* يرى مراقبو كرة القدم في السودان وأفريقيا أن ثورة الهلال التي بدأت في 2006 في أدغال أفريقيا وبلغت ذروتها في 2007، يرجع الفضل فيها إلى 4 لاعبين أجانب صنعوا فارق الفرقة الزرقاء على المستويين المحلي والقاري بقيادة المثلث النيجيري (يوسف محمد، قودون وكلتشي) والموزمبيقي داريو كان، حيث كان هذا المربع هو كلمة السر في نتائج الفريق إلى جانب 9 لاعبين محليين كان يعتمد عليهم البرازيلي هيرون ريكاردو المدير الفني السابق والذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن نال شرف أول مدرب يقود الأزرق إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، وبعد إخفاقات المواسم الأخيرة وفشل الفريق في تحقيق حلم الأميرة السمراء، قرر مجلس الهلال الحالي بقيادة أشرف سيد أحمد الكاردينال الاعتماد على الكادر الأجنبي بشكل أكبر حتى يستفيد الفريق من خبراتهم وإمكاناتهم إلا أن المحصلة النهائية لم تكن أفضل من السابقة، حيث توقف القطار في محطة نصف نهائي الأبطال كما جرت العادة في المرات الثلاث السابقة. * كان وجود 10 لاعبين أجانب في كشف الهلال محل اهتمام من قبل المتابعين واعتراض صامت من الأندية التي ترى أنها أصبحت غير قادرة على مقارعة الهلال الذي غير جلده وقلص فرص اللاعبين الوطنيين واعتمد على المحترفين، وذلك بوجود الحارس الكاميروني لويك ماكسيم، الجنوبيان جمعة جنيارو واتير توماس، الماليان عمر سيدي بيه وسليمانو كانوتيه، السنغالي سيسيه، الأثيوبي بوتاكو، السيراليوني ديفيد سيمبو، الغاني نيلسون والبوركيني بوبكر كيبي، إلا أن انطلاقة مباريات الموسم الحالي، أكدت أن هؤلاء الأجانب مجرد رقم ولا أثر لهم في نتائج الفريق. * ويبقى الحارس الكاميروني لويك ماكسيم هو الاستثناء الوحيد في قائمة أجانب الهلال بعد أن شارك في كل مباريات الفريق بدوري أبطال أفريقيا (14) مباراة دون أن يعرف إلى دكة البدلاء طريقاً بجانب مشاركته في مباريات الدوري الممتاز وكأس السودان ويعتبر ماكسيم هو كلمة السر في نتائج الفريق، بل أفضل لاعب في كشف الهلال الحالي، وكان محل إعجاب من الفنيين والنقاد قبل الجماهير، بل هو أفضل حارس بالدوري السوداني وينافس الكونغولي روبرت كيديابا حارس مازيمبي على جائزة أفضل حارس أفريقي في الموسم الحالي. * في التسجيلات التكميلية قام المجلس بالتعاقد مع البرازيليين اندرزيتهو والمهاجم جوليان بونفيم، في مكان المدافع السيراليوني ديفيد سيمبو الذي غادر مظلوماً، حيث كان قرار الاستغناء عنه لأسباب إدارية وليس فنية بعد أن احتاج النادي لخانته حتى يتعاقد مع اندرزينهو وغادر معه الأثيوبي بوتاكو الذي فشل في تقديم نفسه بشكل يؤكد به أنه يستحق الضجة التي أثيرت حوله واكتشف المجلس بعد فوات الأوان أنه شرب المقلب، إلا أن الطامة الكبرى تمثلت في أن جوليام نسخة مكررة من مواطنه سيرجيو الذي تعاقد معه النادي في موسم 2014 مع أفضلية لسيرجيو الذي سجل في كل المباريات التي شارك فيها بالرغم من تقدم سنه عكس جوليام الذي لم يقدم ما يؤكد به أنه مهاجم قناص قبل أن يتوقف للإصابة ويقوم النادي بإنهاء التعاقد معه، بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية أنه يحتاج لوقت طويل كي يعود للملاعب. * في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يسيطر الأجانب على تشكيل الهلال، كانت الكلمة العليا للاعبين الوطنيين الذين قاتلوا بشراسة من أجل اسم النادي، على المستويين المحلي والقاري فيما قضى الغاني نيلسون معظم النصف الثاني من الموسم ما بين إدعاء الإصابة والشكوى من حرب النادي الخفية ولم يكن كيبي أحسن حالاً منه واكتفى بأهدافه الثلاث في الأدوار الأولى وأصبح وجوده في الملعب مثل غيابه، وفشل سيسيه في احتكار خانة الطرف الأيمن التي اعتمد فيها الكوكي على اللاعب الشاب أطهر الطاهر، في الوقت الذي تراجع فيه مستوى الجنوب سوداني أتير توماس بصورة جعلته يفقد الثقة في نفسه، ولا يمكن الحديث عن مواطنه جمعة جينارو بعد أن أحتكر الكاميروني لويك ماكسيم حراسة العرين الأزرق. * بين تعدد الجنسيات وتعدد الخانات أثبتت الأرقام أن اللاعبين الأجانب لم يلعبوا أي دور حاسم في نتائج الهلال هذا الموسم باستثناء الكاميروني لويك ماكسيم الذي قدم مستويات عالية حفظ بها ماء وجه اللاعبين الأجانب في كشف الفريق، وذهبت التقارير إلى أن ماكسيم سيكون هو الناجي الوحيد من مقصلة الشطب التي سينفذها مجلس إدارة الهلال في نوفمبر المقبل بعد أن أثبتت التجربة فشلها، وأرهقت خزانة النادي مادياً ولم يقدم اللاعبون ما يوازي ما يحصلون عليه من أموال بالعملة الصعبة.