اقل مايمكن ان نصف به الاحداث التي رافقت الجزء الاخير لمباراة الامل والهلال بالامس في ملعب عطبرة انها كارثة حقيقية ومجزرة في حق جمهور كرة القدم كان السبب الاساسي فيه شرطة امن الملاعب والتي تعاملت مع موقف صغير بتهور كبير وكادت من جديد ان تحدث كارثة حقيقية بسبب تعاملها الوحشي مع الحدث . تصدت شرطة عطبرة من جديد للجمهور الكروي بغوغائية وهي تضرب يمينا وشمالا دون مراعاة لحالة هؤلاء الذين كان بينهم اطفال ورجال كبار في السن , وللاسف الشديد سيمر هذا الموقف دون محاسبة , رغم ان مايحدث يصنف كجريمة تسبب فيها تهور رجال الشرطة الذين يستحقون ان يقدموا لمحاكمة نتيجة ما اقترفوه في حق بعض الجماهير وتهجمهم عليه بهذه الوحشية التي تدل على حالة الهرج والمرج التي تضرب كل انحاء حياتنا . عمت حالة من الفوضى والهرج والمرج واصبح من المهم منع استخدام مايسمى بالبمبان في ملاعب كرة القدم ولابد ان يكون لاتحاد كرة القدم الضعيف موقف فيما حدث لان المشاهد التي تابعناها بالامس تسئ للسودان وليس كرة القدم اذا كان هذا هو تعامل رجال الشرطة مع هذه المواقف . دائما مايتم الاستعانة بهذه الشرطة للحماية ولكن بالامس تهجم رجال الملاعب على الجمهور بوحشية في مظهر مخجل لابد ان يجد حظه من المناقشة بوزارة الداخلية والتي يفترض ان تحاسب من تسببوا في هذه الماساة الكبيرة , فكل من شاهد ذلك الرجل الكبير الذي انهار في ارضية الملعب وهو يحمل ابنته الصغيرة بسبب الغاز كاد قلبه ان يتوقف من ذلك المشهد المؤلم . ولم تكن هي المرة الاولى التي نتابع فيها هذه المشاهد في استاد عطبرة رغم اننا ندين مواقف جمهور الامل والذي عادة مايخرج عن طوره عندما يتعرض فريقه للهزيمة , ولكن تجاوز الجمهور لحدود التشجيع لايدعو الشرطة للتعامل معه بهذه الوحشية , وماحدث من قمع طال المذنب وغيره . منع الشرطة من استخدام الغاز المسيل للدموع اصبح ضرورة في ملاعب كرة القدم وايضا تجنيد قوات خاصة لحفظ امن الملاعب بدلا من رجال الشرطة هو الاهم لان هؤلاء الذين شاركوا في هذه الماسأة بالامس ليس لهم علاقة بالرياضة وهم عبارة عن وحوش تهجموا على الجمهور والمباراة لم تكن متوقفة . احداث مدينة عطبرة ستكون اختبارا حقيقيا لقدرات لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم وننتظر موقفا حازما ينهي مايحدث عادة في هذا الملعب والذي اصبح اللعب فيه قطعة من الجحيم في ظل التجاوزات التي ظلت تتكرر فيه باستمرار دون ان نجد القرار الحازم والذي يحفظ ارواح اللاعبين وجمهور الكرة . قبل التوقف نجح الهلال في الحصول على نتيجة كبيرة امام فريق الامل العنيد بلغت ثلاثة اهداف , ثم انهى الازرق اللقاء منتصرا برباعية , وهي نتيجة غير متوقعة قياسا بحجم الخصم العطبراوي والذي اضحى من النادر ان يخسر في ملعبه ناهيك عن هذه النتيجة الكبيرة , ولاشك ان الهلال خرج بالعديد من المكاسب من هذه المباراة في طريق استعادة عافيته عقب خروجه المحزن من نصف نهائي دوري ابطال افريقيا . للامانة نقول ان الفريق الهلالي تخطى بعض الحواجز وخاصة النفسية من خلال انتصاره على الامل في لقاء الامس ولكن للاسف نعتقد ان عودة الهلال للمنافسة ربما تكون جاءت متاخرة في ظل الفارق الذي يفصله من المريخ ورغم هذا الفوز الا ان نسبة محافظة الهلال على اللقب المحلي لاتتعدى ال30%. ولكن رغم ذلك يبقى الهلال مطالبا باللعب على حظوظه حتى النهاية حتى يستعيد على الاقل بريقه في المنافسة عقب الفترة الصعبة التي اعقبت خروج الفريق من البطولة الافريقية , والاهم ان الفريق عاد بمكاسب فنية ونفسية مهمة في هذا التوقيت ..