتى إلا بالثقة في النفس والمقدرات المستمدة من ثقة الأجهزة الفنية والجماهير. * استفاد المهاجم التنزاني المحترف في صفوف نادي مازيمبي الكنغولي مابوانا سماتا من الثقة التي منحه إياها الجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب الفرنسي باتريس كالتيرون ليعود لسابق عهده مهاجماً مرعباً يمزق الشباك. * أحرز سماتا ثلاثة أهداف (هاتريك) في شباك المغربي التطواني ليسهم بنصيب الأسد في إحراز فريقه للفوز بخمسة أهداف نظيفة في المباراة التي جمعت الفريقين في الأسبوع الماضي بلوبامبشي في سادس وآخر مباريات الفريقين في دوري المجموعتين لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري. * كان مازيمبي يحتاج لزيارة شباك ضيفه التطواني حاجةً ملحة لأنه كان قبل المباراة ينافس الهلال والمغربي التطواني على خطف بطاقة التأهل للدور نصف النهائي حيث يجمع كل من الأندية الثلاثة ثمان نقاط . * كما أن الهلال يتفوق على مازيمبي في المواجهات المباشرة ,ولهذه المعطيات كان مازيمبي الكنغولي يتحاشى التعادل حتى لا يدخل في حسابات معقدة . * تحسس المدير الفني كنانته من المهاجمين ولم يجد أفضل من تجديد الثقة في المهاجم التنزاني مابوانا سماتا ليوكل له مهمة قيادة المقدمة الهجومية أمام المغربي التطواني. * كان مابوانا سماتا يعاني كثيراً من عدم توفيقه في إحراز الأهداف في هذه النسخة من البطولة فقد صام مابوانا سماتا عن زيارة الشباك على مدى 687 دقيقة لم يحتفل خلالها بهدف أحرزه,ليعود ويستعيد ذاكرة التهديف عند الدقيقة 12 من مباراة ناديه الأخيرة التي جمعته بالمغربي التطواني ويحرز بعدها هدفين ليكمل الثلاثية(هاتريك). * يرجع تاريخ آخر مرة زار فيها مابوانا سماتا الشباك إلى الخامس من أبريل الماضي عندما أحرز هدفاً خلال المباراة التي جمعت مازيمبي الكنغولي بمامالودي صن داونز الجنوب أفريقي في ذهاب دوري الستة عشر للنسخة الحالية من بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري وبعدها توقف عن الإرسال. * وخلال الخمس جولات التي خاضها مع مازيمبي في دوري المجموعات لم يفتح الله عليه بهدف,حيث صام عن التسجيل أمام الهلال ذهاباً وإياباً ,المغربي التطواني ذهاباً وسموحة المصري ذهاباً وإياباً. * ومع هذا العقم التهديفي الذي أصاب النجم التنزاني الكبير إلا أن الجهاز الفني للفريق جدد فيه الثقة مكلفاً إياه بقيادة التطلعات الهجومية في أهم مباراة للفريق في البطولة لأنها تحدد بشكل قاطع استمرار الفريق في البطولة أو خروجه من الباب الضيق. * رد المهاجم التنزاني تحية الجهاز الفني بأفضل منها وهو يرتفع لمستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقه ويسجل ثلاثة أهداف رائعة في مرمى المغربي التطواني أسهمت بشكل كبير بظهور الغربان بشخصية البطل. * يعتبر هذا درس من سماتا لمهاجمينا وأجهزتنا الفنية وجمهورنا بالصبر وبالثقة في النفس تتحقق الآمال والتطلعات. * يمكن لمهاجمنا صلاح الجزولي أن يفعلها في دوري الأربعة ويستعيد ذاكرة إحراز الأهداف ,فما الذي يمنعه من اقتفاء آثار المهاجم التنزاني المرعب مابوانا سماتا والذي ينتمي لمنطقة وسط وشرق أفريقيا والجزولي هو هداف سيكافا. * أمام الهلال مباراتان في غاية الأهمية أمام اتحاد العاصمة الجزائري حيث تحدد نتيجتيهما معاً استمرار الفريق في المنافسة على اللقب الأفريقي الرفيع ووصوله للدور النهائي للمرة الثالثة في تأريخه حيث وصل للنهائي في مناسبتين خلال العامين 1987م و1992م. * يؤدي الهلال المباراة الأولى يوم السابع والعشرين من شهر سبتمبر الجاري على ملعبه بالقلعة الزرقاء قبل أن يغادر للعاصمة الجزائرية الجزائر لأداء مباراة الحسم ,وهذه المعطيات تتطلب من لاعبي الهلال وجهازهم الفني التركيز العالي حتى يحققوا نتيجة طيبة على ملعبهم في الجولة الأولى وهذا يتطلب أن يرتفع المهاجمون بالفريق إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عواتقهم وبالطبع بينهم المهاجم المرعب صلاح الجزولي ,لأن هذه فرصته التي ينبغي أن يعض عليها بالنواجذ ولا يجعلها تتسرب من بين يديه ,هذا المهاجم يمتلك بنية جسمانية مثالية ومضرب قوي مع إجادة استخدام القديمين والرأس وحساسية إحراز الأهداف ولكنه يفتقد التركيز أحياناً وعليه ضبط حركته داخل الثلث الأخير والتحلي بالبرود الإنجليزي وهو في مواجهة المرمى وبعدها سيكون حديث الناس وهو مؤهل لفعل ذلك. * جماهير الهلال تعلق آمالاً عريضة على كل لاعبيها وتقف خلف من يقع عليهم اختيار الجهاز الفني لإنجاز المهمة وصلاح الجزولي واحداً من هؤلاء الجنود الذين نتمنى لهم التوفيق في قادم المباريات وعلى الجهاز الفني منح الجزولي الفرصة في مباراتي الفريق اللتان تسبقان لقاء اتحاد العاصمة الجزائري وهما أمام فريقين كبيرين هما الأهلي شندي والمريخ كوستي وإذا نجح في الاختبار يمكن للجهاز الفني وضعه في مباراة اتحاد العاصمة الجزائري. * وأخيراً فإن أي هدف يحرزه الهلال في جولة الأياب على ملعبه ووسط جماهيره سيكون له مفعول السحر خلال مباراة الذهاب التي سيخوضها الفريق بعيداً عن قواعده وهذا يتطلب من اللاعبين التركيز وضرب مرمى الاتحاد بكل دقة وقوة حتى يتحقق المراد ويصعد الفريق لنهائي البطولة وما ذلك على الله بعزيز,فقط علينا أن نعقلها ونتوكل .