* كرة القدم نصر وهزيمة وتعادل، هذه هي احتمالاتها ومآلاتها وإفرازاتها التي يتوقعها طرفي اللقاء في كل المباريات، ولا يوجد طرف يضع الفوز في جيبه أو يضمنه مهما كانت قوته وقدراته وإمكانياته وخبراته ولا يوجد طرف يأتي إلى أرض الملعب مستسلماً للخسارة أو رافعاً المنديل الأبيض مهما كان ضعفه وهوانه، وهنا تكمن قوة ومتعة وإثارة وحلاوة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم . * نصيب هلال السودان مساء أمس كان الخسارة بهدفين لهدف أمام منافسه نادى اتحاد العاصمة الجزائري في جولة الذهاب للدور نصف النهائي لبطولة الأندية الأفريقية، وتمدد وتجدد ألم الخسارة وأصبح وجعاً وجرحاً ومزارع نزيف وحريق لم يتحمله الجميع ،لأن الخسارة أضعفت حظوظ الفرقة الزرقاء كثيراً أن لم تنسفها في الترقي لنهائي البطولة والأنكأ والأمر أن الخسارة جاءت على أرض الهلال ووسط جمهوره العريض الذى حلم وعاش وتعايش مع طموحات وآمال وأحلام وتطلعات وإشراقات لا حدود لها بتحكر الهلال على عرش البطولة الأفريقية هذا الموسم ، وراهن على كسب فريقه لجولة الذهاب في طريق ظفره بلقب البطولة. * الخسارة شيء طبيعي ومتوقع في كرة القدم فقد تجرعت كبرى المنتخبات والأندية على مستوى العالم الخسارة المذلة المهينة على أرضها ووسط جمهورها وآخرها ولن تكون الأخيرة خسارة منتخب البرازيل على أرضه ووسط جمهوره بسباعية أمام منتخب ألمانيا في نهائيات كأس العالم والأمثلة لا حصر لها في هذا المجال منذ أن عرف العالم كرة القدم، ولكن يبقى السؤال هل هلال السودان قادر ويملك من الإمكانيات والقدرات والخبرات الفنية والطموح الوثاب والروح المعنوية التي تجاور الثريا والعزيمة والإصرار والحماس الذى يفتت الصخر العصى على مستوى العناصر والجهاز الفني على قلب الطاولة والعودة للمنافسة على اللقب من بعيد بالتفوق على منافسه في جولة الإياب على أرضه ووسط جمهوره بالجزائر؟. * حقيقة لا نقول الهلال يحتاج إلى معجزة للعبور للدور النهائي لأن الانتصارات لا تتحقق بالمعجزات ويكفى القول أن اتحاد العاصمة الجزائري لم يحقق الفوز مساء أمس الأول بمعجزة وإنما بالتركيز الذى كفل له استثمار فرصتين من الفرص النادرة التي تهيأت له على مدار الشوطين وبالعناصر الصلبة التي نفذت الرسم التكتيكي والتنظيم المحكم لمديرها الفني بصورة مثلى وبالروح القتالية التي مكنتها من إدارة المباراة بالصورة التي حققت لها ما هو مطلوب رغم الضغط الذى تعرضت له والطلعات الهجومية الشرسة التي واجهتها من الفرقة الزرقاء . * الهلال لا يحتاج إلى معجزة للعبور للدور النهائي رغم خسارته على أرضه ووسط جمهوره بهدفين لهدف وإنما يحتاج إلى الخروج من حالة الإحباط التي أفرزتها نتيجة جولة الذهاب وسادت وسط اللاعبين والجهاز الفني وهذه تحتاج لعمل نفسي ومعنوي كبير من الجميع لتهيئة اللاعبين وزرع الثقة في نفوسهم ليكونوا في قمة التركيز ويقبلوا التحدي بعزيمة وصلابة وإصرار في جولة الإياب بالجزائر . * هلال السودان يحتاج إلى عودة الروح والثقة وسط عناصره ليتجاوزوا الآثار السالبة لنتيجة جولة الذهاب ويحتاج للتركيز والتسلح والتشبع بالصلابة والعزيمة والإصرار، ومتى ما نجح في امتلاك هذه العناصر يستطيع التفوق على منافسه على أرضه ووسط جمهوره بالجزائر والعودة للمنافسة على اللقب كما فعل منافسه في جولة الذهاب، خاصة وأن فريق اتحاد العاصمة الجزائري ليس بالفريق القوى المتمرس ، بل توجد ثغرات في صفوفه خاصة في قلب الدفاع وللأسف لم يستغلها الهلال في جولة الذهاب لعدم التركيز فهل يفعلها الهلال في جولة الإياب بالجزائر؟ غيض * حقيقة هلال السودان قدم أفضل مبارياته الأفريقية هذا الموسم مساء أمس الأول أمام الاتحاد الجزائري واستطاع أن يضع نفسه في المقدمة مبكراً ، ولكن عدم التركيز من اللاعبين خاصة بعد إهدار ركلة الجزاء منح الفوز للمنافس الجزائري. * المدير الفني التونسي نبيل الكوكي ارتكب جملة من الأخطاء كالعادة ساهمت في تقديم الفوز على طبق من ذهب للاتحاد الجزائري وأولها إشراكه للمدافع أتير توماس على حساب كانوتيه الذى كان نجماً لآخر مباراة تنافسية خاضها الفريق . * إضافة إلى إصرار الكوكي على الإبقاء على بعض العناصر التي ثبت أنها بعيدة كل البعد عن أجواء المباراة ولن تقدم شيئاً، بل ستكون عالة وتشكل علة للفرقة الزرقاء وأن استمرت المباراة ليومين خاصة اللاعب نزار حامد الذى لعب للمنافس. * للأسف المدير الفني الكوكي لم يحدد لاعب أو لاعبين بعينهم لتنفيذ ركلات الجزاء حتى يخضعهم لتدريبات مكثفة في كيفية وطرق وأساليب التنفيذ المحكم لهذا شهدنا لاعبين ينفذان ركلتي جزاء في البطولة ويهدرانها ويتسببان في الخسارة . * ركلة الجزاء في المباريات الكبيرة خاصة الركلة التي تشكل نقطة تحول في المباراة وربما تحدد نتيجتها تحتاج للاعبين يتمتعون بالتركيز والثقة والثبات والذكاء وقوة ودقة التصويب بين الثلاث خشبات وبعيداً عن الحارس وهذه الصفات أو المميزات تكتسب بالتمرس وقد برع في تنفيذها بالثقة والتمرس الرمح الملتهب علي قاقرين الذى عجز كل حراس العالمين العربي والأفريقي في التصدي لتسديداته . * جولة الإياب للبطولة لم تبح بما تحمله ولا زالت كل الأندية في قلب المنافسة لهذا لا أرى داعياً لفرحة وسخرية وتهكم وشماتة إعلام نادى نجمة المسالمة السالب وبعض من جمهورها من خسارة الهلال أمام اتحاد العاصمة الجزائري خاصة وأن فريقهم من قبل خسر جولة الذهاب في نهائي الكونفدرالية على أرضه ووسط جمهوره برباعية أمام الصفاقسي التونسي وأمامه جولة الإياب في الدور نصف النهائي لذات البطولة هذا الموسم أمام نادى مازيمبي الكنغولي الذى يحتاج لهدف. * تخيلوا مازيمبي الذى على أرضه ووسط جمهوره جندل المغرب التطواني ومزق شباكه بهزيمة مذلة يحتاج لهدف واحد بس على ملعبه ووسط جمهوره في شباك نجمة المسالمة ليتأهل للنهائي ، ودفاع نجمة المسالمة فيهو أضعف مدافعين في البطولة بقيادة على جعفر والريح على ومن خلفهما اليوغندي جمال سالم أضعف حارس مرمى في البطولة .. بأمانة بدل تسافروا الكنغو فكروا أعملوا بطولة سيكافا. * وفروا قروش السفر للكنغو واكسبوا الزمن وقدموا الدعوة لأندية مصطفى حسين عزام والشباب التنزاني ومصنع الشعيرية الأثيوبي ومزارع البطاطس الأوغندي وغيرها من الأندية الضعيفة لتشارك في سيكافا وانسوا موضوع السفر للكنغو.