• بعيدا عن تداعيات الخروج المرير لفريق المريخ في الامتار الاخيرة من مسابقة دوري ابطال افريقيا امام العملاق الكنغولي تبي مازيمبي بعد انقياده لهزيمة قاسية بثلاثية دون رد في جولة الاياب بلوممباشي الاحد الماضي ، وماخلفته هذه الخسارة من احزان واوجاع في قلوب عشاق وانصار الأحمر الوهاج وكذلك صاحبتها تداعيات كبيرة وردود افعال عنيفة وإنتقادات حادة للمدير الفني للفريق الفرنسي دييغو غارزيتوفي طريقة إدارته الفنية للمقابلة من رئيس بعثة النادي الي الكنغو عبدالقادر همد مساعد رئيس النادي ومساعده الوطني محسن سيد ، يبقي القرار الذي اتخذه د.جمال الوالي رئيس النادي بتجديد الثقة في الفرنسي وإطاره الفني المساعد قراراً موقفاً للحد البعيد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ النادي والذي يواجه بإستحقاقات محلية غاية الاهمية في الدوري الممتاز ومباراة الختام في كأس السودان أمام الهلال بمدينة دنقلا . • قرار صائب يجد الدعم الكامل من كل محب وعاشق للكيان المريخي ، فآفة الكرة السودانية على وجه العموم والمريخ على وجه الخصوص تبقى في إقالة وإستبدال المدربين عقب كل خسارة وإخفاق لفريق الكرة دون النظر لما قدمه هذا المدرب من جهود ونجاحات ، فقط يتم النظر للنصف الفارغ من الكوب. • المدرب الفرنسي غارزيتو نجح حتي الآن في عمله مع الفرقة الحمراء بالرغم من فشل الفريق في العبور للمباراة الختامية من البطولة الأفريقية ، فالفرنسي العجوز صنع من الفريق الأحمر قوة ضاربة على المستوي الأفريقي تحديداً بلاعبين محدودين جداً تم توليف أغلبهم في خانات لم يلعبوا بها، فالفريق كان ينقصه الكثير في العنصر البشري اي اللاعبين ولكنه استطاع ان يصنع من «الفسيخ شربات» ، وأوصل الفريق في أول موسم له تحت قيادته للدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال افريقيا وذلك لأول مرة في تاريخ النادي العريق ، وهو بالتأكيد إنجاز كبير يحسب له ولطاقمه المعاون وهي كلمة حق لابد أن تقال في هذا التوقيت للفرنسي ، لأن أكثر المتفائلين لم يكن يحلم بأن يعبر الفريق الادوار التمهيدية من المسابقة ، في ظل فشل كبير لازم الفريق في المواسم السابقة وخروجه الدائم . • الفرنسي عمل بجد وإجتهاد حتي يخلق هذا الفريق الضارب القوة افريقياً، ولكن في نفس الوقت لانخفي السلبيات العديدة التي صاحبت مسيرة غارزيتو بعيداً عن اللغة العاطفية التي عادت ماتسود في مثل هذه المناسبات والتي لابد من تلافيها ، أولها فشله حتي اللحظة في إدارة الفريق فنياً مع منافسة الدوري الممتاز حيث لم يتعامل معها بالشكل المطلوب ولم يعر المسابقة إهتماما يوازي قيمتها كمنافسة أولى في البلاد، فخسر الفريق عديد المباريات داخل القلعة الحمراء وخارجها وتعادل كذلك في مباريات سهلة كلفت الفريق غالياً وكانت كافية لأن يبتعد المريخ من قمة جدول الترتيب فاسحاً المجال لنده الهلال في أن يتصدر المسابقة بفارق مريح بعيداً عن الحديث عن كسب الفريق لشكواه القانونية في هلال كادوقلي ومباراة الامل والتي خسرها الفريق بعطبرة بثنائية رزاق وهو جهد جيد يحسب بالطبع لإدارة النادي. • وكذلك نقطة اخرى مهمة من قبل الفرنسي في طريقة تعامله مع اللاعبين ومساعديه ابرزهم برهان تية والذي ابتعد بطوعه حتي لايثير «القلاقل» في الفريق ، ومشكلته مع مدرب الحراس المميز الجزائري حكيم السبع والتي ادت لابعاده من الدكة الفنية ، وإحضار بديل له وهو المدرب نيكولا سانتوشى والذي كثر الحديث هنا وهناك عن عدم كفاءته ، وكذلك محاربته لعدد من اللاعبين ابرزهم الباشا وبلة جابر والغاني الحريف اوكراه والمالي تراوري «وإن كنا نتفق معه في طريقه تعامله مع هذا اللاعب المتمرد » وكلها نقاط سلبية في مسيرة هذا المدرب . • نقول ذلك ونؤكد رغم هذه السلبيات العديدة ، يبقى المدرب الفرنسي غارزيتو أحد أفضل من تولوا الإدارة الفنية من المدربين الأجانب في تاريخ المريخ ، ونؤكد كذلك أن الدوري الممتاز لازال في الملعب وتحت أقدام اللاعبين ، أن تفادي غارزيتو أخفاقاته السابقة في البطولة المحلية وعمل بكل جد على تداركها ، وعرف مدى أهميتها، وحث اللاعبين وبث فيهم روح البطولة فبالتأكيد ستعود الصدارة ومعها اللقب الغائب منذ الموسم السابق طائعاً مختاراً للفريق الأفضل في السودان . • ندعم هذا القرار الموفق من قبل الإدارة ونبصم عليه بالعشرة ، وكذلك الاشادة بموقف الادارة القاضي بعدم التعامل بردود الافعال الغاضبة والتعامل بحكمة ورويه في هكذا مواقف ، ولكن لابد كذلك لمجلس الادارة وتحديدا رئيسه في أن يكون قريباً في الفترة القادمة من المدرب وطاقمه المعاون والتشاور معه دوماً في كيفية حسم الفريق للمباريات المهمة القادمة في الدوري الممتاز ، وكذلك الإهتمام أكثر بفريق الكرة وابعاده عن اي ضغوط تواجهه ، وبعد ختام الموسم يبقى لكل حدث حديث ، وتقييم موضوعي وعلمي لمسيرة الفريق. آخر الاشياء • مع إستقرار مسيرة الفريق للنهاية